المقالات

عندما تساق العقول!!!

800 16:57:00 2014-01-07

محمد رشيد القره غولي

عندما تتوفر الارضية للسيطرة على العقول و جعلها العوبة بيد سائقها، فهو متى ما يريد ان يحرفها يمينا او يسارا تجدها خاضعة دون ايعاز مضاد.و في حال اعطائها فسحة للتمرد قليلا فسائسها يعرف نقاط ضعفها و اخضاعها الى مساره الذي يريد منها سلكه. و ان لم تتوفر تلك الارضية لسبب ما فان علاجات المكر و الخداع متوفرة غالبا لدى الكثيريين لتمتعهم بقوة دهاء شيطاني يجعل من العقول المشخصة بعد مدة او فترة مهما طالت او قصرت فهي في النهاية ستكون تحت السيطرة المطبقة، و ان افضل الارضيات هو السعي الى تجهيل الشعوب او المجتمع مهما كبر او صغر، و لا يكون تجهيل صرف بل يكون التجهيل ثقافي و ابعاده عن اصل القضايات و المبادئ الاساسية لبناءه كمجتمع صحي، كما و يسعى الى تعليمه بعض العلوم او اكتسابه بعض المعلومات لكي لا تشعر هذه المجتمعات بجهلها و تعيش في نشوة المعرفة و هي منقوصة دون ادراك ذلك فتصبح جاهلة بالجهل المركب. كما ان مثقفيها هم ادوات حرقها او حرفها لان الثقافة عندهم القراءة و الكتابة او شهادة اكاديمية دون الادراك انهم مسلوبوا الفكر لان قواعد التفكير الصحيح مفقودة عند الغالبية منهم لذا تجدهم يتمايلون يمينا و يسارا بحسب الظروف و في النهاية عندما يكتشفون انهم على خطا يقول لك لا اعرف بعدما كان المفكر الفذ الذي لا يخطا.في خضم التطور التكلنوجي و تعدد و سائل الاتصال المرئي و السمعي و الكتبي، اصبح من السهل عند اصحاب المشاريع تمريرها و السيطرة الفكرية على المجتمعات، و هذه المشاريع تختلف ادواها بحسب حجمها، فالتعبئة الجماهيرية لمشاريعهم الهدامة تختلف بحجم تلك المجتمعات فالسيطرة على اقليم يختلف في السيطرة على دولة، لانها تبدا من مجموعات فمجتمع و من ثم قد تكون امة.فعندما ادرس مجتمعا ما و اجده تواقا الى الخطاب الحماسي الثوري فستكون تعبئته بكل سهولة فقط تهيئة شخصية ما لها مواصفات ثورية و طبقة لغوية تناغم عقل هذا المجتمع و الترويج له اعلاميا فستجد في نهاية المطاف ان الجماهير مذعنة له دون دراسة هذه الشخصية و معرفة دافعها و دوافعها و اهدافها، كما ان ثقافة المُخلص لهذه الشعوب تلصقها بكل شارد و وارد دون ميزان عقلي يستطيعون تمييز طالحها من صالحها، كما و لا ننسى ان الشعوب المحرومة او المظلومة التي حرمة لعقود من الخطاب العقلاني قد اعتادت على الخطاب الانفعالي فهي و ان ادركت ان الخطاب العقلاني الاقرب الى العقل لكن ما تعودوا عليه سرعان ما يجدوا مبررات ترفع الخطاب الانفعالي رتبا عالية و لا يجد الصوت العقلائي الا طبقة قليلة مستمعة له، و هذا لا يعني ان نلغي الخطاب العقلائي بل يجب الاكثار منه ليصل المجتمع الى لغة الخطاب البشري الانساني الفطري.كما الادهى اننا عندما نجد هذه الشعوب قد شخصة ان هذا الشخص او ذاك لا يخدم مصالحها و لفترة طويلة و بمجرد ان يفعل شيئا جيدا يريد به خداعها سرعان ما تحول البوصلة من التشخيص السليم الى التشخيص المستسلم او الضبابي، فهو بداخله يعرف انه سقيم لكنه يبرر له ليكون في نظره سليم. فعرف ان هذه المجتمعات عندما تصل الى هذا الحد من تبرير اخطاء الاخرين لمصالح انية سرعان ما تنتهي و انها مجتمعات تحتاج الى عقود لارجاعها الى جادة العقل فهي قد ماتت سريريا و ليس بالسهولة انعاشها ما لم هي تتحرك او صدمة قوية تهز ضميرها و تدرك حجم غلوها في هدر قدراتها و طاقاتها لمصالح لا تعدوا عن المصالح الشخصية الضيقة و التي غالب ما يكون المستفاد منها اشخاص معدودون دون المجتمع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك