الحاج هادي العكيلي
الحكومة الحالية اختيرت خطأ ويطلب منها الابداع والنجاح ، وفاقد الشيء لا يعطيه . ودائماً ما أردد ( ما بني على باطل فهو باطل ) .وما أكثر الحكومات في عراقنا اليوم ، ففي كل قرية وناحية وقضاء ومحافظة وإقليم ووزارة حكومة ، وفي مجلس الوزراء حكومات متعددة تلعن كل حكومة أختها لدخولها في الحكومة الاتحادية . وبسبب المنافع دخلت تلك الأحزاب والتيارات الحكومة وتبين لهم الضلالة والبطلان فوقع بينهم الكراهية ، لأنهم توقعوا عاقبتهم مخزية ومجلبة لهم العقاب ، فازدادوا كراهية وبغضاً . فكل حكومة من تلك الحكومات لها أتباع ورعية ، ولا تخلو من قادة ورعاع . وهذا هو حالنا يأتي الجديد فيفرح ويفرح أتباعه بشماتة من سبق ليجد أنصار السابق الحسرة والأمنيات بيوم القصاص . وهنا أصبحنا في حالة الدوران حول النفس . فمتى نفهم دورنا الحقيقي ؟!!! قد نفسر ما يحدث الان بأن الحكومة محجمة وهذه حدود إمكانيتها ولا تستطيع تقديم أكثر من ذلك .لان كل شخص في الحكومة الاتحادية هو حكومة بحد ذاته يعمل من أجل مصلحته الشخصية والمنافع الحزبية على حساب المصلحة العامة . الحكومة الناجحة تستفيد من أخطاء الحكومة السابقة وتقسم العمل إلى جزئيين جزء للبحث عن أسباب فشل الحكومة السابقة وجزء لتطوير البلد ومتابعة المسبب في الفشل وعدم تركه ومساعدته للهرب .حيث قال الله في كتابه الحكيم : {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } الأعراف 38وفيما قص الله من محاورة قادة الامم وأتباعهم ما فيه منموعظة وتحذير للقادة من الايقاع بأتباعهم ، فيما يزج بهم في الضلالة ويحسن لهم هواهم وموعظة لعامتهم من الاسترسال في تأييد من يشايع هواهم ولا يبلغهم النصيحة . فلا نعرف لماذا تشرع القوانين في مجلس النواب دون أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ ؟ فأن التعديلات على قانون 21 لسنة 2008 المعدل الخاص بمجالس المحافظات اعطى صلاحيات إلى الحكومات المحلية ولكن الحكومة الاتحادية تحاول بكل السبل الحد من تلك الصلاحيات وعرقلة عملها وخاصة الحكومات المحلية غير الموالية لها ، مما يؤدي إلى عرقلة تقديم الخدمات للمواطنين وتوفير الآمن لهم . فالحكومات المحلية تلعن الحكومة الاتحادية لأنها لا تتعاون معها وتلعنها لعناً وبيلاً . وأما الحكومة الاتحادية فتلعن تلك الحكومات المحلية لأنها ليس على خطها السياسية وتلعن يوم الانتخابات الذي جاء بتلك الحكومات .ويبقى اللعن مستمراً بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم ، فالأولى تلعن الثانية لكونها تسرق نفط الاقليم ولم تسدد عائداته إلى الميزانية الاتحادية . والثانية تلعن الاولى لكونها لا تسمح لها بسرقة النفط وتعرق استحقاقاتها من النفط . فكل حكومة تلعن أختها . متى تأتي حكومة تآخي بين تلك الحكومات وتنظر بنظر الاعتبار إلى مصالح الشعب بغض النظر عن الانتماء السياسي والقومي ولمناطقي ونبتعد عن تلك اللعنات .
https://telegram.me/buratha