المقالات

سماسرة السلطة.. وتجار الدم

662 09:22:00 2014-01-08

مديحة الربيعي

صناعة الأزمات حرفة, يتقنها الساسة في العراق ومن الواضح أنهم لا يتقنون غيرها, فهم عاجزين عن تحقيق أي انجاز للشعب العراقي سوى الدخول؛ في صراعات بين فينة وأخرى,لا يدفع ضريبتها سوى الشعب وحده.تتنوع الأزمات التي يصنعها سماسرة السلطة,حسب الأهداف المنشودة فإذا كان الهدف كسب تأييد شعبي واسع في قضية ما؛ فان الأمر لا يتطلب أكثر من مجرد تهديدات ومناوشات بسيطة مع مكون معين,ولا يعدو الأمر أكثر من مجرد مهاترات وحروب إعلامية.إما عندما تقترب الأنتخابات؛ فأن الأمر يتطلب أكثر من ذلك،إذ يجب الدخول في صراعات حقيقية, لحصد الأصوات،وكلما كانت الأزمة كبيرة كانت الفائدة الأكبر! وبطبيعة الحال يتطلب هذا الأمر قرابين ليصل المسؤول صاحب الهدف الى مبتغاه؛ ولن يجد مسؤولنا العتيد سوى الجيش العراقي,ليقدم منه القرابين من أجل الكرسي, الذي قد يذهب العراقيين جميعاً من أجله إلى التهلكة إذا ما تطلب الأمر؛ فالمهم أن يبقى المنصب لصاحبه أطول فترة ممكنة, وتتذكرون عندما دخلت الحكومة بمناوشات مع الأكراد, لكن الأمر لم يطول كثيرا إذ لم يعدو أن يكون أكثر من حرب كلامية.أما الآن؛ فإن جيشنا يخوض حرباً ضد تنظيمات إرهابية؛ لا نعلم أين كانت الحكومة منها قبل اليوم؟ ولماذا التزمت الصمت، تجاه تواجد هذه المجموعات الإرهابية, التي تجوب صحراء العراق بحرية تامة،وكأنها تتحرك على أرض بلد ليس له سيادة؟ وكيف تمكنت هذه المجموعات من الدخول, والتمركز في مناطق معينة من العراق, رغم علم الحكومة بذلك؟ ولماذا قررت الحكومة التحرك الآن وفي هذا التوقيت بالذات؟أسئلة عديدة تبحث عن إجابة..وعلى ما يبدو إن الأزمات احد أهم الوسائل؛ لكسب الأصوات في الانتخابات البرلمانية المقبلة,إذ لا يوجد دعاية انتخابية أفضل صناعة من استغلال تضحيات الجيش,الذي يدفع ثمنا باهظاً للحفاظ على أمن العراق,لا من أجل أن يفتح الآفاق أمام أبطال الورق! تلك سياسية يتبعها الساعين للحفاظ على المناصب, ويستخدمون دماء أبنائنا ومن قبلهم دم الشعب الذي عانى الأمرين من جرائم الإرهاب الذي تمركز في أرض العراق؛ رغم علم السلطات المعنية والتزامهم الصمت,فتلك صفقة ثمنها الدم مقابل الحفاظ على الكرسي,يستخدمها سماسرة السلطة وتجار الدم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك