الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
توقفت كوستر السائق فرحان الغضبان عن الحركة وذلك بسبب الازدحام ، الامر الذي ارغم الغضبان ان يطفيء محرك سيارته بأنتظار الفرج ، وبانتظار معجزة تعيد الى الشارع مرور طبيعي دون اختناقات مرورية ( قاتلة) ، وفي هذه الاثناء تكلم راكب في العقد الثالث من عمره قائلا يا اخوان لماذا لايكون عندنا ابتكار، ولماذا نعجز عن ايجاد الحلول لمشاكلنا ، واضاف هذا الراكب لقد انتبهت الليلة الماضية الى طفلتي الصغيرة وهي في الصف الاول الابتدائي والتي كانت تحضر واجب ( الحساب) ، فرد عليه فرحان الغضبان (عمي كول رياضيات لا دكول حساب) ، فرد عليه الراكب بالقول ( يابه والله افتهم واعرف رياضيات بس هي أبنتي هيج كالت من سألتها) ، فرد عليه الغضبان ( الله يحفظها الك كمل عمي كمل احجايتك واني اسف) ، فقال الراكب لقد كانت طفلتي تقرأ الارقام وتكتبها ، وهي من الواحد الى العشرين وانا اراقبها حتى اذا ما وصلت الى الرقم(13) قالت ثلث طعش ثم الرقم الذي بعده وهو (14) قالت اربع طعش ، وهكذا الى ان وصلت الى الرقم (19) قالت تسع طعش ، وما ان وصلت الى الرقم (20) توقفت لثواني معدودات ثم قالت ( صفر طعش) فقلت لها ماذا قلتي ، قالت (بابا نسيت شنو هذا الرقم و قلت صفر طعش) ، واكملت قولها ( بابا صح لو خطأ صفر طعش) ، فقال فرحان الغضبان ( عمي مبين على بنتك ذكية) ، فقال الراكب الحمد لله واضاف حقيقة انا لااريد ان اكمل حديثي مع طفلتي الرائعة ، ولكن تعلمت منها درسا كبيرا وبليغا وهو ان الانسان يجب عليه ان يبتكر وان لايقف عاجزا عندما يواجه مشكلة ما ، وانه يجب على الانسان ان يصنع الحلول ، وان يأتي بالجديد وهو ما فعلته طفلتي ، و تابع الراكب ابو الطفلة حقيقة ان ماحدث مع طفلتي ، يذكرني ببعض ساسة ( شعب ما) الذين لايملكون القدرة ولا يملكون المؤهلات التي تسعفهم في ابتكار الرقم ( صفر طعش) ، وفي هذه الاثناء تدخل فرحان الغضبان قائلا ( يابه رجاء ما نريد نحجي بغير مواضيع ) ، فتكلمت امرأة من العبرية وقالت ( عيوني فرحان الغضبان موانت ابو الحجي المعدل شنو ما نحجي شنو غير مواضيع) ، وواصلت المرأة حديثها اخواني الكل مطالب ان يبتكر الرقم (صفر طعش) حتى يواصل عمله ويواصل النجاح ، لكن مصيبتنا اننا لم نحاول ان نكتشف الرقم ( صفر طعش) بل نعيد ونكرر الارقام نفسها ، هذه الارقام التي لم تسعفنا ولم تسعد (شعب ما) ، بل على العكس من ذلك ان جل ما تقوم به بعض هذه الارقام هو جعل ( شعب ما) يعيش واقع مرير وواقع مأساوي ، ثم تدخل راكب اخر وقال (يعني كسر بجمع الارقام المقصودة هي بعض الشخصيات السياسية في وطن ما ونحن مللنا من تكرارها وعلينا ان نبحث عن الرقم صفر طعش) ، فتدخل فرحان الغضبان بقوة قائلا (ياالله يا الله انفتح السير) واكمل قوله ( الظاهر الرقم صفر طعش رقم مبروك ولكن هل نستطيع اكتشافه) وللحديث صلة.
https://telegram.me/buratha