المقالات

موازنة المليارات: نجاح ام فشل

569 08:35:00 2014-01-09

سعد الفكيكي

موازنة العراق لعام(2013) بلغت(118) مليار دولار، والموازنة المتوقعة لعام (2014) تقدربـ(146) مليار دولار؛ موزعة على قطاعات الأمن والدفاع والتجارة والكهرباء والأستثمار وغيرها وهي اضخم موازنة في تاريخ العراق. أن مستوى التنفيذ في المشاريع الأساسية ضمن الخطة بطيئ جداً وتشوبه الكثير من قضايا الفساد الأداري والمالي مما اوصل الوزارات القائمة على التنفيذ الى مرحلة العجز، فالكثير من الوزارات لم تحقق نسبة(50%) من خططها خلال عام 2013، مع أن المشاريع كانت تتعلق بالبنه التحتية والخدمات والتشغيل والتنمية والأستثمار؛ وهي ذات علاقة مباشرة بالمواطن، ولما كان هناك عجز في التنفيذ فان ذلك يعني:اولاً- عدم وجود القدرة، ذلك واضح من خلال انخفاض نسب الأنجاز بما تم تنفيذه من الخطة، وبالتالي اخفاق ادارة القائمين عليها من الوزير والتشكيلات الاخرى المرتبطة بالوزارة، يا ترى ما هي المعايير التي يتم اعتمادها لتقييم الأداء في العراق؟ ثانياً- أن المشاكل الموجودة ستبقى قائمة طالما لم يتم حلها بتنفيذ المشاريع الأساسية ضمن الخطط، بسبب تفشي الفساد الأداري والمالي بين مؤسسات الدولة، وهذا يعني ان معاناة المواطن ستبقى على حالها. ثالثاً- النتيجه النهائية من عدم تنفيذ الموازنة لجميع الوزارات والهيئات هي التي تبرهن ان الحكومة تعاني من سوء الأدارة، فالكثير من الاموال تم ارجاعها الى وزارة المالية، وضياع الاخرى بسبب توقف المشاريع، ورئيس الوزراء من يتحمل تلكؤ حكومته امام الشعب، لعدم اعتماده معيار الكفاءة والأداء في التقييم، وانما كان معيار المحاصصة هي الأساس التي حددة صلاحية رئيس الحكومة بأستبدال المسؤول الفاشل. أن الحكومة تتحمل سوء الأدارة ووصول الفساد بالعقود وغيرها الى مستويات خطيرة، فعلى الرغم من كثرة التعثر في التنفيذ وعجز الوزارات، فان الوزراء باقين في مناصبهم، وبالتالي زيادة المشاكل والمعاناة، وضياع الموارد، كما ان عامل الوقت كان له سهم في تأخير التنفيذ، فالموازنة السابقة لم يتم اقرارها الا في الشهر الثالث من عام( 2013) نتيجة الأختلاف بين الكتل على بنودها، وبالتالي ضياع الربع الأول من السنة، واصبحت اغلب المشاريع معطلة وكانت النتيجة النهائية الأخفاق في ادارة وتنفيذ الموازنة بالرغم من تخصيص الأموال اللازمة. في كل دول العالم تكمن مشكلة الموازنة في صعوبة توفير الموارد اللازمة للتمويل، مع ذلك تكون الحكومات ناجحة في ايجاد مصادر التمويل المناسبة وتحقق التنمية والأستقرار واقامة المشاريع الضخمة، اما في العراق وبالرغم من وجود الاموال المخصصة ووجود الكفاءات، فان الخطط فاشلة بالتنفيذ وتعكس سوء الأدارة وعدم الاستفادة من الامكانات المحلية والاجنبية، والمعروف أن الشركات العالمية المحترفة لديها الخبرة والتكنولوجيا الحديثة وتمتلك الادوات المتقدمة مما يعطيها السرعة بالتنفيذ وهذا ما يحتاج بلدنا اليه. أن الموازنة لعام(2014) هي أكبر موازنة في تارخ العراق القديم والحديث، فهل ستكون مثل موازنات السنوات الماضية؟ وان التغيير هو بالأرقام فقط...، ام سيكون الأداء مختلف! فينبغي لمجلس النواب اقرار قانون الموازنة خلال هذا الشهر على ابعد تقدير، وان لا يخضع للمساومات وتحقيق المكاسب السياسية والدعائية مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، مع استبعاد بنود الصرف غير الضرورية.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك