فلاح المشعل
تحمل مبادرة (انبارنا الصامدة بوجه الأرهاب ) التي تقدم بها السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ، رؤية علاجية شافية للأزمة المتفجرة في الأنبار .واذ تنطوي المبادرة الكريمة على تجذير استحقاق اهالي الأنبار في حياة حرة كريمة ، تليق بمجدها العشائري وكرم أهلها وشجاعتهم في التصدي للقوى الأرهابية من القاعدة وغيرها من الجماعات الأرهابية والمسلحة ، فأنها تضع حدا لمعاناة أناسها ، وذلك باستبدال واقع الإنشغال في البناء والأستثمار بدلأ من الصراع على الواجهات السياسية ، وذلك عبر إحداث تحولات كبرى في حياتهم الأقتصادية والاجتماعية .ان الحل الذي ترجمته مبادرة الحكيم ترسم استراتيجية للحلول وهي تفكك الأزمة من جهة ، وتقطع الطريق على عودها من خلال نقل مستوى الأهتمام الشعبي والمجتمعي بمشروع بناء المدينة وتطوير الحياة فيها ، وتحريرها من سطوة الصراعات التنافسية {السياسية ، والعشائرية} باتجاه تكامل المنافع وتشارك في المصالح وتحقيق الرفاه الإجتماعي ، والتوجه نحو المستقبل .ان البعد العقلاني الذي انطلقت منه افكار السيد عمار الحكيم تتكأ على جملة تصورات في بناء السلم المجتمعي وتحقيق مبدأ العدالة وترشيد الثروة ، بإتجاة تعميق الحياة المدنية واثرائها بقنوات التنوع الحضري ومشاريع البناء والتحول الاستثماري ، بدلأ من صفقات الأسلحة المليارية التي لاتنتج سوى الخراب وتدعو لفتح شهية الحروب .تخصيص اربع مليارات دولار لبناء المدينة وتعويضها في أربع سنوات ، ليس كثيرا على الأنبار وأهلها البواسل وهم يواجهون الأرهاب ويقدمون الغالي والنفيس في هذه المواجهة المصيرية .تشكيل مجلس اعيان الأنبار يعني تشكيل مجلس للحكماء يقوم في التشارك بإتخاذ القرار النافع للمدينة ، كمركز حكمة واستشارة في تقديم الأفكار التي تساعد السلطات المحلية .النقاط العشر التي جاءت بها مبادرة السيد الحكيم لاتنصف اهالي الأنبار وحسب ، بل تحقق مكاسب للحكومة المركزية في بغداد وتخفف عنها الكثير من المتاعب وتختصر على المشكلات والخسائر ، كما تقطع الطريق على المتصيدين في مستنقعات الأزمة وتأويلاتها ، وتسقط اتهام الحكومة المركزية بالدوافع الطائفية .المبادرة حين تبدو بوضع معالجات اقتصادية اجتماعية واخلاقية فانها تنطوي على قراءة سياسية متعمقة للواقع الأنباري وكل مايحيطه من بنى وتوجهات وصراعات سياسية وعنفية ، وهو مايشدد الدعوة لتبنيها من قبل مجلس النواب العراقي وذلك بإيفاء اهالي النبار حقهم وتعويضا لضحاياهم وتلك الأيام العصيبة .هذه المبادرة وغيرها من منتجات سياسية صارت تشكل علامات منهجية في خطاب السيد عمار الحكيم ، وضعته بموضع الحكيم الذي يضع اصبعه بدقة تشخيصية عالية على منطقة الجرح .
https://telegram.me/buratha