حيدر عباس النداوي
في الأوقات الصعبة والمواقف المفصلية والخطرة تحتاج الامة الى رجال مخلصين يدركون الواقع ويقيمون المخاطر التي تحدق بالأمة ويعملون جاهدين على ايجاد الحلول والمخارج التي تضمن الكرامة والعزة للجميع دون ان تتنازل عن الثوابت والاستحقاقات القانونية والدستورية والوضعية ومثل هذه النماذج مع إخلاصها ونزاهتها تعرضت على مدار التاريخ الى المزاحمة والتضييق والتشكيك في نواياها الا انها في النهاية تبقى شموع مضيئة يشار لها بالبنان والعرفان.ومع كل ما يمكن ان اتهم به من قبل الأعداء والمناوئين والمنافسين في طرحي عن مبادرات وحكمة السيد عمار الحكيم الا ان الحق يجب ان يقال وكيف لا وهو سليل مرجعية كبيرة ودماء زاكية وسجل يتحاشى التاريخ الانتقاص منه ولاننا بصدد الحديث عن اخر مبادراته التي لم يكن احد يتوقعها فاننا نقول ان هذه المبادرة ما كانت لتنطلق لو لم تكن همة الحكيم العالية وشعوره الحقيقي بالمسؤولية هما المحور الذي تدور حوله أقطاب حركته وتفكيره ومبادراته.ولأنه يعرف كيف يقيم الأمور فان ما جاء في الملتقى الثقافي رقم 322 كان درسا كبيرا ومنهجا يستحق المطالعة وفنا من فنون السياسة الذي يصعب اختراقه فهو ايد تأييدا مطلقا تحرك القوات المسلحة وأعلن استعداده لدعم هذه الحركة بالرجال الرجال ورسم للحكومة خارطة طريق لإعداد جيش حقيقي قادر على مقارعة الأعداء،على الاتجاه الأخر اطلق مبادرة لا تختلف عن مبادراته الحقيقية التي أطلقها في مناسبات سابقة لأعمار وتحصين الانبار والفلوجة واسماها "انبارنا الصامدة بوجه الارهاب" راعا فيها الجوانب الانسانية والاجتماعية والامنية والاقتصادية والعمرانية.ومبادرة انبارنا الصامدة لا يمكن النفاد منها للنيل من السيد الحكيم لانه اذا كان البعض يربط مبادرات السيد الحكيم التي اطلقها لمحافظات الوسط والجنوب" وهي كلها مبادرات حقيقية ويمكن تطبيقها بسهولة" بالدعاية الانتخابية فان هذا القول لا يمكن ان يطلق على مبادرة الانبار لسبب بسيط وهو ان الانبار ليست ساحة خصبة او ساحة للتنافس بين الحكيم ومنافسيه من البيت الشيعي لانها سنية خالصة وهذه حقيقة وواقع يفرض نفسه في الوقت الراهن الذي تمثل فيه الاصطفافات الطائفية المحور الاول والاخير وهو حالة طبيعية ولا تمثل مخلبة على السيد الحكيم ولا على اهالي الانبار والفلوجة الكرام اما في الاتجاه الاخر فانها تمثل منتهى الاخلاص والصدق والحيادية في الطرح وفي الرؤية وفي الرغبة الحقيقية العابرة للطائفة والمذهب لانها مبادرة تنطلق من رؤية حقيقية للعلاج والاصلاح والتطور.ان كل ما نخشاه ان يقف البعض بالضد من تفعيل مبادرة انبارنا الصامدة خوفا وحسدا وبالتالي تتعقد الامور وتتجه نحو الهاوية وبعد ان نكون خسرنا الكثير من الاهل والاحبة والمال والبنون نعود من حيث بدانا ونعطي اكثر مما طلب منا ليس كرما ولكن حسدا وحقدا وتخبطا وهذا ما نخشاه ونتمنى ان تعمم نظرية الاتفاق مع اقليم كردستان كمنهج لمعالجة جميع النقاط الخلافية مع الاطراف الاخرى وهو منهج طبيعي فما يصح مع الاقليم يصح مع غير الاقليم .ان تطبيق مبادرة السيد الحكيم فرصة مناسبة لجميع الاطراف للخروج من الواقع الماساوي ونقطة مناسبة للتلاقي والتحاور واذابة جمود جليد الازمات المتتالية التي ما ان تنتهي واحدة حتى نكون قد دخلنا في اختها التي غالبا ما تكون اشد واخطر من سابقتها. لا زال في الوقت متسع للرجوع الى الوراء وايقاف حالة التداعي في بناء النسيج العراقي وليس من غضاضة في التراجع الى الخلف اذا كان مقدمة للتصحيح والمعالجة ولكن العيب كل العيب في التقدم اذا كان هذا التقدم يقود البلد الى الهاوية والدمار.
https://telegram.me/buratha