المقالات

تهم وشتائم...وتسفيه وتخوين

494 10:52:00 2014-01-10

الدكتور يوسف السعيدي

أن نتوجع لوجع الوطن، فهذا أقل ما تُقدمه الأجساد لأوطانها..! أن تذرف العيون دموعاً هتون، إذا ما لاح لائح الفتنة في أفق الوطن؛ فهذا - ورب الكعبة - لثمن بخس إذا فكرنا أن نُثمِّن تُراب العراق الذي لا تُساويه كل الأوطان مُجتمعة ولا القناطير المُقنطرة من ذهبٍ وفضة..!حقٌ علينا أن نهتمَّ و نغتمَّ ونرجف هلعاً أن يُصيب وطننا ما أصاب غيرنا من ذمٍّ ودم، وجوع وخوف، وذُلٍ ومهانة، وأنينٍ ونواح.. كل هذا وأكثر إن تمادى مُمسكوا حبال المهزلة الديمُقراطية في العراق في غيِّهم و عِندِّهم السياسي..!مما لا شك فيه أن هناك نوايا حسنة لدى إطراف العراك السياسي في عراق اليوم، والتي يصِب أغلبها في النهوض بالبلاد والعباد، كُلاً حسب تصوره وأيديولوجياته الخاصة؛ لكن ما يظهر اليوم عبارة عن (عناد سياسي ) سيجر البلاد إلى ما لا يُحمد عُقباه والله المُستعان على ما يفعلون..!ففي ظِل هذا التعصب السياسي، قد تتحول أهداف الساسة بشكل لا إرادي؛ من أهدافٍ ايجابية تسعى لبناء الوطن وتطويره، إلى حماقات تهدم كل شيء.. وأجزم لو أن الأوطان تنطق لنطق العراق ورثا نفسهفجميع الأحزاب اليوم تتغنى في حُب الوطن، وجميع السياسيين يعتبرون أنفسهم قادته وبناته، ولكنهم اليوم يُلوِّحون لبعضهم البعض بالمعاول..!فيتبادلون التُهم والشتائم والتسفيه والتخوين، مُتناسيين أنهم على متن سفينةٍ واحدة وهدفهم واحد، بل وأنهم إخوة وأولاد عمومة.. فتجد في البيت الواحد انتماءات متعددة....ولأني مُواطن من ملايين المواطنين ضُعفاء الحيلة، وشديدي الغيرة على بلادنا؛ أحببت الكتابة لسياسيينا وقادتنا...لكني لازلتُ أتساءل:ماذا لو أعطى الكبير تنازُلات لمن هو أدنى منه اصواتا انتخابيه مادامت الأهداف النهائية لدى جميع الأطراف واحده؟وهل حق الحزب أو الذات مُقدم على حق الوطن إذا رأى أن الوطن في خطر؟ لستم وحدكم في العراق.. فهناك الكثير ممن يعتبرون الساسة رمزاً للجدب والجوع..!كما أن هُناك الكثير ممن يعتبرون الساسة سبباً رئيساً في جعل الفساد في العراق سمةً و ليس استثناء رغم بعض المحاسن التي تُرافقكم و التي تسعون لها بطرقكم الخاصة التي تتسق مع تركيبة المُجتمع العراقي..!السادة الكرام أرباب الحكم والسياسة:الانفراد بالقرار السياسي ليس في مصلحة البلاد، ولا مناص من الشراكة بين جميع القوى السياسية الشريفة ذات التاريخ النظيفكما أن العند و التهميش للآخرين لن يزيد البلاد إلا وبالاً وخُسراناً، فها قد وصلتم إلى مرحلة التعصب للحزب وليس للوطن..!فهلاَّ اختلفنا اختلاف مُتحابين لا مُتباغضين؟وهذه نصيحة قالها شكسبير: لا توقدوا ناراً في دواخلكم تجاه آخرين ، كي لا تُحرقكم.أيضاً لستم وحدكم في العراق.. فهناك الكثير ممن يعتبرونكم رمزاً للتخريب والعجز والظواهر الصوتية ، بعيدين كُل البُعد عن الموضوعية في الطرح والفعل .. كما أنهم يُخاطبوكم بقولهم:قلتم أخطأنا فهاتوا صوابكم *** وكونوا بناةً قبل أن تهدموا الصرح.السادة الكرام أرباب السياسة والحكم...الحزبية وسيلة يتوسلها الوطن كي يرتقي، لا ليُدفن..!وتذكروا أنه في حال خراب(البصرة).. فأنتم - لا محالة - شُركاء في صنع هذا الخراب رغم صحة ما تسعون له.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك