بقلم : قاسم محمد الخفاجي
من يحمل على عاتقه همَ الكون كله ، يكن بحجم الكون كله ، ومن يحمل همَ قرية صغيرة ، فسيكون بحجم قرية صغيرة ، إنَ أهمية المرء تزداد بمقدار ما تزداد همومه ، هكذا تقاس الامور فمن يحمل هم العراق فهو بحجم العراق ، فالسياسي الذي يهتم بكل المواطنين في اي بقعة من ارض العراق ، بغض النظر عن القومية والمذهبية ، ويحقق ذلك قولاً وفعلاً ، فهذا الرجل جدير بالتقدير والاحترام واهل للثقة ، ولحسن حظ الشعب العراقي ، توجد فيه شخصية وطنية تنطبق عليها الصفات سالفة الذكر ، والتي هي متمثلة بشخص السيد عمار الحكيم والتجارب تشهد بذلك والمراقب المنصف يشهد بذلك.أطلق السيد عمار الحكيم مبادرته الوطنية الموسومة بـ(انبارنا الصامدة ) والتي تمثل رؤية استراتيجية وحلول شاملة ، وتتضمن المبادرة عشرة نقاط منها تخصيص 4 مليار دولار لأعمار المحافظة وتشكيل جيش ذاتي من العشائر لمساندة الجيش العراقي الباسل للحفاظ على امن المحافظة ، وعبّر عن استعداده لمساعدة الانبار بالمال والرجال من اجل كسر الارهاب والقضاء عليه ، وحقن الدم العراقي ودعا الحكومة والبرلمان لتبني وتفعيل وتطبيق المبادرة .هذه المبادرة تضاف لسلسلة مبادرات سابقة كان قد اطلقها الحكيم ، والتي جميعها تصب لصالح الوطن والمواطن ، نعم هي ليست بالغريبة على الحكيم الذي يمتاز بالاعتدال والوسطية والمقبولية ، والدليل على نجاح المبادرة مسبقاً هو الترحيب الكبير بالمبادرة من قبل اهل الانبار ومن يمثلهم ، من شيوخ وحكومة محلية وسياسيين من جميع الاحزاب في الانبار ، فهم جميعهم يثقون بالسيد عمار الحكيم ويعرفون صدق نواياه ، ويعولون عليه لحل أزمتهم ، كذلك جاء الترحيب من جميع القوى السياسية .و لكي نعطي لكل ذي حقاً حقه أقول : لا احد يستطيع ان ينكر دور الحكيم عمار في انقاذ العراق من الدمار ، ولا ابالغ اذا نعته بصمام الامان.وانا أقول كما لا تعايش بدون وطن ، كذلك لا وطن بدون تعايش، ان الوطن هو التعايش ، الحقيقة ان الارهاب سوف يستفحل اذا ما وقفوا الأنبارين وقفة تاريخية تنقذ محافظتهم من وحل ( داعش ) الذي يتناقض فكره مع فكر علماء الانبار حيث كل من يعارض ( داعش ) بالراي والفتوى يقتلونه ، فالأنباريون نبذوا في وقت سابق و عليهم اليوم ان ينبذوا التطرف من خلال عشائرهم ، والتي كانت لها صولة في تطهير الانبار من القاعدة من خلال تشكيل الصحوات التي نجحت ، وهذا يُحسب للأنبارين تاريخياً، وان رجوع الانبار الى حضن الوطن مرهون بتطهيرها من الارهابيين والمتطرفين من العراقيين والعرب والاجانب ، هؤلاء وجدوا للأسف من يحتضنهم لمصالح شخصية وحزبية داخل الانبار، ان اجندات خارجية لا تريد للعراق الوحدة والقوة والخير ، تقوم بتجنيد وتدريب وتمويل ( داعش ) وقوات الحرس الجمهوري ، وضباط الجيش السابق ، المواليين للمقبور صدام ، والنقشبندية ، وفدائي الطاغية صدام ،وفلول البعث المحضور ، كل هؤلاء تجمعهم بودقة واحدة هدفها اضعاف العراق الجديد ، والقضاء على العملية السياسية ،اليوم تقع على عاتق ساسة الانبار مسؤولية كبيرة ، هي الوقوف موقف وطني كالعشائر لدعم الجيش العراقي لمقارعة الارهاب ، لكي يفوتوا الفرصة على من يريد العودة بالعراق الى المربع الاول .
https://telegram.me/buratha