بسم الله الرحمن الرحيم
مراهقة بعمر الورد لفت انتباهي تراجعها علميا ً وشرودها ذهنيا ً فهمست في اذنها ان كنت بحاجة للمساعدة فأنا في خدمتك كان هذا اول الغيث لاجد نفسي غارقة بقطرات كلماتها ومعاناتها , كلمات مبعثرة سرعان ما ناقضت نفسها فكشفت لي كذبها واعذار لافعال لاتصرح بها كشفت لي مراوغتها فاعتذرت عن سماعها اذ انها لا تساعدني بالصدق كي ارفع عنها ما يؤرقها ان استطعت .
كنا قد اتفقنا ان تكتب لي كوني لا امتلك الوقت لسماعها وفي كل ليلة اقرأ لها واجيب بورقة وكثر التراسل لادرك انها بحاجة لان تعيش حباً وهي تختلق المشاكل مع ذاتها وتعيش اوهاما ً خشية ان تصارح نفسها بهذا الاحتياج الطبيعي تركت لها مساحة البوح غير انني التففت بهدوء لمعرفة وضعها الاسري من اخرين فعرفت ان الاب في بلاد غربة منذ سنين على امل لم شمل قريب والام غارقة في المسؤولية التي القها الاب على عاتقها وهذا يجعلها متوترة دائما ً ووفقا ً لهذه المعطيات فقدت الامل في امداد من الاسرة لنساعد الفتاة فطلبت العون من احد مدرستها واطلعتها على الامر فهمي الوحيد معرفة ما تخبأ تلك البنت ليقلقها لهذه الدرجةعلى امل ايقاف مصيبة يمكن ان تحدث او للتصدي لنتائج فعلة اتمنى ان لا تكون بحجم قلقي .
كذبت وكذبت حتى تركتها لانها تلعب بمشاعر من تستغيث بهم فلا هي صريحة فينتهي الامر ولا هي تتوقف عن استجداء المساعدة كنت قد عرضت عليها حبا ً صادقا ً لايؤذي وهو حب الله ورسوله واهل بيت رسوله عليه وعليهم السلام وشرحت لها ان الغاية من هذا الحب ليس عوضا ُ عن حب اخر تنتظره بل انه القاعدة الاساسية التي ستستقبل ذلك الحب وتقويه وتعززه حينما يأتي من الطريق الشرعي الصحيح ولكني عرفت ان الوقت قد فات وان حبا اخر قد دخل من النافذة !.
توقعت كل شيء ممكن ان ينتج من هكذا علاقة رغم انها لم تصرح أبداً وتسرح في جملها المبهمة حتى سألتها هل يهدد ؟!! فأرتجفت وسقط قلبي عن موضعه وانا انتظر شفاهها تنطق , نكرت وهربت ورجعت تستجدي العون غير انني اغلقت الباب بوجهها ليس بسبب كذبها بل اشمئزازاً من تفاصيل خيانتها لثقة اهلها والى اي حد ممكن ان تكون قد وصلت اليه وارجع واقنع نفسي من انه ربما كانت في اول الطريق ومن واجبي المساعدة وهكذا حتى عرفت ان والدها قادم لاخذها الى بلد الغربة وبدأت بربط احداث وقررت مواجتها في لقائنا القادم .
اخبرتها بأني على يقين من وجود احد يهددها وربما يرغب بالسفر معها وهنا وضعت عينها في عيني وقالت نعم يريدني ان اتزوج به قبل قدوم الاب طبعا حتى يضعه امام الامر الواقع ذهلت مما اسمع ومن من اسمع ورغبت في صفعها وصفع نفسي كيف انني لم التفت لها منذ البداية ولكني استقبلت الامر بهدوء يخفي خلفه بركان وطلبت منها مقاطعته فورا والتوجه لله في طلب العفو وايا كان تهديده يجب ان تستقبله على انه ثمرة لفعلها ومرت الايام وحالها يتحسن امامي ولم نتكلم في الموضوع ابدا ً حتى جاء الانتقام لاعرف الفعلة فلم تشتعل النار في بيتهم فلقد اشتعلت في منازل اخر فتلك المراهقة كانت قد اعطت صوراُ له لمتزوجات من معارفها وصار يوصلها الى ازواجهن ولم تشك اي منهن فيها فالصور يبعثنها للعشرات واللعنة على (الواتساب ).
أيام لا انام من المصيبة التي لم استعلم عن تفاصيلها فأنا اخشى ان اعرف انها تعمدت ذلك او انها عملت الامر استخفافا ً أو غباءاً او ..... ففي كل الاحوال النتيجة واضحة الشيطان يكسر ابواب ونوافذ العفة في بيوت مؤمنة عبر اجهزة الموبايل والتلفاز وغيرها .
استيقظ ايها الاب والام رجاءا ً, استيقظوا قبل حلول الكارثة , استيقظوا غيرة على اسلامكم غيرة على مذهبكم ورأفة بامامكم الغائب , استيقظوا حفظا لماء وجهكم وسمعة اسركم .
ما لا افهمه لماذا نزود ابنائنا باجهزة موبايل حديثة فيها ما فيها من برامج التواصل , لماذا لا يكون التواصل مع الاهل والاصدقاء ممن تعرفونهم ؟ كيف تقبلون بأن تختلي البنت والولد بهذا الجهاز وتستقبل وترسل صورا ً وافلاما وهي غصن طري برىء دونما تعبئة معنوية وعاطفية كافية لابناءكم تجعلكم على ثقة من عدم طلبها من مكان اخر .
شهران تعرض علينا مصيبة الحسين عليه السلام للعبرة والحزن فأين العبرة ( بكسر العين ) لباقي الاشهر تأمل ايها الاب حال الامام الحسين عليه السلام وحيدا بعد فقد الاحبة وحينما استلم الامانة من السيدة زينب عليها السلام قبل ان يذهب ولا يعود سأل بلطفه وهو على هذا الحال عن سكينة فأخبروه انها في الخيمه واضعة رأسها بين رجليها فذهب وواسى وعطف وحن وان وودع اليس هذا درس وهكذا فالطف مدرسة اجتماعية قبل ان تكون مدارس سياسة واخلاق وتضحية انها دوائر متحدة المركز مركزها الحسين عليه السلام يجد فيها كل فرد اجوبة لاسئلته الام والاب والاخ والعم والخال والطفل والشاب .
خسرنا فرصة بناء وطن وتقاسمنا الفشل شئنا أم ابينا فهل سنخسر أسرنا على صغرها ؟!
وللحديث بقية فلقد عرضنا المشكلة ولم نعرض الحل الذي نلخصه على امل التفصيل في اننا لابد ان نكون رساليين ولنا دور في كل تطبيق للتكنلوجيا بحيث نجعلها في خدمة رسالتنا وليس معول يهدم ما بنينا لسنين والله المستعان على هذا الامر الصعب .
قصتنا انتهت بسفر البنت برفقة والدها على وجه سرعة لم يستطع فيها صياد الفرص من تنفيذ افعال مشينة اخرى وحقيقة اجده ضحية ايضا لنفس امارة بالسوء تغلبت عليه لانه اُهمل من قبل اسرته وقبل ذهابها زارت الامام الحسين ع وودعته وحقا سالت الله ان تزداد عنده بما يكفيها لمسيرة غربة ومستقبل ستواجه فيه ما هو اصعب .
شبابنا امانة في اعناقنا ولنا واجب تجاههم فتذكري يا نفسي وتذكر يا اخي واختي .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
https://telegram.me/buratha