الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
خلال جمع المعلومات من بعض المصادر المهمة لملحمة الطف لصياغة تاريخ كربلاء بعيدا عن الروايات التي دخلت التاريخ الإسلامي والتراث الشيعي , وجدت هذه المقالة للكاتبة المسيحية إيزابيل بنيامين ماما - آشوري العراق ..تروي هذه الرواية عن نفسها ومن مصادر المسيحيين عن ثورة الإمام الحسين {ع }نبوءة كتاب الرب المقدس: من هو قتيل شاطئ الفرات؟
ضمن دراستي الكهنوتية للكتاب المقدس والتي استمرت سنوات وأنا أتفكر في نص غريب موجود في الكتاب المقدس لكوني عراقية ونهر الفرات يمر في البلد الذي اسكنه. سألت عن هذا النص الكثير من قساوستنا وعلمائنا وأساتذتنا وراجعت التفاسير والمراجع الخاصة بتفسير الكتاب المقدس ولكن يبدو أن الجميع تواطأ على السكوت. حتى ألتقيت بقداسة الأنبا المقدس البطريارك الماروني: صبيح بولس بيروتي. وسألته عن النص الذي يذكر بأن هناك ذبيح على شاطئ الفرات، فمن يكون. فنظر لي مليا ثم قال. لولا انك مسيحية وباحثة في علم اللاهوت وان هذا ضمن دراساتك ما أجبتك على سؤالك ولكني سأجيب.قال:أولا أن شاطئ النبوءة يمتد طولا على امتداد نهر الفرات من منابعه وحتى مصبه في البصرة. ولكنني استطعت أن احصر منقطة الحدث في صحراء تقع في العراق بالقرب من بابل...الثاني: بحثت أيضا عن تفسير هذه النبوءة فوجدت أنه من تاريخ نزول هذه النبوءة وحتى يومنا هذا لم تتحقق هذه النبوءة إلا مرة واحدة....قلت له: وأين المكان ومن هو الذبيح؟قال: أن النبوءة تتحدث عن شخص مقدس (ابن نبي) وهو سيّد عظيم مقدس اسمه ((اله سين)). ولما سألت قداسة الأب بطرس دنخا كبير الأساقفة عن معنى كلمة ((إله سين)) قال: أن العرب في جنوب العراق يقلبون الهاء حاء. فتصبح (الحسين). هذا هو المذبوح بشاطئ الفرات وهي نبوءة تتعلق بابن نبي مقدس جدا وهو سيكون سيّدا في السماء.من هذه النقطة بحثت وتعمقت والآن أضع هذا النص بين يدي الإخوان لعلي أحظى بإطلالة شافية كافية وافية مع أن النص واضح لأنه يُشير إلى معركة مصيرية كبيرة بجانب شط الفرات في ارض يُقال لها ((كركميش)) من أجل إرجاع خلافة مغتصبة لأن النص يقول بأنه هذا السيّد ذهب ليرد سلطته.وعندما بحثت في معجم الكتاب المقدس وجدت أن ((كركميش)) تعني كربلاء... فمن هذا السيد الذي ذُبح بجانب شط الفرات ولماذا يصف الكتاب المقدس هذه الواقعة بهذا الوصف المخيف وكأن مصير البشرية يتوقف عليها.صحيح أني وضعت أحاديث وأشياء تدل على هذه الواقعة لكن كلها افتراضات لأني لست من داخل الحدث الإسلامي ولكن هذا الشيء موجود على شكل نبوءة لم يستطع احد أن يغيرها أو يتلاعب بها، ومنذ كتابتها منذ لآلاف السنين لم تتحقق هذه النبوءة إلا في الإسلام من حيث المكان والشخص المقتول كما يقول كبير علماء أهل الكتاب والمتضلع بالكتب السماوية ((كعب الأحبار بن ماتح)) أتمنى القراءة بتدبر وتروي وعدم الانسياق وراء العاطفة وإنما يتم تحكيم العقل.
جاء في سفر إرمياء الإصحاح 46: فما 6 ـ 10 النبوءة التالية وهي تحكي عن المستقبل البعيد حيث كان وصف إرمياء النبي صحيح مائة بالمائة فقد كان الوصف مهيبا رهيبا كأنك ترى ذلك المصروع والجيوش التي التفت حوله: ((أسرجوا الخيل، واصعدوا أيها الفرسان وانتصبوا بالخوذ اصقلوا الرماح البسوا الدروع. لماذا أراهم مرتعبين ومدبرين إلى الوراء، وقد تحطمت أبطالهم وفروا هاربين، في الشمال بجانب نهر الفرات حيث عثروا وسقطوا لأن للسيد رب الجنود ذبيحة عند شط الفرات)).... ثم ماذا تقول النبوءة عن أسباب ذهاب هذا السيد إلى ذلك المكان؟ تقول: ((ذهب ليرُد سلطته إلى كركميش ليُحارب عند الفرات في الصحراء العظيمة التي يُقال لها رعاوي عند الفرات)). وكلمة كركميش تعني كربلاء، وكلمة رعاوي هي الصحراء الواسعة التي تمتد من حدود بابل إلى عرعر والتي يسميها الكتاب المقدس (رعاوي) وهي بالقرب من مدفن مقدس لأهل الكتاب اسمه النواويس ولا يُعرف بالضبط السر في وجود دور عبادة لأهل الكتاب في هذا المكان تحيط به المقابر، ولكن الأب أنطوان يوسف فرغاني يقول: بأن أكثر أهل الكتاب دفنوا في هذا المكان لأنهم كانوا ينتظرون ذلك السيد المذبوح لينصروه لأنه مقدس جدا، ولكن قدومه تأخر وماتوا وهم ينتظروه، ولذلك لم يُقتل مع هذا المقدس عند نهر الفرات سوى نصارى اثنين يُقال أنهم اعتنقوا دين هذا المقدس...لم يصف احد من شخصيات الأديان نفسه بأنه هو المذبوح هناك على ساحل كركميش حيث رعاوي الصحراء القاحلة. فقط الحسين عليه مراحم الرب وبركاته يصف نفسه بأنه المذبوح بجانب الفرات وانه ابن الذبيحين وهذا ما قاله كعب الأحبار المتضلع بالتوراة، عندما مرّ بجانب الفرات في كربلاء حيث قال: ((ما مررت في هذا المكان إلا وتصورت نفسي أنا المذبوح حتى ذبح الحسين فقلنا هذا هو لأننا نروي إن ابن نبي يُذبح في هذا المكان)).ملاحظة أن كعب الأحبار قال ذلك أمام حشد من الصحابة وغيرهم كما في الرواية التالية ((ولمّا أسلم كعب الأحبار وقدم جعل أهل المدينة يسألونه عن الملاحم الّتي تكون في آخر الزمان وكعب يخبرهم بأنواع الملاحم والفتن ثمّ قال كعب: نعم، وأعظمها فتنة وملحمة هي الملحمة الّتي لا تنسى أبداً، وهو الفساد الّذي ذكره الله في الكتب، وقد ذكره في كتابكم بقوله: (ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ وإنّما فتح بقتل هابيل، ويختم بقتل الحسين))
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
https://telegram.me/buratha