صالح المحنّه
حالة من التناقض والأزدواجية في المواقف السياسية يعيشها بعض السياسيين العراقيين على حساب سمعة العراق وأمنه ومكانة جيشه ، في الوقت الذي تتوحّد فيه مواقف دول العالم في مجلس الأمن الدولي لدعم الحكومة العراقية في محاربتها الأرهاب المتواجد في الأنبار ، ( فلقد اصدر مجلس الامن الدولي مساء يوم 10كانون الثاني 2014 بياناً رئاسياً أكد فيه على دعمه الكامل للحكومة العراقية في مواجهة الاعمال الارهابية التي يرتكبها تنظيم القاعدة في مدينة الرمادي والفلوجة ، وأدان البيان الهجمات التي يشنها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وأثنى على الشجاعة الفائقة لقوات الامن العراقية، وأعرب مجلس الامن عن دعمه الشديد للجهود المتواصلة للحكومة العراقية للمساعدة في الوفاء بالاحتياجات الامنية للشعب العراقي بأسره ودعى المجلس الحكومة والمواطنين في الانبار والعشائر وزعمائها في المنطقة وقوات الامن في المحافظة لمواصلة وتوطيد تعاونها ضد العنف والارهاب ويؤكد الاهمية البالغة لاستمرار الحوار الوطني والوحدة والعملية السياسية الممثلة بجميع العراقيين ...) هذا هو نص بيان مجلس الأمن الدولي الذي وجه صفعةً لبعض السياسيين العراقيين وأسقط أقنعتهم وكشف زيف مواقفهم المتذبذبة والمترددة إحيانا والمناهضة لموقف الدولة إحياناً أخرى ، كشف عورة الذين أساؤوا الى الجيش العراقي عندما أختزلوه في خطاباتهم بتوصيفهم الطائفي له ويرددون ماتمليه عليهم أحقادهم ومايتداوله الإعلام العروبي المعادي الى شعب العراق ، فعندما يذكرون جيش العراق يسموْنه جيش المالكي وقوات المالكي والمليشيات الشيعية وهم يعلمون علم اليقين أن المالكي قد جاء عن طريق الإنتخابات وسيترك المنصب ربما بعد ثلاثة شهور أو أكثر أيضا عن طريق صناديق الإقتراع والجيش باقٍ يحمل أسم العراق ! هولاء المرضى وبعضهم نائب لرئاسة الوزراء يتهم جيشه بالطائفية ! والبعض الآخر ممن يمثّل الشعب في البرلمان ...والجيش جزءٌ من هذا الشعب ! يتفرجون على مايتعرّض له الجيش من هجومات إرهابية من مجرمي القاعدة وداعش المحتمية في مدينة الأنبار والذين يطلقون عليهم هؤلاء السياسيون تسمية (مسلحون) ولا يجرأون على الإفصاح عن حقيقتهم الإجرامية ! في هذه الظروف وبعد التأييد الدولي المطلق لتحرّك الجيش العراقي ضد الإرهاب ...الحكومة العراقية مطالبة أن تتعامل بشدّة مع السياسيين الذين يتهمون الجيش بالطائفية وأن تضع حداً الى مواقفهم التي باتت واضحةً أنها تمثّل أجندة خارجية معادية للعراق...وعلى الشركاء السياسيين المتحفظين في مواقفهم بسبب المناكفات السياسية والمنافسة الإنتخابية ...عليهم جميعا أن يقفوا خلف جيشهم وأن يحثوا اتباعهم على الألتحاق بصفوف الجيش بدلاً من تشجيعهم على الهروب وعدم الإلتحاق بوحداتهم العسكرية... الأمر لايتعلّق بالمالكي وحزبه ، الذين يُقتلون هم ابناءنا ولامجال للتراجع أمام الإرهابيين ...لأنهم سيتمددون على مدنٍ أخرى ولن تتوقف أطماعهم عند حدود الأنبار نسأل الله الرحمة الى شهداءنا الأبرار والنصر الى جيشنا على الأشرار.
https://telegram.me/buratha