عبدالله الجيزاني
الوطنية ليس شعار، بقدر ما هي شعور وفعل، والقيادة هي الأخرى حب وتفاعل، وعمل، وليس ادعاء، والحكم حكمة وحنكة وليس استغفال، وعلى هذا نؤسس أن القائد الوطني عندما يحكم، يفترض أن يشعر بأنه مؤتمن، وان يمثل دور الأبوة لكل أبناء شعبه الذي منحه الثقة ليكون في موقعه، وهذا يؤرق من يتصدى بهذه ألصفه وبتلك المواصفات، وهذا ما كان عليه السلف الصالح من آل البيت (عليهم السلام)، وكذا ألصحابه المنتجبين، ووفق هذا النهج، فأن الأموال تكون الثمن الابخس إزاء حفظ الأرواح، وحفظ وحدة الوطن والمجتمع، وكذا تحميل المحكوم جزء من المسئولية في البناء، وحفظ الوطن يعبر عن ثقة متبادلة بين الحاكم والمحكوم، والبحث عن كل الوسائل والسبل لغرض حفظ الأرواح والوحدة الوطنية يعد هدف سام، يستحق التضحيات التي تصل إلى ابعد الحدود، فأول واجبات الحاكم هو حفظ الوطن والأرواح والأموال، وتسخير كل الممكن لغرض تحقيق هذا الهدف. واليوم حيث يشتد التأمر على العراق من قبل مجاميع إرهابية ظلامية، تحظى بدعم من أعداء العراق، والبحث عن موطئ قدم في ارض العراق لتأسيس أمارة، تكون منطلق لنشر الشر في كل أنحاء العراق والمنطقة والعالم، ومواجهة هذا الهدف الشرير يحتاج إلى قرارات شجاعة، ومواقف استثنائية لغرض مواجهة هذه الهجمة الظالمة، هذه القرارات يجب أن تحقق أهداف عديدة، أبرزها الحفاظ على الدم العراقي، ووحدة الوطن ومنع تشكيل أمارة الشر. وعلى هذا انطلقت مبارده ( انبارنا الصامدة) حيث وضعت علاج لمواجهة الهجمة وتحقيق الأهداف، حيث إنها تناولت الخدمات التي يشكو منها الشعب العراقي في معظم محافظاته، ولجميع مكوناته الآمر الذي أوصل البعض إلى الإصابة بخلل كبير في الوطنية، وحب الوطن، مما جعله هدف سهل للمجاميع الإرهابية.لذا تخصيص أموال لغرض تقديم الخدمات، يعد ثمن بخس لغرض إعادة الشعور الوطني الذي بدا يضعف، بسبب المعاناة الكبيرة التي يمر بها المواطن العراقي، وهذا ما تضمنته المبادرة، وأيضا تشكيل قوات محلية لغرض حماية الحدود الدولية للعراق، من الجهة الغربية آمر في غاية الأهمية، لا سباب كثيرة أبرزها تحميل السكان المحليين المسئولية الوطنية، وأيضا لمعرفة هؤلاء السكان بطرق ومسالك محافظتهم، وخاصة الحدود الصحراوية الطويلة التي يشترك بها العراق مع جواره الغربي، وكذا توفير فرص عمل للشباب هناك، خاصة وان هذه القوات سوف تكون جزء من الجيش العراقي تمويل وقيادة، إضافة للفقرات الأخرى التي تتضمن تعويض شهداء الجيش والشرطة، وكذا الشهداء من أبناء العشائر لإعطاء دافع للجميع في الدفاع عن محافظة الانبار، وتحريرها من القوى الظلامية التي سيطرت على بعض الأجزاء فيها، ودعم العشائر هناك لكون المنطقة يسيطر عليها الارتباط العشائري، مما يسهل ادارتها. أن هذه المبادرة في الحقيقة علاج شافي، وتطبيقها بلا شك سوف يحفظ الوطن ووحدته، ويجنب أبناء الوطن المزيد من الدماء البريئة التي تسفك بلا مبرر، وأيضا تعرية أصحاب الأجندة المعادية ممن استغلوا الظرف، لغرض تنفيذ الأجندة التي يراد لها الأعداء أن تنفذ على ارض العراق، وتخليص العراق ودول الإقليم والعالم من مصير كل ما فيه مجهول...
https://telegram.me/buratha