المقالات

ذئب الانبار ونعجة ميسان

447 08:08:00 2014-01-13

حيدر محمد الوائلي

ملاحظة: الأنبار منطقة فيها الخير والشر مثلما في ميسان الخير والشر لكي لا يحصل لبس في الموضوع ولكن الجريمة حدثت في الأنبار بمباركة ودعم ديني طائفي وعشائري من (بعض) الساكنين هناك.

يحكى إن إمرأة عجوز كانت تسكن ببيتٍ معزولٍ بأطراف المدينة حيث لا يجاورها جار فأقرب البيوت لها تبعد عنها مسيرة ساعة فقد كانت تعيش لوحدها بعد وفاة فارس أحلامها العجوز الذي عرفت الشباب معه، فشبت وشابت معه.ذات مرة ولدى خروجها وجدت سمعاً (صغير الذئب) ينوء بنفسه قرب صخرة حيث تركته أمه وعمره ساعات، فأخذته معها لترعاه حيث أدخلته حضيرتها الصغيرة التي توجد فيها نعجتها الوحيدة فأخذت تحلب له منها حليباً يرم عظمه وهكذا واضبت حتى اذا كبر السمع قليلاً فأخذ بنفسه يرضع من ضرع النعجة وإستمر على ذلك حتى صار ذئباً بالغاً دبت فيه قوة الذئاب ولكنه لم يكن يعرف سوى المرأة العجوز التي اعتنت به والنعجة التي كانت تغذيه حليبها.يبدو أن ليس جسمه وحده من دبت في القوة والحيوية بل غدره وطباعه السيئة فلمّا بانت له حدة أسنانه كانت اول فريسة يلتهما ويجرب أسنانه بها أمه النعجة حيث بقر بطنها وأخذ يلتهمها.وفجأءة...! دخلت المرأة العجوز لترى نعجتها (شاتها) مبقورة البطن ودمائها تلطّخ الأرض كما تلطّخ فم الذئب، فهرولت للمنزل تحضر بندقية صيد فارس احلامها المعلقة على الجدار، حشتها برصاص السنين وأوجاعها لتفرغ همها وغدر الأيام بذلك الذئب الذي زحف ليلفظ أنفاسه في زاوية الحضيرة.جلست العجوز وهي تتأمل دماء النعجة التي خطت جدولاً صغيراً لاقت جدولاً اخر من دم الذئب فأنشأت تقول مخاطبة الذئب:قتلت شويهتي وفجعت قلبي ... وكنت لشاتنا ولداً ربيباغذيت بدرها ونميت منها ... فمن أنبأك أن أباك ذيباإذا كان الطباع طباع سوءٍ ... فلا أدب يفيد ولا أديبا

وبعد...فما خان الأمين ولكن اؤتمن الخائن.وما كان لمقتل اربعة جنود طبابة من أهل ميسان في أرض الأنبار لشجاعة العدو بل لغدره.وما كان لضعف الجنود الأربعة بل لأنهم ائتمنوا الخائن.وما كان لوضعنا أن يكون مآسي وفجائع لو كان لسياسينا ضمير طالما إدعوه ولرجال ديننا أخلاق طالما صدعوا رؤوس الخلق بمكارمها.

جنود أربعة من ميسان حيث البؤس والحرمان، مدينة النفط والثروات التي تؤثر على نفسها خيرها لتطعمه من سيقوم بقتل أبنائها لاحقاً.جنود أربعة من طبابة الجيش كانوا ضيوفاً على شيخ عشيرة لا كرم عنده للضيف ولا حميّه ولا مرؤة الرجال، ترك أخلاق العرب كما ترك الكثير من رجال الدين الأسلامي وأتباعهم أخلاق الأسلام.جنود أربعة كانوا أسارى فقتلوا الأسير الذي طلب النبي محمد (ص) اطلاق سراح كل من يُعلّم عشرة من المسلمين منهم أليس كذلك يا مسلمين؟!جنود أربعة كانوا ضيوفاً فقتلوا الضيوف الذين تربينا دينياً وإجتماعياً على إكرامه وحفظه وصون كرامته.جنود أربعة كانوا عُزّل من السلاح فقتلوهم مقيدين وهم يروون أن النبي محمد (ص) أوصى بأن لا يُقتل مدبراً وذات مرة دخل صحابياً مجاهداً على الرسول (ص) لدى عودته من غزوة أمر بها الرسول فهوى قائلاً للرسول (ص): يا رسول الله استغفر لي الله غفر الله لي ولك.فقال له الرسول (ص) أأحدثت حدثاً. (عملت مصيبة).فقال الصحابي: نعم أنه لمّا فر القوم أدركت رجلاً بين القوم والنساء فهويت عليه بحربتي فقال انه مسلم (أشهد أن لا اله إلا الله) قالها تعوذاً خوفاً مني.فقال له الرسول: ماذا...! وعلى ماذا نقاتل الناس...! هلا شققت عن قلبه فأطلعت على ما فيه...!فقال الصحابي: لا...!فقال له الرسول (ص): أما أني لن أستغفر لك... إذهب! (وطرده).يقول عمران بن حصين راوي الرواية الموجودة في مسند الأمام أحمد بن حنبل: فمات فدفنه أهله وأصبح قد نبذته الأرض.

ما هذا الذي أتفوه به، وكأني أظنهم مسلمين أصلاً...!هم وحوش كالذئب الذي لا أدب يفيد معه ولا أديبا، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.عرفنا أين الذئب وعرفنا أين النعجة وبإنتظار من يقوم بدور المرأة العجوز.

في الذاكرة مقتل خمسة عشر نجماً من نجوم منتخب التايكواندو العراقي لدى عودتهم ببرونزية امم اسيا للوطن سنة 2006 فتم خطفهم وقتلهم في صحراء الأنبار ليعثر عليهم بعد سنة من مقتلهم بقايا نهشتها الكلاب.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي
2014-01-13
لا ينكر احد ان الانبار لا تمتلك اي تاريخ مقارنة بجنوب ووسط العراق. وكل ما تمتلك تلك الصحراء من تاريخ هو ان ساكنيها بدو رحل من الأعراب وليسوا من العرب. بدو عرف عنهم الغدر والدروشة والقرع على الطبول وقطع الطرق وتسليب قطارات الحبوب المارة عبر أراضيهم في الماضي. صاروا مع القاعدة عندما دفعت لهم ثم صاروا مع الأمريكان عندما دفع الأمريكان لهم اكثر مما دفعت القاعدة ثم صاروا مع المالكي الذي فهم اللعبة ولكن عندما دفع لهم الخليج الملايين اتجهوا نحو موزه. ماذا نرجوا منمن باع عرضه لشيوخ جهاد المناكحة؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك