المقالات

لنفخر بشهدائنا

489 13:34:00 2014-01-13

طارق الاعسم

في احدى لقاءآت المقبور صدام مع عوائل الشهداء قال بالحرف (جائني الموقف العسكري باستشهاد جندي واحد للقواطع كافة ,فقلت للقيادة اجعلوهم عشرة لان لااحد يصدق اننا فقدنا على طول جبهة تتعدى الالف كيلومتر مع ايران جندياً واحداً فقط)!!!. ونحن نقول لاتوجد معركة في العالم ليس فيها شهداء من معركة احد الى معركة الحواسم مروراً بحرب الفوكلاند,بل ان من طبيعة المعارك ان فيها شهداء وجرحى .لقد دخلنا معركة شرسة ضد الارهاب المجرم ودفعنا بقوات ضخمة من قوات جوية بطلة وفرق مدرعة وسوات والفرقة الذهبية وافواج من المحافظات وقوات من الشرطة الاتحادية ومتطوعين الخ .وكل هؤلاء ذهبوا لمقاتلة الارهابيين وطردهم والالتحام معهم فمن الطبيعي ان يستشهد من جيشنا جنود وضباط ومن المنطقي في هكذا معارك ان يسقط من جيشنا عشرات بل مئات الشهداء فهذا ليس عيباً,ومن المنطقي ان نعرفهم بالاسم والعدد ,ومن حقهم علينا ان نفخر ببطولاتهم وبدمائهم الزكية.فالحرب ليست نزهة ولاالعاب (اكس بوكس) بل معارك طاحنة يستخدم فيها العدو كل اجرامه وكل اسلحته المتطورة الجهنمية ومن وراءه دول وانظمة ووكالات مخابرات اقليمية وتمويل يعادل ميزانية العراق الانفجارية ويعادل كل ماسرقه سياسيونا ووزرائنا السابقين واللاحقين. فاذا كان جيشنا قد استنفر قواه للثار(رغم تحفظنا على الاصطلاح)للشهيد الكروي واخوانه فبالتأكيد سيستنفر الشعب والجيش بل والعالم لنصرة ابطالنا في معركة الحق كي لاتذهب دماء ابنائنا هدراً .ان لشهدائنا حوبة , ولدمائهم حوبة , وفي هذا العالم المتصاغر لايخفى شيء وكلما كانت اهداف المعركة نبيلة تصاغرت امامها التضحيات وكان لاعلانها صدىً ايجابياً .فتخيلوا لو ان القائد العام للقوات المسلحة ابلغنا في حديثه الاسبوعي وقال:((ياشعبنا العظيم ان جيشنا يلعق جراحه بصبر ولايريد ان تطيش رصاصاته فتقتل ابنائنا الذين يتمترس بهم الارهابيون في الفلوجة والانبار ولذلك نحن نقدم الشهداء تلو الشهداء لان العدو يكفرنا جميعاً فلايعتبر ان بندقيته تخطيء الهدف اياً كان فكلنا عنده في الكفر سواء.اما نحن فيكبلنا حرصنا على ابنائنا وعلى شعبنا فنحن نستهدف الارهاب بضربات دقيقة لكن ضرباته عشوائية ومن جراء ذلك سقط مئات الشهداء (مثلاً ) والجرحى ناهيك عمن سقطوا وهم يصوبون بكل بسالة فوهات بنادقهم للعدو.فياشعبنا نحتاج الى جهودكم ووقفتكم الحاسمة في معركتنا المصيرية ضد الارهابيين التكفيريين .ياابناء عشائر الانبار ان جيشكم يقدم القرابين من اجلكم ويقدم الشهيد تلو الشهيد على مذبح حريتكم فلنقف صفاً واحدا ضد قوى الظلام وليعلم الجميع اننا لن نقف مكتوفي الايدي نتلقى الضربات بصمت وصبر ولابد من ان نتكاتف لننهي فصلاً دموياً من تاريخنا.ان من سقطوا في سوح الشرف هم احبتنا وابنائنا ونحتسبهم عند الله شهداء وسنقاتل ببسالة ولن ندع دمائهم تذهب هدراً.))هل من عاقل يخبرني ان مثل هكذا خطاب لن يهز غيرة من على عيونه غشاوة ؟!!هل من عاقل لن تحركه دماء شهدائنا بالارقام والاسماء لينتفض ويقف مع جيشه البطل في معركة مصيرية؟!!هل من سياسي منافس لحزب الحكومة سيستطيع ان يستغل الدماء ليسخِّرها لمصلحة حزبه؟!!. هل من طائش سيجرؤ ان يسخر من دماء الشهداء؟!! هل من احمق سيقول (نحن لدينا شهداء فهذا يعني اننا اندحرنا في المواجهة؟)؟!!هل خلت سوحنا واقلامنا من الرد على من سيطالبوننا بايقاف المعركة ضد القاعدة وداعش والارهابيين بحجة ان لدينا شهداء؟!! هل من معتوه يتصور ان هنالك معركة في التاريخ انتصر فيها جيش بلا تضحيات؟!!هل من حكيم من اهلنا في الانبار لن يسترجع ذاته للحظة ويقول ان علينا ان نساهم بكل شجاعة لدحر الارهاب الذي يتعطش لدماء ابنائنا .وان اللعب على الحبلين هو لعب بالنار في ظل جسامة دماء الشهداء الذين يخسرهم شعبنا؟!!هل من صاحب ناموس وغيرة لايُستنفر ليملأ بنوك الدم في المستشفيات بالتبرعات لنزيف ابنائنا ؟!! فمن غير المنطقي ان ندعو الى حملة للتبرع بالدم وحكومتنا لاتعلمنا بوجود جريح واحد من صفوف جيشنا حماه الله اليس في عرض تعداد شهدائنا يومياً اعطاء رسالة عن جدية المعركة ومصيريتها؟.اليس من حقنا ان لايتم التكتم على اخبار الشهداء والجرحى كي لايجنح خيال البعض الى ارقام اكبر من الواقع ونقطع الطريق امام المتخرصين كي لايشيعوا كذباً اخبار غير حقيقية عن واقع المعركة ؟.الم نلاحظ ان اعلام القاعدة واذنابهم من الابواق الرخيصة تضخم من عدد القتلى المدنيين من ابناء العشائر لتستفيد من تضخيم الرقم في دعم نظريتهم البائسة عن ادعائهم بوحشية جنودنا,فكيف يعقل ان نهرب من الواقع ولانعدد ارقام شهدائنا في معركة نبيلة كهذه ؟.اليس في ذكر الارقام لشهدائنا وجرحانا جرس انذار للعالم عن مدى شراسة المعركة التي نواجهها؟.هل من المفيد ان نجعل العالم يدرك ان افراد القاعدة هم قلة قليلة (بحكم اخفاء تعداد شهدائنا وجرحانا) ومع ذلك نطالب بحشد دولي واقليمي وشعبي ضدهم؟. ان من مفاخر الاوطان ذكر الشهداء ومن الاهمية بمكان تبيان جرائم العدو ضد جيشنا وعلينا ان نتحلى بالشجاعة ونعدد شهدائنا وقتلاهم فقتلانا في الجنة وقتلاهم في جهنم وبئس المصير .ان علينا ان نأخذ زمام المبادرة بشجاعة وصبر وان نذيع وننشر في كل يوم موقفاً عسكرياً نذكر فيه عملياتنا البطولية اليومية وعدد قتلى الارهابيين المجرمين وعدد شهداءنا من الجيش ومن ابناء الانبار المأسورين (فهم شهداؤنا ونفخر ببطولاتهم)ولنري العالم بشاعة الارهابيين ,ولتعلم الدنيا اننا صناع الحياة وان شعبنا يستحق وقفة كل القوى الخيرة معه في معركته. ولايظنن احد ان اخفاء الحقائق افضل من ابرازها فنحن شعب يفخر بشهداءه ولكنه يجنح للخيال ايضاً.تحية الى ابطالنا البواسل في القوات المسلحة جنوداً وضباطاً وقادة ودعاء الامهات بعودتكم سالمين منتصرين في معركتكم كتفاً بكتف مع اهلنا في الانبار ضد قوى الارهاب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك