عبد الخالق الفلاح كاتب واعلامي
عراق التعايش والمحبة والسلام هكذا يسمى يمر بوضع قلق بسبب الاحداث المتعاقبة ومحاولات تمزيق وحدته ونسيجه الاجتماعي عبر اللعب على وتر الطائفية المذهبية والسعي الى الايقاع بين مكوناته مستمرة , وهم يدفعون الثمن الغالي وتتصاعد وتائر الحقد عليهم حتى ان الامر لم يعد يتركز على التدخلات الاعلامية المعروفة عبر القنوات والاذاعات الموجهة والمشبوهة فقط...انما هناك مؤامرة كبرى يراد لها ان تدمر وحدة البلاد ودون شك ان الارهاب مصدره معروف و ممارسات ترتكبها بعض الدول لا علاقة لها بالديمقراطية ولا حقوق الإنسان.وليس محلياً والعالم يدعي بمحاربته مع كل الفرص والامكانات المتوفرة للقضاء عليه حتى لاتتطاير شرره الى بلدان اخرى ويحتاج الى جهود وبنية موضوعية تساعد على تفكيكه لأن ما يعكر صفو العراق اخطر عليه طالما ان وعي الشعب وادراكه للمخاطر كبير وقد اسقط الرهانات ووجدنا ذلك من خلال هذه المرحلة الحرجة التي هزت محافطة الانبار والاعتداء الاثيم علية وعلى الفلوجة من قبل عصابات القاعدة - داعش- وبقايا حزب البعث..لقد كانت لغة العقل ووحدة العراق ونبذ الخلافات الاسلحة الاساسية حيث و توحدت اصوات الجميع لبنذ الطائفية والعنف الذي دعى لهما بعض السياسيين لتنفيذ خرائط واجندات خارجية وهي باتت غير مقلقة وانتهاء مفعوله الدى العراقيين بعد ان استعادو عافيتهم واصبح قرارهم وطني ويلتف حوله كل ابناء الوطن إلا القلة الضالة التي ارتكبت العديد من الجرائم بروح طائفية.لقد خسرت الاجندات الخارجية هذه التجربة الجديدة ايضاً بعد ان لاحظنا كيف احتضن ابناء المحافظات العراقية العديد من ابناء الانبار والفلوجة ووفروا كل اسباب الراحة والاستقبال الحار وفتحوا ابواب بيوتهم بكل عز وافتخار واحترام لهم بعيداً عن تهديدات الارهابيين واثبتت قدسية الاخوة في الله نور الجِباه وكنز الحياة عندهم وتعريف للاخ عند الشدائد...لقد تناسى بعض السياسيين بأن الشعب العراقي اكبر من ان تنطلي عليه شعارات فارغة وانتهت مفعولها ولاتستطيع ان تؤدي دورها ليس فقط الان انما في المستقبل.والمطلوب من المحللين للشأن العراقي ان يكونوا اكثر عقلانية وتمحصاً للواقع ودراسة الامور بموضوعية وبروح وطنية ورسوخ بعيداً عن التطرف.كما ان القوى الاقليمية يجب عليها ان لاتصب الزيت على النار لتشعل فتيل الطائفية الملعونة في وطننا وشعبنا يرفضها عبر عصور مضت ولايمكن ان يقع في منزلقها على الرغم من ,ارادات بعض الكتل السياسية ومجموعة سلوكيات وسياسات وممارسات ساهمت في تأجيج المشكلة وقوى متنوعة اخرى , تهمهم مصالحهم وماَربهم واطماعهم لانه متمسك بوحدة التراب الوطني وحفظ النسيج الاجتماعي والسياسي.واما العالم فقد اصبح يدرك اليوم ويعرف المنزلق الكبير الذي وقع فيه في سورية والذي اخذ يهدد بلدان المنطقة برمتها ولهذا اصدر مجلس الامن بياناً يؤيد فيه الموقف العراقي في عملية مطاردة الارهاب ووقوفه مع شعبنا ودعا لكل الدول بأن تتضافر جهودها وتتعاون فيما بينها لوضع خطة شاملة من شأنها تضييق الخناق على النشاط الارهابي بكل انواعه و في كل العالم وتجفيف منابعه والقضاء عليه ومن المؤسف ان بيان الجامعة العربية جاء متأخراً وخجولاً لايعني شئ وكان عليه ان يكون هو السباق في الوقوف مع المحنة التي يمر بها العراق وطبعاً ان الاجماع الدولي المؤيد للعراق ضد الارهاب انما يعزز وحدة العراق ويزيد من إرادة شعبنا سيما قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية على مقاتلة الارهاب والتكفيريين والحاق الهزيمة بهم في القريب العاجل انشاء الله...
https://telegram.me/buratha