علي محسن الجواري إعلامي وناشط مدني
تجري الأحداث هذه الأيام وتحديداً غرب البلاد مجرى مياه النهر، قبل أن تنحدر إلى الشلال، ولكن أية مياه؟ مياه ساخنة سخونة حمم البراكين، فللحكومة رأي وأنصار، ولداعش رأي وأنصار، فيما يرى فريق أخر، إن الحكومة تخوض حربا على العشائر، ولا تذكر أي وجود للقاعدة وداعش، وبطبيعة الحال فلكل قنواته ووسائله التي يحاول أن يقنع بها الرأي العام بوجهة نظره، ويدفع المتلقي لتبني أفكاره.ووسط كل هذا الضجيج يقف ، البسطاء، عديمي الحيلة، من أهل الانبار، موقف لا يحسدون عليه، القاعدة وداعش وأنصارهما، من جهة، والحكومة وأنصارها من جهة أخرى، وعشائرها أيضا قسمت إلى قسمين، مع هذا الفريق أو مع الأخر.استفسرت من صديق لي من أهالي الانبار، جمعتني معه سنوات دراسة وصداقة طويلة، عن أصل المشكلة حسب رأيه، باعتباره، أدرى بشعاب بلدته، فقال أن أصل المشكلة اقتصادي بدرجة أساس، حيث يعاني غالبية الشباب من البطالة، ولا يجد اغلبهم العمل المناسب، وكان قد انظم كثير منهم إلى الصحوات، وقد استقر الوضع حينها اقتصاديا ونشطت حركة الأسواق، مما دفع بعجلة الحياة إلى التقدم قليلاً، ثم سارت الأحداث وتسارعت، وتسرح الكثير من الشباب من الصحوات بعد قطع رواتبهم، فكان البديل لديهم، هو ساحات الاعتصام، ولم لا فمن يرفض مبلغ من المال بحوالي20-30 ألف دينار عراقي؟ وكارت موبايل، وثلاث وجبات دسمة، وكان أن سوقت إلى عقول الكثير من غير المتحصنين منهم الأفكار، وغسلت عقولهم بأفكار جديدة محرضة، خاصة فئة الشباب الغر واليافعين؟غابت الحقيقة الكاملة والصورة الواضحة، فمن يملك خيار الحل لكل المشاكل؟ ومن سوف يفهم حقيقة المشكلة؟ ومن يراها من كافة الجوانب؟ نعم فللقضية عدة جوانب لعل أخرها، هو الأحداث القتالية، ومن سوف يعيد الهدوء للانبار وأهلها؟ الهدوء والسلام الدائمين، من يمسك بيده طوق النجاة؟ ، وهل إن الحل العسكري، والقضاء على داعش والقاعدة، هو كل الحل؟وقد أثلجت صدري هذا اليوم، المبادرة التي أطلقها سماحة القائد الشاب السيد عمار الحكيم، لان مبادرته نظرت إلى الأمر من عدة جوانب، ولعل أهمها الجانب الاقتصادي والخدمي، أعمار الانبار، وبخطة أعمار استثنائية، والاهم من ذلك، تشكيل قوات الدفاع الذاتي من أهالي المحافظة التي لها خصوصيتها الجغرافية والديموغرافية، فهم اعرف بمحافظتهم.انه الحل لقطع كل الطرق على المتربصين الطائفيين، ومن يصطاد بالماء العكر، والمتباكون على أهل الانبار، من السياسيين الانتهازيين، وكل رؤوس الفتنة داخل البلد وخارجه.ولم يبق أمام الحكومة، ومؤيديها وخصومها، والفرقاء السياسيين الذين يدعون حرصهم على الوطن ووحدته وعلى المواطن وراحته، إلا أن يتلقفوا هذا الطوق، لينقذوا أنفسهم، وينقذوا شعبهم، فقد زالت الأعذار..سلامي.
https://telegram.me/buratha