فراس الجلالي
العالم اليوم اثنين الأول متوافق متطور يسير نحو التنمية, والثاني متناحر متأخر يحارب نفسه والتنمية..ومن المحزن أن أضع عالمي العربي, ولاسيما العراق في الفئة الثانية المتناحرة, كما عشنا ما ينفع الناس, نعيش ما يفتك بهم من اختلاف وتفرق برغم عديد المقومات التي نمتلكها للحياة الحرة الكريمة.. !لقد انقسم العراق على نفسه, في صراع سياسي قوامه الجهل, وتغليب المصالح, في علائقية مربكة, انعكست سلبا على واقعنا, لتحيل ربوعنا الخضراء إلى صحراء قاحلة, تكلمت فيها الفزاعات, وبات فيها للجرذان الداعشيين علينا صولات..حوادث وأحداث؛ مرة هي مدروسة ممنهجة, ومرة أخرى دخيلة طارئة, أخرها وأخطرها ما يجري اليوم في الانبار, قوائم مفلسة, عزفت في الانبار لحن الطائفية , لتصفق لها قوائم أكثر إفلاسا, معلنة مساندتها للإرهاب, أمر تطلب دخول قواتنا البطلة لدك معاقل الإرهابيين فيها..أبنائنا وقرة أعيننا دخلوا بغيرتهم العراقية الصحراء, ليقاتلوا زمر الداعشيين, حققوا انتصارات مشهودة بمعنويات كبيرة وسلاح بسيط! تنصرهم دعوات الجميع: الأمهات, الشيوخ, المظلومين, ... ولكن ما أسرع تحول طريق الأحداث, ترك الجيش السامق هدفه الأساسي, ليشارك بتنفيذ واجبات الشرطة المحلية, من أوامر قبض على أبواق الطائفية, شخصيات مغمورة روجت لنفسها بلسان الحقد الطائفي الأسود, بالسب, القذف, التشهير... سكتوا سابقا عنهم وترك لهم الحبل لم يحاكموا او يساءلوا..! أمر استثمره داعمي الإرهاب, ليصور على انه اعتداء ضد العشائر, المكونات في فتنة يراد بها كل العراق!لم تخل الأرض من الحكماء, والوطنيين, برغم جعجعة السلاح, وغياب الآمال, ظهرت تصريحات ومبادرات تنادي بالوحدة الوطنية, دعم الجيش, وسلطة القانون؛ مبادرات تستحق الوقوف عندها, أبرزها ما طرحه رجل الدين عمار الحكيم"أنبارنا الصامدة", بروحيته الشابة قدم مصلحة العراق؛ ابرز دور العشائر الانبارية الأصيلة المساند للدولة, وأكد على دعمها لتقف مع جيشنا, كما كانت سدا منيعا ضد الطائفيين, مبادرة في وقتها, من شانها,حقن دماء الأبرياء, حفظ القانون, بناء العراق, وتأديب المجرمين وتفويت الفرصة على دعاة الطائفية.من المؤكد ان القوات الأمنية قادرة على ضرب الإرهاب, تدميرهم والمدن التي يحتمون بها, ولكن بهذا سيخسر العراق وحدته, سينتصر دعاة التمييز الطائفي, ويزداد التناحر بين الطوائف؟ سيراق دم الأبرياء بحرب الخيبات.ما أحوجنا اليوم للتأكيد على الثوابت الوطنية, ورفض التناحر, ومن يتلاعب بوحدة العراق.
https://telegram.me/buratha