المقالات

مبادرة تسمو على الأنا.. وتصدح بالنحن عاليا

551 10:36:00 2014-01-14

كاظم الخطيب

تختلف الرؤى السياسية من قائد لآخر، من حيث شموليتها، وآمادها، وطبيعة الأهداف المتوخاة منها، كما تختلف هذه الرؤى، من خلال التأثر بطبيعة الظروف الزمانية والمكانية، والقدرة على إختيار التوقيتات المناسبة؛ لإتخاذ القرارات الحاسمة، والمصيرية، التي تحدد بشكل قاطع، درجات التفاضل بين القائد الناجح عمن سواه من القادة، في جميع المواقف التي تستلزم المعالجة الموضوعية، والحسم الفاعل، والمؤثر، والمحافظة على المكاسب، والخروج بأقل نسبة من الخسائر.نظرا لما يمر به العراق اليوم، من مواجهة حقيقية، ومرحلة مصيرية، تتطلب وجود السياسي المحنك، والقائد الشامل، والثقة الماهر، والوطني الغيور، الذي يتحلى بالقدرة السياسية، ويتصف بوضوح الرؤية، وشمولية الطرح، ليستطيع أن بحدد بدقة هوامش الحركة، وحدود الممنوع، ومديات المسموح، والممكن من الأمور.يطل علينا السيد عمار الحكيم، بمبادرة يثني بها على بسالة جنودنا الأبطال، في عملياتهم النوعية، والباسلة، لإستئصال شأفة الإرهاب المقيت، في صحراء ومدن الأنبار، كما يشيد سماحته بصمود الرجال الشرفاء، من أبناء العشائر العراقية، في هذه المدينة الباسلة، والتي تمثل بوابة العراق، وقاعدته الصامدة بوجه الإرهاب .مبادرة الحكيم.. جاءت في هذا التوقيت الدقيق، بعد أن سمحت لكل مفردات وأطراف الأزمة، ببيان القدرة، والموقف، والحجة، والهدف ؛ فكانت من الدقة، بحيث أتاحة الفرصة للجيش العراقي، أن يثبت قدرته على مواجهة الإرهاب، وأن يبرهن على حرص رجالاته اللامتناهي على أمن المواطن ووحدة الشعب والوطن، كما سمحت المبادرة للشرفاء من أبناء العشائر في الأنبار، لإثبات وطنيتهم وتمسكهم بعراقيتهم وإعتزازهم بإنتماءهم لبلدهم العراق، فكانت المبادرة نقطة الإنطلاق الحقيقية، لتصويب المسارات الخاطئة في العملية السياسية، مع الحرص على عدم إلقاء اللوم، أو توجيه أصبع من الإتهام، لجهة معينة بذاتها، داعياً الجميع، إلى إدراك مسؤلياتهم، أمام الله والشعب، كما أمام أنفسهم والتأريخ. بكل ثقة.. أستطيع القول، إن هذه المبادرة جاءت لتحدد الملامح العامة، لما يجب أن يكون عليه النظام السياسي، والواقع لأمني، والتعامل بين أبناء الشعب الواحد، من خلال تبنيها لفلسفة الإعتدال، وإعتمادها مبدأ تعزيز الثقة بالنفس، وبالآخرين، حين أشارت ضمنياً، بأن الشعب العراقي لايقل عن باقي الشعوب تحضراً، ومدنيةً، ووطنيةً، لو إنه إكتشف ذاته، وأبعد اليأس عن نفسه، ووحد صفوفه، ليقطع الطريق على قوى الطواغيت وأذنابها، من خلال إفشال مخططاتهم، الرامية لتمزيق نسيج الشعب، وإذكاء نار طائفية لن يكون فيها رابح إلا الشيطان. لذا وجب على كل منصف وغيور أن يسهم بدعم هذه المبادرة، لوأد فتنة طائفية هوجاء،وحفظ دم لشاب عسكري، وكرامة لمواطن أنباري، وتحقيق أمن وطني، وسلم مجتمعي وصولاً إلى إستقرار سياسي، ورخاء أقتصادي من خلال تبني أفكار الإعتدال والعقلانية ونبذ الأساليب الإستفزازية، والمواقف الإنفعالية التي عادةً لا تكون محمودة العواقب.وخلاصة القول، فإن مبادرة من هذا النوع، هي وحدها القادرة، على أن ترقى بطموحها إلى مستوى شاب إختزل بفكره المراحل العمرية ليكون شيخاً في الحكمة والقيادة والنصح والتدبر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك