حميد الموسوي
عودنا السيد عمار الحكيم على النظر الى الامور بعين العراق الواسعة نظرة ثاقبةمن جميع الابعاد والزوايا والمساقط ليخلص من هذه الرؤية المتأنية الى نتيجة دقيقة تفضي الى الحلول الناجعة ،كان هذا دأبه في معالجة المشاكل والازمات التي اكتنفت العملية السياسية منذ الوهلة الاولى لسقوط سلطة البعث الدكتاتورية والى يوم الناس هذا ،وطيلة السنوات العشر التي انصرمت من عمر التجربة الديمقراطية كان يطرح المبادرة تلو المبادرة والتي من شأنها النهوض بمستوى الخدمات والاداء الاداري للحكومات المحلية والمركزية لما فيه خير العراق وانقاذ شعبه المظلوم من براثن الفاقة والفقر والبؤس الى باحة العيش الكريم المرفه بعد ما عانى ما عانى من حكم العهود السود عبر مراحل التاريخ وهاهو يتصدى للازمة الاصعب والتي نجمت عن اجتياح المجاميع الارهابية لمحافظة الانبار ودمرت ما دمرت من عمران واستباحت مدينة الفلوجة والرمادي وقتلت وشردت عشرات العوائل الامنة في تينك المدينتين ،لقد استبق الحكيم الجميع في تأيييد ودعم القوات المسلحة والعشائر الغيورةفي تصديهم لمجرمي القاعدة وداعش مشخصا ما يجري من عمليات ارهابية في العراق وسوريا ولبنان بدقة (ا ان هذا الإرهاب أصبح متداخلاً وقد اختلطت أوراقه بقوة فلم يعد مجرد منظمات وجماعات إرهابية ذات أفكار منحرفة وانما أصبح متداخلاً مع أجهزة أمنية ومخابراتية لدول اقليمية وعالمية.. فالارهاب تحوّل إلى بندقية للايجار.. ووسيلة لتجميع اصحاب الفكر المنحرف) ..وحذر الحكيم الجميع سواء الداعمين للارهاب والمشاركين فيه والمهيئين لمجاميعه المال والمئوى والملاذ الامن والتدريب والسلاح ( نقولها بوضوح.. لن يسلم أحد من هذا الزحف الاسود.. ومن السذاجة ان يتصوّر البعض انه بعيد عن الارهاب الظلامي.. لأن المسألة مجرد وقت واولويات.. ومتى ما اكتملت حدود دولة الارهاب الاقليمي المزعومة "داعش" والممتدة من حلب إلى الفلوجة، سيشعر الجميع بحجم الخطر الذي سيصيبهم.. وعلى الجميع ان يستعد لهذه الحرب المفتوحة والطويلة والممتدة من بلاد الشام إلى دول الخليج العربية مروراً بالعراق)..وعلى مستوى الجبهة الداخلية العراقية ركز الحكيم على ضرورة توحيد الصف والقرار لمجابهة هذه الازمة للخروج بنصر مؤزر يثبت للجميع ان العراق الموحد تجاوز مرحلة الخطر وهو اقدر على حماية ارضه ومائه وسمائه واستقرار شعبه( لا نريد ان نفتح باب العتب الآن، ولا نريد ان نفتح باب الحسابات والمكاشفات الآن.. وانما نريد ان نتوحد في معركة العراق المصيرية ضد الارهاب بجناحيه داعش والقاعدة.. وسندخل هذه المعركة بعقل واحد وقلب واحد وساعد واحد.. لانها معركة وجود بالنسبة لنا جميعاً.. وليست مجرد تدهور أمني أو مواجهة هنا أو هناك.. وسننتصر في هذه المواجهة بأذن الله مهما طال الزمن وبلغت التضحيات والمديات) ..ولم يفته ان يحذر دول الشر الاقليمية التي اوجدت القاعدة ومشتقاتها ومازالت تدعمها بالمال والرجال والسلاح تنفيذا لمشاريع اسرائيلية (اقول للقوى الاقليمية المغامرة التي تراهن على الحرب المفتوحة باننا في العراق تجاوزنا الاختبار الاصعب قبلكم جميعاً، وخرجنا من حرب أهلية كان مخططاً لها ان تدوم لعقود.. واننا سنتجاوز هذه المرحلة وسننتصر بأذن الله وسنتعلم منها الدروس وسنعود اكثر وحدة وايماناً بعراقنا وشعبنا ومصيرنا الواحد)..وبالفعل فان العراقيين سبقوا جميع الدول العربية ودول الجوار بالثورة في انتفاضتهم الشعبانية عام 1991وزعزعته لاركان حزب البعث واسقاطهم طاغوت العصر عام 2003 وهم اقدر على صد جرذان القاعدة ومن يقف وراءهم. ليكن هذا التحدي فرصة لولادة حقيقية للعراق الجديد واتماما للفائدة ندرج فقرات مبادرة الحكيم التي اطلق عليها ( انبارنا الصامدة ).:1ـ اقرار مشروع اعمار خاص بمحافظةالانبار بقيمة (4) مليار دولار على مدى اربع سنوات.. وبواقع مليار دولار سنوياً لبناء المحافظة وقراها ونواحيها واقضيتها وبناها التحتية تضاف إلى الموازنة الاتحادية السنوية للمحافظة..2ـ رصد ميزانية خاصة لدعم العشائر الاصيلة التي تقاتل الارهاب بكل اسمائه وعناوينه، لتمكينها من الصمود امام هذا الزحف الأسود وتقوية امكانياتها الذاتية المادية والاجتماعية وتعويض ابنائها من الشهداء والجرحى..3ـ انشاء قوات الدفاع الذاتي من عشائر الانبار الاصيلة وتكون مهمتها تأمين الحدود الدولية والطرق الاستراتيجية في المحافظة ودمجها بتشكيلات الجيش العراقي على ان تكون قواتا خاصة بمحافظة الانبار وبقيادة ابنائها من القادة العسكريين..4ـ الدعوة لتشكيل مجلس أعيان الانبار، الذي يمثل القوى العشائرية في المحافظة ومنحه الصفة الرسمية مما يساعد على وضع استراتيجية عمل للمحافظة بعيداً عن التجاذبات السياسية والاقليمية وان تكون الخطوات المتجه في معالجة واقع المحافظة مدروسة وواضحة للجميع ومستقاة من رؤية شيوخ ونخب أهل الانبار انفسهم.5ـ الحفاظ على التنمية المعنوية والاجتماعية لعشائر الانبار الصامدة التي قاتلت ومازالت تقاتل الارهاب والتي تمثل عمق المحافظة الاجتماعي والعشائري وتشجيع ابنائهاالاصلاء على التصدي لمواقع المسؤولية والحفاظ على محافظتهم من دنس الارهاب وبدأ حملة البناء والأعمار..6-الدعوة إلى لقاء القيادات العراقية العليا للتشاور وتدارس التطورات الحساسة التي تشهدها البلاد عموماً ومحافظة الانبار على وجه الخصوص والاتفاق على الصيغة النهائية للحل الشامل.. وقد كان الرئيس الطالباني شافاه الله يقوم بعقد مثل هذه الاجتماعات في الازمات للبحث عن الحلول الوطنية المناسبة وحشد الدعم الوطني لها.7ـ تقديم الدعم الكامل مادياً ومعنوياً لقواتنا المسلحة الباسلة بكافة صنوفها ولقوات الأمن في حربهم الشرسة مع الارهاب.8ـ اصدار تعليمات خاصة من مجلس الوزراء والسيد القائد العام للقوات المسلحة المحترم لتعويض ابنائنا من رجال الجيش والشرطة والعشائر المشاركة معهم في العمليات العسكرية ضد الارهاب في المحافظة وبأسرع وقت ممكن وبعيداً عن التعقيدات الادارية لتكون دفعة معنوية لابنائنا كي يدركوا اننا معهم قلباً وقالباً وان جهودهم وتضحياتهم محل تقدير ابناء شعبنا وحكومتهم.9ـ استكمال الجهود المبذولة من الحكومة العراقية في تلبية مطالب ابناءالانبار الاصلاء والمحافظات الاخرى ضمن سياقات الدستور والقانون وتقديم الرعاية الانسانية العاجلة للعوائل النازحة أو المحاصرة جراء العمليات العسكرية.10ـ انطلاقاً من رؤيتنا في معالجة ملف الارهاب ضمن رؤية اقليمية ودولية شاملة فاننا ندعو الحكومة العراقية الموقرة إلى مناشدة القوى الدولية المتصدية لملف الارهاب لتقديم الدعم التسليحي والاستخباري للعراق في هذه المواجهة كما ندعو الحكومة العراقية إلى مناشدة الدول الاسلامية والغربية المحورية في المنطقة لتقديم الدعم الاستخباري والمعلوماتي والفني واللوجستي في مواجهة الارهاب وتطويقه..وهي فرصة كبيرة لشعبنا العراقي كي يتعرف على اصدقائه الحقيقيين الذين يقفون معه ويدعمونه في هذه المواجهة المصيرية..ان خلاصة رؤيتنا للحل الشامل تستند إلى حلٍ جذري يتم باسناد كامل من عشائر الانبارالاصيلة وبمشاركة ودعم كافة القوى السياسية الوطنية، وبدعم اقليمي ودولي.. هذه هي خارطة الطريق لنطوق الارهاب ونقضي عليه نهائياً.. ونحن على ثقة بأن الله ناصرنا وان الخير لابد ان ينتصر على الشر...ليكن هذا التحدي فرصة لولادة حقيقية للعراق الجديد ولن ندع انبارنا الغالية وفلوجتنا العزيزة رهينة بأيدي قاطعي الرؤوس، والارهاب الأسود، والغرباء القتلة
https://telegram.me/buratha