المقالات

خارج النص الاول ..

449 07:28:00 2014-01-15

عصام البياتي

قضاءان منكوبان , جريحان ينزفان... تكاد تتمزق اللحمة الوطنية فيهما الى غير رجعة وسكانهما اماتهمها الاهمال والسكوت عن واقع مخزي وضحايا بالمئات ولاآذان هناك تسمع صراخهما وعويلهما .. بالله عليكم مالذي يحدث ؟ ولماذا نعرف اسماء الضحايا ولانعرف هوية الجناة ؟ كنت اتمنى ومازلت حتى يتسنى لنا لملمة انفاسنا المقطوعة على اهلنا في قضاء طوز خرماتو وقضاء تلعفر ...ان تعلن هذه المناطق بالمنكوبة وان تبادر السلطات المحلية والاتحادية الى اجراءات سريعة للتفاهم مع الموت او عقد هدنة مؤقتة معه حتى نعرف من يستخدمه ! وما هي الاسباب ؟ واذا قيل لي انها القاعدة , فتلك الطامة الكبرى.. وان قيل الاسباب طائفية , فتلك مصيبة ادهى , الهدنة مع الموت التي اريدها حتى نفكر باسباب اخرى لعلنا نصل الى نتيجة وحل ونسمي الاسماء بمسمياتها ونجنب اهلنا هناك المزيد من النكبات ولاتكون شماعة القاعدة جاهزة نطلقها وقتما شئنا.في الانبار وكما معلن هناك ملاذ للقاعدة وحواضن وصحراء واسعة يتخذها الارهابيون قواعد للانطلاق بعملياتهم وهي ملاصقة للحدود مع سوريا المحترقة بنار الفتنة منذ ثلاث سنوات ... فما الذي نجده مشابه لذلك في قضاءي الطوز وتلعفر , فلا صحراء ولاحدود مشتركة مع دولة جارة ولاحواضن ولاهم يحزنون ... واذا ادعى البعض ان في الطوز سلسلة جبال حمرين فوالله مااسهل تمشيطها خلال اسبوع اوحتى قصفها جوا وبرا اذا تأكد لنا انها تضم ملاذات للارهابين ومثلما تطوع ابنائنا في الجنوب لقتال داعش في الانبار فهم لايتوانون عن التطوع لانقاذ اهلهم في تلعفر و الدوز ... اما تلعفر المسكينة فهي في ارض مستوية تحيط بها بعض التلال البسيطة وطريق بري واضح المعالم اذن الموضوع غير ذلك كما نظن وفيه رائحة مريبة وهناك من يريد فرض ارادات ولي الاذرع حتى يحقق مراده واما ( العب او اخرب الملعب ) . ولااعتقد ان المسؤولين المحليين في المحافظتين يجهلون ذلك ولا الحكومة الاتحادية عاجزة عن معرفة الاسباب .. ولكن المستغرب السكوت عن كل هذا والسكوت عن الابادة الجماعية التي يتعرض لها سكان القضاءين والموت الذي يتربص بهما ليل نهار.عندما تشكلت عمليات دجلة وحاولت فرض سيطرتها على قضاء الطوز رفض اقليم كوردستان العراق ذلك وتحركت قوات ثقيلة من البيشمركة للدفاع عن القضاء... ولكن باي حجة ؟ لاندري والمعروف ان غالبية سكان القضاء من الاخوة التركمان , كذلك قضاء تلعفر ... وكادت ان تتطور الامور الى مالايحمد عقباه , وانسحب الطرفان دون وضع حلول نهائية للمشكلة وهذه مشكلتنا في العراق نترك قضايانا معلقة ونحسبها مكاسب ونجاحات ... والموت مازال يتربص باهلنا هناك ... اذن مشكلتنا سياسية ولكن من نتهم بذلك ؟ واصابع الادانة تشير لمن ؟ من يجرؤ ان يقول الحقيقة ؟ في عراق ملتهب والكل فيه متهم ان طرح رأيا مغايرا للبعض والارهاب الفكري والجسدي يحاصرنا من كل جانب ... اهذا العراق الذي اردناه وتمنيناه بعد سقوط الصنم ؟ اهذه حقبة ذهبية من تاريخ العراق سيسطرها في سجلاتنا ؟ ماذا سنقول لاحفادنا وكيف سنقف امام الله سبحانه وتعالى وباي وجه ؟ .ياساسة العراق يااخوتي في الوطن ... حلوها...يرحمكم الله ولاتدعوا دماء ابنائكم تنزف يوميا , واعلموا ان اي امر لاتستطيعون حله او البت فيه ادعوا من لديه الحل ولاتتركوا الامور معلقة الى مالانهاية ادفعوا بالتي هي احسن ... وحاربوا القاعدة والتكفيريين ولاتخلطوا بينهم وبين اهلكم , وليس كل مخالف لكم عدو ... وليس كل من يعترض عليكم خصم لدود , مدوا ايديكم لاخوتنا الكورد لنرى ماذا يريدون بالضبط ... وحاوروا اخوتكم في الوطن السنة وحققوا العدل الاجتماعي وامنحوا التركمان حقوقا مشروعة كمكون ثالث يعيش في هذا البلد ... اما اهلنا في الاقليم فاقول لكم حلوها يرحمكم الله واعلنوا صراحة ماذا تبتغون واي ارض تريدون ولماذا ؟ حتى يتوقف نزيف الدم علينا ان نتكاشف ونتحاور ... وكل مااخشاه ان يدفع بهذا الشعب كله خارج التاريخ والنص ...!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك