حيدر فوزي الشكرجي
كان شعار بني العباس في بداية حكمهم وحربهم لبني أمية (يالثارات الحسين) ،واستطاعوا بهذا الشعار جمع المد الشيعي ضد بني أمية وتحقيق الانتصارات، ولم يسمع أغلب الشيعة نصائح أهل البيت بعدم إتباعهم لأن أساليبهم من بطش وغدر وتحايل لا دخل لها بمبادئ المذهب الشيعي وأخلاقياته، فقد اعتبروا أن هذه الأساليب ضرورية للتغلب على بني أمية وان الغاية تبرر الوسيلة، ولكنهم صدموا بعد ذلك، فعند استتباب الأمر لبني العباس بدؤوا بظلم وقتل الشيعة وتفوقوا بوحشيتهم على بني أمية وأضافوا أليها المكر والدهاء في تصفية خصومهم، فصدق قول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) فيهم "ظلم بني أمية ولا عدل بني العباس" .للشيعة زخم عددي وتاريخي في العراق منذ فترة حكم الإمام علي (عليه السلام)، ولكن قلما حكم الشيعة العراق السبب أنهم لا يتعظون من دروس الماضي، ولا يستمعون إلى وصايا آل البيت ومراجعهم ورموزهم الدينية، وفي الغالب تتحكم بهم عواطفهم و يهملون الدلائل والبراهين ويخدعون بمعسول الكلام. وكان سقوط هدام اللعين في الـ 2013 فرصة ذهبية لإقامة حكومة شيعية في العراق، ولكن إلى ألان تتضافر الجهود لمنع قيام هذه الدولة، من دول كبرى وأخرى إقليمية وفلول البعث، وكل هذه القوى تراهن على طبيعة شيعة العراق وتاريخهم لمنع قيام هذه الدولة.والى وقتنا الحاضر لم يغير أغلب شيعة العراق أنفسهم ليستطيعوا تغيير واقعهم، فما زالوا يتأثرون بالكلام المنمق ويتبعون صاحبه من غير تدقيق وتمحيص لهذا الكلام، وفي كل فترة يخدرون بعبارة "يا لثارات الحسين" ووحدة الصف الشيعي و يهملون نصائح مراجعهم، بحجة بقاء الحكم في يد الشيعة. لن أتكلم هذه المرة عن سوء الخدمات والملايين التي تسرق وحماية المفسدين حتى لا أخرج عن موضوعي الرئيسي، وهو هل أن الحكومة العراقية جادة في محاربة الإرهاب؟؟وسأركز على الإحداث الأخيرة وما يتعلق بها فقط بالحملة العسكرية في الأنبار، فمع بداية الحملة العسكرية وبدل القيام برص الصفوف ترصد حملة إعلامية ضخمة طبعا تمويلها من جيوب العراقيين لمهاجمة الخصوم السياسيين للحكومة وتقليل شعبيتهم، والجزء الأول من هذا الهجوم الإعلامي هو إطلاق الأكاذيب والإشاعات وخلط الحقائق، فكل من يعترض على سوء الأداء الحكومي ويتكلم عن الفساد فهو ضد الجيش العراقي!!! وللأسف اغلب من هوجم كان من رموز الشيعة مع تلميحات ضمنية تستهدف المراجع الشيعية.أما الجزء الثاني فركز على أطلاق شعارات ثورية تعمل على تنمية الحس الطائفي لدى المواطنين وإيهام المواطن أن المعركة ليست ضد الإرهاب بل هي معركة سنية شيعية والهدف واضح هو مكاسب انتخابية رخيصة، بينما الحقيقة غير ذلك فأكثر سكان الانبار مع الحكومة وعشائرها تقاتل مع جيشها، حتى مع تهديد الإرهابيين الدواعش بتصفية عوائل من يقاتل مع الجيش وهذا باعتراف القائد العام للقوات المسلحة، وكان على من فكر لهذا الهجوم الإعلامي التفكير في مشاعر هؤلاء ومواقفهم المستقبلية إزاء هذا الكم الهائل من الشحن الطائفي. أن الدولة الشيعية هي الدولة التي تؤسس على أخلاق ومبادئ آل البيت، وليست دولة ينخرها الفساد تؤسس على أساس المؤامرات ونقض العهود ويباع فيها الدم العراقي يوميا لأغراض سلطوية، فيا شيعة العراق لا تسلموا راية الحسين(عليه السلام) إلى بني العباس مرة ثانية.
https://telegram.me/buratha