حيدر عباس النداوي
بقدر ما تركته مبادرة السيد عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي من ارتياح واثر ايجابي لدى مختلف مكونات الشعب العراقي ومعظم المكونات السياسية واجهت في الاتجاه الاخر هجوما منظما من قبل اتباع الحزب الحاكم ومن قبل أيتام النظام المقبور والإرهابيين الداعشيين وكل على طريقته الخاصة فكان ان التقى الطرفين في نقطة واحدة وهي النيل من السيد الحكيم ودوره الوطني في تعزيز اللحمة العراقية ومحاولة إبعاده عن شبح الحرب الطائفية التي يريد البعض جر البلاد اليها من اجل الحصول على مكاسب وقتية وانتخابية.وقبل الحديث عن علل المهاجمين ارتأينا ان نعود الى المبادرة لمراجعتها ومحاولة ايجاد علة الهجوم الذي تتمترس به الجهات الناقمة سواء كان اتباع دولة القانون او اتباع البعث الصدامي والتنظيمات الارهابية وباختصار فان ما يروج له الدعاة هو ان مبادرة الحكيم لا تدعم الحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش العراقي وانه يدعم سلطة العشائر على حساب سلطة الدولة وانه يقترح تقديم المليارات الى القتلة والارهابيين من اهالي الانبار وان كل مليار مقابل كل جندي يقتل وانه يريد تقسيم العراق اما اتباع البعث والارهاب ألصدامي الداعشي فانهم يرون في المبادرة طوق نجاة للمالكي الشيعي للخروج من مستنقع الانبار الذي دخله بعد ان ترك الارهاب في الصحراء الغربية ودخل المدن من اجل استباحتها وجعل اعزة اهلها اذلة.وعند الرجوع الى المبادرة نجد ان كل ما ادعاه الدعاة ليس له اصل ولا صحة فالمبادرة احتوت على بند كامل في دعم الجيش بل ان الحكيم قال اننا على استعداد لان نملئها رجالا من الفاو الى الفلوجة اذا ما طلب منا الجيش والعشائر في الانبار دعمهم فهل هناك من شك بعد ذلك الاعتراض الثاني محور العشائر وانا اقول لماذا يعتبر البعض تشكيل مجالس الاسناد ودعم العشائر من المالكي مصالحة وطنية من حقه ان يصرف عليها ملايين الدولارات في مؤتمرات وصفقات في العراق وخارجه عرابها عامر الخزاعي فاذا صح للمالكي فلماذا لا يصح للحكيم ولماذا يعتبر توجه الحكيم غير صحيح وانه يريد اعادة العشائرية والاقطاع بل ان المالكي يعلن يوميا انه لن يدخل الانبار والفلوجة التي يعيث بها اتباع تنظيم داعش وانه يترك الامر الى العشائر والشرطة المحلية فهل ان من عناهم الحكيم يختلفون عن الذين عناهم المالكي واما اعطاء الأموال فهذا منطق هزيل لان الحكيم في كل مبادراته التي اطلقها دعا الى منح الحكومات المحلية مبالغ وتخصيصات من اجل اعمار المحافظات ولم يختلف الامر عن الانبار ومثلما طالب بصندوق لتاهيل ميسان ومبلغ البترو دولار للمحافظات المنتجة للنفط وكما طالب بالبصرة عاصمة العراق الاقتصادية دعا الى خطة رباعية لتاهيل الانبار وغير هذا فان المبادرة تاتي من اجل ارسال رسالة مفادها ان الحكيم بأبوته لا يفرق بين البصرة وبين الرمادي.اما حجة الصداميين والارهابيين في هجومهم على المبادرة فانها حجة باطلة لان الحكيم ارادها وطنية خالصة تبتعد عن المسميات وتعبر افاق الطائفية الضيقة وهي قبل ان تكون طوق نجاة للمالكي فهي فرصة حقيقية للسلام وحقن الدماء وتوحيد الجهد الوطني واللحمة العراقية والوقوف صفا واحدا ضد الارهاب والارهابيين وهذا التوجه يمثل خطرا على مشروع البعث والارهابيين لان استمرار هؤلاء يكمن في استمرار الاحتراب والفوضى.ان قوة المبادرة ووقتها اسقط ما في ايدي الدعاة من مكاسب انتخابية اعادوا فيها امجاد ذكريات صولة الفرسان الذين هم بامس الحاجة اليها بعد ان خلت خزينتهم من اي انجاز بعد تراجع الملف الامني والخدمي والصحي والاجتماعي وانتشار الفساد المالي والاداري والفقر والبطالة.ان الايام المقبلة ستكشف عن مفاجئات تزلزل مواقع الاطراف التي ارادت النيل من موقعية السيد الحكيم ودوره الوطني لان الحقيقة لا تموت ولا يمكن اخفائها وان كل ما تم الوقوف خلفه من سيناريوهات وافلام مفبركة سينكشف زيفه وتظهر اباطيله.
https://telegram.me/buratha