المقالات

هل اصبح اردوكان زعيما داعشيا؟

753 23:39:00 2014-01-16

سليم الرميثي

من يطلع ويقرأ تاريخ السياسة التركية ويقارن مابين السياسة الاردوكانية وسياسة الحكومات التي سبقته في حكم تركيا نجد هناك فرقا كبيرا خصوصا في سياستها الخارجية وحتى الداخلية ..لان تركيا عودتنا على سياسة الانفتاح مع الجيران ودول العالم وهذا ماادى الى استقرارها السياسي والاقتصادي رغم تعثر اقتصادها في بعض المراحل.. اما الان نرى ان سياسة الحكومة التركية مع شعبها اخذت تتجه بقيادة اردوكان الى سياسة تكميم الافواه اعلاميا وحتى على مستوى حرية الفرد..فالمواطن التركي كان يعيش حالة من الديمقراطية افضل بكثير مما هو عليه الان وكذلك الاعلام التركي ..ولكن نجد ان الاعلام التركي اخذ يتنافس مع الاعلام العروبي السلطوي في المنطقة وكثيرا مانشاهد محللين سياسيين اتراك لايستطيعون التحدث بحرية مثل ماكان سابقا قبل مجيء اردوكان وحزبه للسلطة وكثيرا مايكون المتحدثين عبر وسائل الاعلام هم تابعين للسياسة الاردوكانية..اما من يتحدث بجرئة وينتقد سياسة الحكومة التركية الحالية يتعرض لابشع الاتهامات والتهديدات من قبل اردوكان وحزبه مثل الاتهام بالعمالة او الخيانة تماما كما هو حاصل في الدول التي يحكمها دكتاتور وذات سلطة استبدادية..في السنوات الثلاثة الاخيرة نشاهد ونسمع لما يقوله اردوكان في خطاباته ومقابلاته عبر وسائل الاعلام فهي تقريبا جميعها لاتختلف عن خطابات قادة الحروب ومحبي السلطة وكلها خطابات تعكس حالة من الغرور والعُجب بالنفس الى حد اللامعقول..بل احيانا عندما يتكلم او يخطب اردوكان لانستطيع تمييزه عن خطاب احد امراء القاعدة أوداعش..فهل اصبح اردوكان زعيما داعشيا ام ماذا؟ خصوصاعندما نتابع ايضا ونسمع مثلا خطاباته عن الوضع في سوريا فلانجد فيها مايدين الارهاب والجرائم التي ترتكب هناك من قبل قادة القاعدة ومشتقاتها واذا ذكر الارهاب فيرميه فقط على النظام السوري وهذا يدل على امرين اما ان الرجل يخاف من القاعدة وردات فعلها او انه احد الداعمين لها والا ماذا نسمي دعمه وتسليحه لداعش وارساله الوفود بين الحين والاخر للتفاوض والتشاور معهم في سوريا واحتضانه لزعماء وقادة متهمين في قضايا قتل وارهاب؟.. لذلك نرى ان الشعب التركي وبعض كبار الساسة بالاضافة الى الجيش التركي اخذوا بالانتباه لما يجري في بلدهم وهم يحاولون الان ان يفرملوا هذه السياسة قبل ان تدخل تركيا في مأزق الحروب التي ليس لها نهاية على غرار الحروب العبثية التي اوجدها صدام في المنطقة..ومن هؤلاء الساسة الكبار هو الرئيس التركي عبدالله غول الذي اقرّ اخيرا بان سياسة بلاده تحتاج الى تغيير كبير.. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ..( أن غول أشار في كلمة أمام سفراء بلاده الى "أنّ أنقرة تدرس ما يمكن فعله للخروج بوضع يخدم مصلحة الجميع في المنطقة" وأضاف أنّ ذلك يتطلّب "الصبر والهدوء وعند الضرورة، الدبلوماسية الصامتة". وقال غول "إنّ الوضع الحاليّ هو سيناريو خاسر لكلّ دولة ونظام وشعب في المنطقة) وهذا دليل على قلق كبير من قبل القادة الاتراك على بلدهم ومصالحهم في المنطقة والعالم ودليل ايضا على ان تركيا تتجه الى تغيير نهجها وسياستها بشكل جذري وهذا لن يتم الاّ بسقوط اردوكان وحزبه..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك