المقالات

الجمل الأعور.. والجانب الواحد

1156 11:48:00 2014-01-18

مديحة الربيعي

يحكى إن أعرابياً قد أضاع جملاً؛ في الطريق, فبحث عنه في كل مكان وصادف في الطريق ثلاثة رجال وسألهم عن هل وجدتم جملاً ضائعاً في الصحراء؟ فأجابوه هل هو أعرج, فقال نعم, هل هو اعور بعين واحدة فقال نعم, فقالوا لم نراه, قال كيف عرفتم وصفه أذن فأجابوه لأنه ترك, أثاراً في العشب تدل على صفاته.قد ترك الجمل الأعور آثاراً خلفه, إذ أنه كان يأكل العشب من جهة واحدة,لأنه لايرى ألا من جهة واحدة فقط, يذكرنا سلوكه هذا بتصرف بعض الساسة ممن يرى الأمور من زاوية واحدة ضيقة, ولا يرغب أن يرى غيرها لأنه لاينظر إلى الحقيقة بعينين بل بعين واحدة, فأغلبهم يضع الأمور في غير نصابها, ويرى الجانب الذي يرى فيه مصلحته فقط, ويفسر الأمور على هواه, في حالة الجمل فهو معذور لأنه أعور أما من يتعمد أن يغمض عين وينظر بواحدة فقط فلا عذر له.يسعى الكثير من صناع الدكتاتورية, إلى تشويه الحقائق وتضليل الرأي العام, لأن الحفاظ على الكرسي يتطلب ذلك, فمن ينادى بوحدة الصف العراقي ومن يطالب بحفظ دماء الناس, ويبحث عن الحلول التي تحقن الدماء, من وجهة نظر البعض يسعى لتحقيق دعايات انتخابية, ويحاول الحصول على مزيد من الأصوات! هل يستحق الأنتقاد من يسعى للحفاظ على حياة الناس وحفظ دمائهم وأرواحهم , أم من يسعى لكسب الأصوات عن طريق صناعة الموت والخوض في بحر من الدماء؟ حملات إعلامية ودعائية مسخرة لأنتقاد المبادرات السلمية التي تسعى لحلحلة الأزمة القائمة في محافظة الأنبار,ودعم الجيش العراقي وأبناء العشائر في تلك المحافظة لمواجهة التنظيمات الإرهابية, ولم نسمع عن حملة دعائية مماثلة لمواجهة الفساد الإداري, أو وجبات الموت المجاني التي تقدم للأطفال في المدارس, أوعن تعيينات أقارب المسؤولين التي تتم في الخفاء, أو عن تزوير الشهادات العليا للبعض الآخر.كنا نتمنى أن نسمع عن حملة دعائية لتسليط الضوء, على معاناة الأرامل والأيتام, أو حملة للكشف عن معاناة أطفال التقاطعات, أو معاناة المتقاعدين, أو جيوش الخريجين العاطلين عن العمل ممن أفترشوا الأرصفة, أويعمل القسم الآخر منهم في حملات تنظيف الشوارع ,لأجل تأمين لقمة العيش.نتمنى أن يسخر الأعلام ,لخدمة أبناء العراق, وليس لخدمة المسؤول, الذي بات يستخدم القنوات, لتوجيه الأتهامات للخصوم والمنافسين في الأنتخابات, ليست مبادرة أنبارنا الصامدة, هي السبب في معاناة الارامل, وليست هي السبب في الفساد الإداري, وليست هي السبب في تفشي البطالة , والموت بالجملة, وليس رئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم ,هو خصمكم ,ولكن الطمع بالكرسي والسعي وراء المناصب هي عدوكم الأول والأخير, وجنون السلطة هو من سيقضي عليكم في نهاية المطاف.كنا نأمل أن يرى الجميع بكلتا عينيه, لا أن يرى بعين ٍ واحدة فقط, لكن من أراد أن ينظر إلى الجانب الذي يلائم رغباته فقط, سيترك أثاراُ تحسب عليه ولاتحسب له, فالتاريخ يسجل ولن ينسى شيئاً, قد ترك الجمل الأعور خلفه أثراً في العشب فكيف ستكون أثار اللاهثين وراء المناصب؟ والى متى سيتمر البعض في رؤية الأمور من جانب واحدٍ فقط؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك