مديحة الربيعي
كثيرة هي المحافظات التي تعاني الأمرين من الإرهاب, سواء عن طريق تسلل عناصر إرهابية, أو الاستهداف بسيارات مفخخة, أحد هذه المحافظات هي الأنبار التي يخوض أبناءها بجانب الجيش العراقي معارك عنيفة ضد تنظيم داعش وعناصر من تنظيم القاعدة.تتميز محافظة الأنبار بموقعها الحيوي, أذ أنها تحاذي سوريا والأردن وتمثل منافذ حدودية للعراق مع هاتين الدولتين, ونتيجة للصراع الدائر في سوريا تسللت مجاميع من تنظيم داعش الأرهابي الى داخل المحافظة والمناطق الصحراوية وأنشأت لها معسكرات في أطراف المحافظة, وخصوصاً في وادي حوران, وتمكنت من أدخال أسلحة ومعدات ثقيلة, أستعداداً لأستهداف المؤسسات الأمنية في العراق.أن هدف هذه التنظيمات الأرهابية هي أن تنشيء قواعد لها في المحافظة, لكي تنطلق منها فيما بعد لشن الهجمات ضد الأبرياء, والتمركز في المدن, واللجوء الى حرب العصابات, لكي تخلق صراعاً جديداً مشابها لما يحدث في سوريا الآن.لقد تمكن الجيش العراقي بمساعدة أهالي المحافظة من القضاء على معظم هذه المجاميع ولازالت القوات تخوض معارك عنيفة بمساعدة الأهالي للقضاء على هذه التنظيمات وطردها من أرض الأنبار, ونتيجة للصراع الدائر على أراضي هذه المحافظة فأنها قد تضررت بشكل كبير, سواء على مستوى الأنساني أو على المستوى المادي, لذا كان من الواجب على العراقيين جميعاً أن يقفوا جنباً إلى جنب مع أبناء هذه المحافظة الصامدة للخروج من الأزمة.مبادرة أنبارنا الصامدة التي أطلقها, رئيس المجلس الأعلى السيد عمار الحكيم جاءت تأكيدا لدعم أبناء المحافظة, ولتضميد جراحاتها التي لازالت تبحث عن علاج, تتألف هذه المبادرة من عشرة بنود جميعها تؤكد على دعم الأهالي والعشائر العراقية الموجودة في تلك المحافظة, تضمنت هذه المبادرة تعويض الأهالي من ضحايا الأرهاب, رصد المبالغ المالية لأعمار المحافظة, ومساندة العشائر العراقية, والجيش العراقي في معركته ضد التنظيمات الأرهابية.أن هناك من يتصيد في الماء العكر, ويسعى لشق وحدة الصف الوطني, لذلك نسمع من هنا وهناك بعض الأصوات النشاز التي سارعت للأعتراض على المبادرات الساعية لحل الأزمة, وما هذه المبادرة بكل ما تتضمنه من بنود ألا رداً على كل الأصوات, وتأكيداً على حرص العراقيين, لتضميد جروح التي تنتظر الشفاء.
https://telegram.me/buratha