علي محمد الطائي
العراق دولة لا تشبه بقية الدول .فالعراق ليس بلد مهاجرين وأصبح دولة , كأمريكا أو أسترالية أو كباقي كثير من الدول .فقد امتاز العراق عن بقية البلدان ومنذ القدم أنه مهد الحضارات ومركزها القديم , فالأنسان في العصر الحجري الأول كان يعيش في بلاد الرافدين ويعتبر العراق أرض ومهد النبوات , ناهيك عن ما يتمتع به من موارد بشرية ومادية و موقع أستراتيجي من العالم . كل هذه المعطيات والأسباب جعلت من العراق مركز للصراع العالمي على (الثروة والموقع والتاريخ ) .لذلك كل من حكموا العراق يجب أن يكونوا خاضعين للبروتكول الأمريكي أو الأقليمي على أقل تقدير , حتى لا نظلم كل من تربعوا على عرش العراق نستثني منهم بعض الشخصيات الوطنية ان وجدت .
فمنذ أن جاءتنا الديمقراطية الغربية وتسلط علينا حاخامات حزب الدعوة , ايذانا منهم بتطبيق الشريعة الأسلامية والمشروع الحضاري وتأسيس دولة القانون والمؤسسات .فسيطرت طبقة الطفيليات على السلطة بالكامل مدعومة من أمريكا ودول أقليمية .فصبغوا دولتهم بصبغة دينية فوق مستوى الوطن والمواطن وزعموا أنهم وطنيون ونواب عن الشعب , أن يذعن لهم ويسلم لهم أمره في الحرب والسلم .فبأسم الله والمذهب قتلوا الوطن والمواطن ونهبوا خيراته وممتلكاته وأصبحت السرقة والفساد عندهم عمل مشروع يتقربون به لله . وأصبح قانون الدولة هو المصلحة الطبقية والحزبية على الدين والمذهب .ومظلومية الشيعة التي نادوا بها حاخامات حزب الدعوة ولعدة سنين , فقد تلاشت عند وصولهم الى السلطة .اليوم نشاهد كل أموال العراقيين تصرف ودمائهم تهدر وتسيس هنا وهناك من أجل ديمومة حزب الدعوة في السلطة. ولو رجعنا الى أتفاقيات منظمة الشفافية الدولية نجد أن هناك اتفاق دولي على تعريف الفساد والمصلحة الخاصة كما حددته منظمة الشفافية الدولية , بأنه كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسة أو جماعته , يعزل من منصبة ويحاسب ويحاكم .نحن اليوم نرى ونسمع أشكال الفساد وسوء أستخدام للسلطة وهدر للمال العام واستخفاف بدماء الأبرياء .وعند الحديث عن الفساد والمصلحة واستغلال السلطة يقوم سياسي الصدفة بأعطاء مسميات ومبررات دينية وشرعية لكل ما يقوموا به من فساد واستغلال للسلطة من قبل الحزب الحاكم.وفي حقيقة الأمر نجد أن المدلول هو المصلحة الأنتخابية والحزبية , فلا نعلم أين كان رئيس الوزراء عن داعش التي أشبعت العراق والعراقيين قتل ودمار وتفخيخ ولعدة سنوات وهي تصول وتجول في كافة أنحاء العراق .والسؤال هنا لماذا لم يتحرك المالكي لضرب أوكار داعش في الصحراء الغربية كل هذه السنوات, نحن مع ضرب الأرهاب التكفيري أينما وجد.لكن عندما يستخف بعقول العراقيين بهذه الطريقة وهذا التوقيت وقرب الأنتخابات واستغلال العقول المسالمة وتضليل المواطن عن أخفاقات الحكومة ولمدة ثمان سنوات من الفشل على كافة المستويات .أن الحقيقة لم تعد خافية على المواطن البسيط .فعندما استشعر المالكي وحزبه أنه لم يبقى لهم أي ورقة رابحة في العراق , أفاق حاخامات الدعوة من غبائهم المصطنع , وعلى لسان المالكي عندما صرح في أحد لقاءاته لمقاتلة داعش , فهذا الحزب لم يقدم شيء يذكر لهذا الشعب, ولأنصاف حزب الدعوة , نعم هم من قاموا بشق عصا الشيعة ووحدتهم في صولة الفرسان التي يتفاخرون بها ويعتبرونه نصر وأنجاز في سجل أنجازاتهم الطويلة .فهم يعيشون على أختلاق الأزمات تلوا الأزمات .وهذه السياسة كانت متبعة من قبل المقبور صدام حسين في بداية حكمة قتل وصفا جميع الوطنيين وخصومه السياسيين , فقد اختلق الحرب مع أيران بدعم أمريكي خليجي وبعدها قام باحتلال الكويت وكل يوم يأتينا بفكرة أو أزمة مثل تشكيل جيش القدس أو الجيش الشعبي الخ..أذا استمر حاخامات دولة القانون في السلطة ولدورة ثالثة لاسمح الله سوف يبقى القتل والتفخيخ وداعش , ولن ينعم العراقيين في الأمن والأمان في ظل هذا الحزب المتخلف عقليا ودينيا وأخلاقيا .
علي محمد الطائي
https://telegram.me/buratha