محمد الحسن
فيما كانت القوات العسكرية تتجه صوب الشمال؛ بشرنا شاعر فضائية الدولة (العراقية) ببرلمان قادم خالي من الكرد, بعد أن يتحد الجنوب والغرب بشعور قومي تنتابه العبرات وعناق الأخوة الذين فرقتهم الخطوب ووحدهم عدو مشترك..!ذات العدو يتحول إلى حليف, غير إنّ لهذا الحلف ثمن!.. ويبقى السؤال: لماذا تصارعنا مع الكرد وكادت المدافع تدوي, ولماذا تصالحنا؛ فهل إنتهت الأسباب (المجهولة) لدقِّ طبول الحرب..؟!كانت الأجواء مكهربة, ومن يتحدث عن الشمال يتهم بالخيانة العظمى.. باقر جبر صولاغ؛ يكسر هذا الحاجز الرهيب: "الخطر ليس من كردستان, هذه زوبعة؛ إنما الخطر من غرب العراق". قبلها بسنة واحدة, أي في عام 2011 يقول "ستكون المعركة على أسوار بغداد إن لم تتصدوا لإسبابها", وفي لقاء آخر مع برنامج (بين قوسين) يحذر من تداعيات الخطر السوري على العراق, ويدعو لإتخاذ ما يلزم, وقال: "في مساجد السعودية يتم تجنيد الإنتحاريين".كأنه يتنبأ بطريقة العرافين.. لم يتوقع أحد أنّ يحدث ما تكلم به وزير الداخلية الأسبق, بينما نسيّ كلام الرجل وليس لأحد أن يتذكره, ولم يعتذر من أتهمه سابقا, بالحديث لإغراض إنتخابية..!تمر الأشهر مثقّلة بالهموم التي حمل وِقرها الشعب وحده, وتغيب ملامح الدولة, وتنكفأ الحكومة داخل أسوار الخضراء, وييأس الناس؛ الأرواح تحصد بشكل يومي, السجون تكسر, وكل شيء مؤجل إلى المجهول!..تهاوت كل أركان الحكومة, ورئيسها أتهم نائبه بالكذب فيما تعرضت كتلة الرئيس لهزّة كبيرة, كل هذا وصولاغ مصرّ على إن الخطر يكمن في ضياع خطوط الحدود السورية والتي ستحرك خلايا القاعدة النائمة في العراق, ولا أحد يستمع..أنصار الرئيس أنشغلوا بالبحث عن لقبٍ جديد, وكرة الثلج تكبر في المنطقة الغربية..الصراخ المصاحب للأزمة يحجب سماع النصيحة.. أفاقت بعض الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة, وأعتلت منصة الإعتصام في الأنبار, وحتى لا يقال إن (فلان) حذركم؛ ظلت العشوائية والإرتجالية سيدة الموقف..أتجهت الدبابات صوب الأتجاه الذي يشير إليه الناصح الأمين؛ بيد إنها تأخرت كثيراً, لذا ستتأخر عملية الحسم, فقد أفاق النائمون, وتبين إنّ أوكار السوء قد أمتلئت برؤوسٍ عفنة.. من يدري؛ لعل توقيت العملية معد لعبور موعد الإنتخابات؛ فهل من سائل يطلب من (صولاغ) الجواب..؟!
https://telegram.me/buratha