مديحة الربيعي
يعتقد كثير من الساسة في الساحة العراقية؛ ممن بات يشعر إن سفينته أو شكت على الغرق, وأن الناس قد سئمت وجوههم وضاقت بفسادهم وسرقاتهم ذرعاً أن أساليب تشويه وطعن الشركاء, في العملية السياسية هو الحل الوحيد لكسب الفوز في الأنتخابات, بدلاً من العمل لخدمة الناس؛ والحرص على مصالحهم, وتحقيق الأمن في بلدٍ بات يحلم بلحظة سلام بسبب سياسيتهم العقيمة, وسعيهم الحثيث وراء السلطة. عقول خاوية ونفوس مريضة, تسعى طوال الوقت للوصول إلى المناصب على حساب مصالح الناس؛ منذ أكثر من ثمان سنوات ولازال البلد يعاني من أزمات متراكمة, سرقات وتردي ألاوضاع ألاقتصادية, أنتشار البطالة, موت بالجملة, وماكنة أزمات لاتهدأ فكل الجبهات مفتوحة, والصراعات قائمة على قدم وساق ما أن تنتهي أزمة إلا وقد دخلت البلاد في أزمة جديدة أكبر من سابقتها.منجزات وهمية ومشاريع على الورق, وشعاراتٌ زائفة بالعدالة الأجتماعية, التي لن تتحقق ألا لأقارب السيد المسؤول, الذي أخترع الكذبة وصدقها, فربما أن النعيم الذي يقبع فيه هو وأهله وأقاربه وذويه, قد جعله يصدق أن الناس تعيش في ظل عدالة أجتماعية, ونعيم منقطع النظير, ويجب على الشعب أن يمنحه عذره, فهو لايرى أبعد من قديمه, ولا يطل برأسه أبعد من نافذة سياراته المصفحة, أذا ما أراد أن يخرج أو أن يتجول في داخل أسوار الخضراء, أو أن يتلقى الدعوات لحضور المؤتمرات والولائم في قصور الرؤساء والوزراء في الدول الأخرى.كيف يمكن لأمثال هؤلاء أن يدر معاناة الناس؟ أو أن يقبل بهدوء نسبي؟ أو حتى أن يبحث عن حلول للأزمات؟ أو يقبل مبادرات حلول للأزمات؟ أن صناعة الحروب, وأفتعال الصراعات حرفة تملأ سلة صانعها بالعنب, حين يأتي موعد القطاف فالأنتخابات باتت قريبة, ولابد من الظهور بمظاهر البطولة, والتلاعب بمشاعر الناس من أجل الحصول على أصواتهم.بعد ذلك كله من الطبيعي, أن ترفض كل المبادرات التي تسعى لتحقيق السلم الأجتماعي والتعايش السلمي داخل البلاد, فمن يخلق الصراعات, لن يقبل بحل الأزمات, لذلك أخذ البعض ينعق بأصوات قبيحة, تسعى لتشويه المبادرات السلمية التي تسعى لحل أزمة الأنبار ومن يطرحها, علماً أنهم يعرفون جميعاً أن من نادى بها هو فوق مستوى الشبهات, وأن اصوات النشاز لن تألفها أذان الناس ولن تجد من يسمعها بعد الآن.
https://telegram.me/buratha