بقلم : عبود مزهر الكرخي
لاحظنا ومن خلال متابعتنا للمشهد السياسي في العراق وجود ظاهرة فريدة وهي لا توجد في كل التجارب الديمقراطية في العالم وحتى في غيرها هو بروز ظاهرة انه عند حدوث إي أزمة في الشأن العراقي يسارع ساستنا وعلى الفور بتدويل الأزمة والعمل على أخراجها إلى الرأي العام الدولي وإشراك أطراف خارجية في أي مسالة داخلية تخص الوطن وشعبه مع العلم أنها قضايا تهم مصالح البلد وشعبه سواء من الناحية الأمنية أو الاقتصادية أم غيرها ليصبح وبالتالي ان هذه الدول سوف يكون لها دور مؤثر في رسم سياسة البلد الإستراتيجية والنهج الذي تسير عليه حكومة العراق وحتى رسم ملامحه المستقبلية وهذا ما لاحظناه طوال الفترة الماضية منذ السقوط ولحد الآن والذي يعني السماح بتدخل هذه البلدان بشئون العراق وشعبه الداخلية وهذا ما يخالف كل نهج وطني يسير عليه أي بلد في العالم والأدهى أنه يخالف كل ما يصرح به هؤلاء الساسة من أنهم وطنيون وينتهجون خطاً وطنياً يضع مصالح العراق وشعبه فوق الكل وكذلك الحفاظ على الشئون الداخلية للعراق وجعلها شأناً وطنياً خاصاً به ولا يسمحون بالتدخل بهذا الشأن كائناً من يكون.وهذه التصرفات لساستنا المراهقين والذين يحلو لي أن أصفهم وهم من سياسي الغفلة الذين صعدوا في ظل الفوضى والأزمات التي يعيشها العراق ينطبق عليهم المثل الذي يقول (أسمع كلامك يعجبني أشوف حالك أتعجب !!)لأنهم ينطبق عليم قول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} [الشعراء : 226] وهو في وصف الشعراء ولكن هم أتعس بذلك بكثير وهم صناع للازمات وخلط الأوراق في البلد ويمارسون هذه المهمة بكل حرفية ومهنية.وخير ما يثبت صحة كلامنا هو ما يحدث الآن في الأنبار وما تقوم به قواتنا البطلة من تطهير لجرذان القاعدة وداعش ومن لف لفهم حيث سمعنا وشاهدنا مقدار الصراخ والتصريحات التي خرجت من قائمة محددة وهي متحدون والعراقية ومحاولة أثارة الرأي العالمي والعمل على التدخل في هذه العملية ليصل الأمر بهم إلى الانسحاب من البرلمان ومن الحكومة في سبيل إثارة الأزمة وتسليط أضواء العالم على الوضع في البلد وخلط الأوراق وبالأخص أمريكا وبعض دول الجوار وبالأخص أسيادهم والذين يعملون ليل نهار وفق أجنداتهم وفي مقدمتهم السعودية وقطر وإيهام الرأي العام الدولي بان ما يحصل في الأنبار هي مسالة وتصفيات طائفية الغرض منها تصفية ومحاربة المكون السني.وهذا التصرف هو وراءه غايات ومرامي كامنة في أجنداتهم وسياستهم فهم يقومون بضرب عدة عصافير بحجر كما يقول المثل.فالغاية الأولى هم يعملون على تدويل الأزمات الداخلية العراق وإمام الدول الأخرى لكي يتم تسليط الأضواء على هذه الأزمة بالذات وبالتالي صبغها بالصبغة الطائفية تنفيذاً لأجنداتهم الداخلية والتي هي مؤتمرة من قبل أجندات خارجية من قبل دول الجوار وإرضاء لهم ولما يخططون له في إفشال التجربة الديمقراطية في العراق وعدم تسليم الحكم للشيعة بحكم الواقع الديموغرافي في أنهم الأغلبية في العراق ولهم حق تسلم مقاليد الحكم والرجوع إلى الوراء وإرجاع مقاليد الحكم للمكون السني لأنهم وهذا ما يعتقدون به بأنه لا يمكن قبولهم بتسلم الشيعة للحكم في العراق وممارسة التجربة الديمقراطية وأخذ جميع المكونات للشعب حقوقها الديمقراطية والمشاركة في الحكم وبناء التجربة الجديدة في العراق وبالتالي المشاركة في الحكم لأنه هذا يعني بالتالي انطلاق الشعاع الديمقراطي ليتألق وبروز التجربة الديمقراطية كواحدة من التجارب الناجحة في ممارسة الشعب للحكم وتقرير مصيره بيده وبكافة مكوناته وهذا مالايرضي حكام الخليج ومن لف لفهم بحكم أنهم بنوا ديكتاتوريات متوارثة وتسلطية على رقاب شعوبهم ولا يمكن التنازل عنها مهما كان الثمن وان تجربة مثل تجربة العراق تعني تهديد كراسيهم العفنة والمتهالكة والتعجيل بسقوطها بحكم إن شعوبهم سوف ترى تجربة العراق وتتأثر بهذه التجربة الديمقراطية وبالتالي المطالبة بتغييرات في حكم هؤلاء الحكام التسلطيين وهذا هو ما لا يقبله كل هؤلاء الثلة من الديكتاتوريين والذين هم مستعدين إن يذبحوا كل الشعب العراقي وتدميره من اجل عدم السماح بذلك يشاركهم في هذا المفهوم ساستنا في الداخل والذين يسيرون في نفس هذا النهج المجرم ولو كان على حساب دماء شعبهم وتدمير العراق وشعبه.الغاية الثانية وهذه الغاية تأتي من الغاية الأولى وهي عبارة عن غاية مصلحيه ونفعية وهي أنهم عندما يذهبون إلى أمريكا أو إي دولة أخرى ومن خلال تصريحاتهم الطائفية يتم إلقاء الأضواء عليهم وبالتالي التعرف عليهم وإيهام تلك الأطراف الخارجية بأنهم لاعب أساسي في العملية السياسية في العراق وأنهم ممثلين مهمين للمكون السني وبالتالي لا يمكن الاستغناء عنهم في أجراء إي عملية سياسية في العراق من خلال ما يعملونه من فوضى وخلط الأوراق كما ذكرنا مما يؤدي سوف يكون لهم حضور عند وجود إي عملية تغيير سياسي أو عملية انتخابات أو حتى عمل طاولة للحوار بين الأطراف العراقية التي تمثل مكونات وشرائح المجتمع العراقي وبالتالي ضمان حصولهم على حصة من كراسي الحكم والصعود إلى سدة الحكم وبقاؤهم محافظين على كراسيهم ومناصبهم وامتيازاتهم والتي جاءت على حساب شعبنا العراقي الصابر الجريح من خلال اجترار المحن والويلات له وتعقيد الوضع في البلد وعدم العمل على إيصال سفينة العراق وشعبه إلى شاطئ وبر الأمن والأمان.الغاية الأخرى من رسم هذه السياسية هي غايات انتخابية محضة حيث عن طريق أثارة المسالة الطائفية في عملية الأنبار يتم كسب أصوات العديد من الهمج الرعاع والذين ونتيجة جهلهم والتأثير عليهم من قبل الكثير من الطائفيين من شيوخ الفتنة والساسة يتم التصوير بان هؤلاء الساسة المدافعين عن المذهب والمحامين عنه وإنهم يقفون ضد كل هذه الهجمات والتي يصفونها بهجمات صفوية مجوسية لإبراز إن الشيعة هم لهم تبعية بإيران وبالتالي زرع الفتنة والكراهية بين أفراد الشعب العراقي وتمزيق اللحمة الوطنية والتي يراهن حتى أسيادهم من الأجندات الخارجية وفق هذا المبدأ ويبذلون الغالي والنفيس من اجل ذلك وهؤلاء من الهمج الرعاع موجودين والذين كانوا متواجدين في ساحات الفتنة والذل والعار وهم أنفسهم الذين يقومون بإيواء الإرهابيين من داعش والقاعدة في الرمادي والفلوجة ويعتبرون أهم حواضن لهؤلاء المجرمين وصور الفيديو هي تثبت ذلك في انه عندما استعرض الإرهابيين كان هناك من أهل الرمادي يحيونهم ويستقبلونهم وحتى في الفلوجة نلاحظ انه مازالت العصابات المجرمة من داعش والقاعدة تسيطر عليها بالرغم من إن الحكومة قد أعطت المجال للعشائر وأهل الفلوجة لإخراج هؤلاء الجرذان من مدينتهم ولكن لم يتم لحد الآن.ولإثبات صحة ما ذهبنا سارع صالح المطلك نائب رئيس الوزراء بالذهاب إلى أمريكا لكي يلقي الأضواء على ما يجري الأنبار وإيهام الجانب الأمريكي بأنها عملية طائفية وأن الغرض منها تهميش وإقصاء المكون السني وصبغ العملية بالصبغة الطائفية وحتى انه صرح من هناك بأنه يجب عدم تجهيز الجيش العراقي بالأسلحة لمحاربة الإرهاب وهو من دعا إلى خروج الجيش من الرمادي وباقي مدن الأنبار وكأن هذا الجيش هو جيش جاء من الهند أو باكستان وليس هو جيش عراقي وان القائد محمد الكروي الذي استشهد بنار الإرهابيين هو من نفس المكون الخاص بهم والكثير ممن معه ومن نفس المحافظة ولا ادري من أين جاءت هذه الفكرة والتي حتى وصفت بعملية النائب الطائفي احمد العلواني بالطائفية؟.مما حدا بأميركا بعدم توريد الأسلحة إلى العراق والاقتصار على توريد بنادق خفيفة وعتاد خفيف وهذا ليس بغباء من أميركا ولكن هي كاستعمار وهذا قراناه من قبل في الكتب وتعلمناه أنها تعمل بمفهوم((فرق تسد)) وبالتالي بقاء الوضع المتأزم في العراق وبقاء الصراع السياسي وجعل العراق ضعيفاً من أجل ضمان مصالحها لتبقى هي من بيدها مفتاح الحل وهذا أيضا يأتي بإيحاء من أجندات صهيونية بإبقاء العراق وجيشه ضعيفاً من اجل ضمان امن ابنتهم المدللة إسرائيل وهذا ما يحصل في الكونغرس بعدم توريد السلاح الهجومي لمحاربة الإرهاب باعتراض الكثير من النواب والذين يمثلون صوت الصهاينة القوي في الكونغرس والتحجج بما يقوله ساستنا وصبغ الأمر بأنه صراع داخلي طائفي الغرض منه صعود مكون على آخر وهذا ما يتنافي مع مبادئ الولايات المتحدة رائدة الديمقراطية وحقوق الإنسان والذي هو هي أكذوبة ومن يصدقها فهو غبي وساذج لحد البلاهة.وقد فعل قبله أياد علاوي بالذهاب إلى أميركا وكذلك أسامة النجيفي الذي ذهب الآن إلى أميركا ولنفس الدف والغاية وكأنه أصبحت أميركا هي مكان للحج يحج إليه ساستنا مع قرب الانتخابات ولتقديم أجنداتهم لكي يتم موافقتها معها وكذلك استصراخ ماما أميركا ضد حرب العراق وجيشه الباسل ضد الإرهاب وإضفاء الصبغة الطائفية على هذا الأمر مع العلم أن تم تأييد حرب جيشنا العراقي في الأنبار لمحاربة الإرهاب من قبل جميع دول العالم ومن ضمنهم الأمم المتحدة وحتى قدمت كل الدول عروضها لتقديم الدعم اللوجستي من أسلحة ومعدات وتدريب وبضمنهم الولايات المتحدة الأمريكية.ولكن غباء ساستنا ومعيشتهم في ظل عقدة المؤمراة وعدم الثقة بين كل الأطراف وان لا يجير هذا الملف الأمني ويعتبر نجاح للمالكي والغايات الأخرى التي ذكرناها آنفاً أدى إلى تدويل كل أزمة في العراق وحتى توريد الأسلحة الروسية والتي كثر فيها الحديث عن شبهات الفساد والتي أثبتت بعد فترة عدم صحتها وعدم صحة كل ذلك الصراخ والتبويق الذي أثير حوله ولكن الغاية منها كان الهدف التغطية على ملفات فساد أخرى وفي مقدمتها فضيحة البنك المركزي والذين إبطالها هم من في لجنة النزاهة النيابية والذي لم يحرك رئيس التيار الذين ينتمون إليه ساكناً عند أثارتها بل تم التعتيم عليها وحفظها مع العلم أن من أثارها وبالمستندات هو من نفس التيار والتهديد بطرده من التيار في حالة الإصرار على أثارتها.وهذا هو حال العراق ومع الأسف الشديد في وجود ساسة هم صعدوا فجأة وهم من سياسي الغفلة وليجعلوا بلدنا العراق ولاية بطيخ كما يحلو إن اسميه نتيجة لتصرفات هؤلاء الحفنة من الساسة ومن قبل الجميع وبغض النظر عن المسميات وليصبح الولاء لكل سياسي ليس للعراق وشعبه والذي يجب إن يجعله في أعلى سلم أولوياته ليحل محله الولاء للحزب ولرئيسه ويكون مرهون بأوامره لأنه من جعله نائباً واصعده إلى سدة الحكم وبالتالي في حالة مخالفة ذلك القائد او الرئيس يحل عليه غضب رئيسه ويتم إخراجه من ذلك الكرسي والوسائل موجودة وسهلة ليتم أحلال نائب أو سياسي آخر يعمل كبيدق شطرنج يحركه رئيس الكتلة كيفما وأنى يشاء وهم حاضرين وبكثرة في ظل سيادة الانتهازيين والجهلة من الساسة ويقدمون خدماتهم وبسخاء من اجل الكرسي الذي هو حلمهم للحصول على المكاسب النفعية والامتيازات الضخمة من جراء جلوسه على هذا الكرسي اللعين.ولهذا نحن حذرنا منذ زمن بعيد وفي مقالاتنا السابقة بأن سفينة العراق لا تسير إلى شاطئ وبر الأمان بل هي تمضي إلى مستقبل مجهول وفي ظل أمواج عاتية ومتلاطمة من بحر الفوضى نتيجة تصرفات من يسمون أنفسهم سياسيين وقادة ولاعبين بالساحة السياسية للعراق ويدعون أنهم يعملون على بناء العراق الديمقراطي الجديد والواقع يبين غير ذلك بل وبالعكس بل هم يعملون ومن خلال تصرفاتهم المراهقة وأفعالهم التي تقف خلفها أجندات خارجية ومرامي غادرة تريد النيل من العراق وشعبه بإشعال الفتنة الطائفية وبث الفرقة والكراهية بين أفراد الشعب الواحد ولنأخذ مثال على ما نقوله أن احد النواب من أقطاب القائمة العراقية ومن المكون السني وقد كتبت مقال سابق في عدم فقهه في إي مفهوم من مفاهيم السياسة بحيث يطلق المفاهيم السياسية وبدون فهم أو إدراك حيث خرج لنا بتصريح أمس المصادف 19/1 بدعوة المالكي للاستقالة أو أيجاد بديل لفشله في قيادة البلد فأي كلام وتهريج هذا ونحن لم يبقى على الانتخابات إلا أيام معدودة والكل يتحضر للانتخابات لكنه يفهم من هذا التصريح بأنه وكما قلنا سابقاً الغرض منه خلط الأوراق وإثارة الأزمات والفوضى في المشهد العراقي بعد أن سقطت كل الأوراق التي كانت يثيرونها وأبرزها الطائفية بعد أن وقف شعبنا العراقي الصابر والذي اكتوى بنيران الإرهاب خلف جيشه العراقي الباسل وأبناء العشائر الشرفاء من الرمادي وكل العالم فلم يعد لديهم أي ورقة يلعبون فلجئوا إلى هذه التصريحات السخيفة والبلهاء ولو كان فعلاً هم لديهم قاعدة شعبية ويعرفون قواعد اللعبة الديمقراطية لانتظروا الانتخابات لتحكم وبالتالي من سيتم اختياره وإذا كان المالكي أو غيره لا يصلح لقيادة العراق فالشعب هو من يقرر والساحة مفتوحة للجميع وليعملوا كل الأحزاب في بناء قواعدهم الجماهيرية بعيداً عن المزايدات السياسية والتسقيط واللجوء إلى أساليب رخيصة ومهينة أصبحت معروفة وواضحة من قبل ابسط مواطن عراقي وعند الانتخابات يعرف كل واحد منهم مقدار حجمه الحقيقي وكما يقول المثل ((عند الامتحان يكرم المرء أو يهان)).والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
https://telegram.me/buratha