المقالات

العقل العراقي أولاً

1045 21:32:00 2014-01-21

حيدر حسين الاسدي

أظهرت دراسات حديثة نشرتها شبكة "غود نت" عن ترتيب دول العالم وفقاً لمعدلات الذكاء، إن الشعب العراقي يتصدر قائمة البلدان العربية الأكثر ذكاءً! تليه الكويت ثم اليمن، فيما تشترك السعودية والإمارات والمغرب في الترتيب نفسه وهو 24 على مستوى العالم.الدراسة استخدمت المقياس العلمي الشهير "الآي كيو"، وهو ما يعرف بمتوسط نسبة الذكاء "IQ"، وبعيداً عن رمزية مقياس " IQ"! فقد كشفت الدراسة عن تصدر العراقي قائمة البلدان العربية، بمتوسط 87 درجة مما جعله يحتل المرتبة 21 عالمياً.إلا إن زحمة الاضطرابات الأمنية والصراعات السياسية، جعلت الخبر يمر في نشرات الأخبار مرور الكرام، لم يلتفت إليه أحد ولم تسلط عليه البرامج الحوارية الضوء، التي لطالما أثقلت مسامعنا بنقاشات عقيمة، وسباب وصراخ واتهامات لا تنتهي، وأعطت الأولويات لكل ما هو سيء وسلبي في حياة العراقيين، متناسية ان عقول شعباً صنع الحضارة وأخرج المبدعين والعظماء، ما زالت تنبض بالعبقرية والإبداع، وهي قادرة ان تحقق المستحيل فيما لو توفرت بيئة مستقرة وآمنة.ما ينقص أبناءنا ويعيق إبداعهم ومهاراتهم عدت عوامل: يأتي في مقدمتها الوضع الماضي والراهن، الذي خلق جيلاً متخوفاً متردداً، يخشى أن يُبدع ليُعتقل، أو يَبتكر ليموت، فكم من عبقري ضاع في غياهب سجون الطاغية؟ لاكتشاف علمي صنفته الأجهزة القمعية خطر يهدد النظام ورأسه، وكم من كاتم في وضح النهار اختطف من بيننا عقول لا تقدر أفكارها بثمن؟لقد استهلكت عقولنا طاحونة الصراعات، وتحولنا لآمة تلبس الجهل وتدعيه، وبداخلها أرقى وأفضل العقول، فيما العالم عرف كيف يستثمر عقولنا العراقية ويحتضنها، لينميها ويرعاها ويبني بها صروح مجده، ويصدرها تحت مسمى ابتكاراته.ضاع ما ضاع منا من فرص وعقول، وتأخرنا بما يكفي لان نعيد حساباتنا، ونلتفت للموجود من حولنا ونرعى ثرواتنا العقلية، ومقدرتنا التطورية، فلا تبنى بلادنا الا بسواعد أبنائها، ولا يحمل همها الا رجالها الذين يشغلون تفكيرهم بكل ما يطورها ويرتقي بها.المسؤولية تضامنية لا يستثنى منها احد، الحكومة عليها رعاية العقول والتنقيب عنها، لتستثمر كواحدة من الثروات الثمينة لا تضاهيها كل كنوز الأرض، ومن واجبها تقديم ما يصقلها وينميها، لتخصص نسب عالية من الميزانيات السنوية بشكل استثمار، يعود للبلد بأضعاف ما انفق عليها، هكذا هي السياسة العلمية الناجحة، التي لا تزال بعيدة عن تفكير المخططين، ممن يملأون خططهم بمشاريع آنية ويتركون الإبعاد الإستراتيجية لتطوير العقول.ومؤسساتنا العلمية والمعرفية مطالبة بالسعي لتشجيع ودعم القابليات الفكرية، واكتشاف المواهب لتكون جزءاً من منظومة التطور العلمية في العراق، أما الإعلام فهو لاعب مهم تقع عليه مسؤولية الترويج والتشجيع، للطاقات الفكرية فيكون عاملاً مساعداً، يدفع الجميع للتنافس والسعي، لتقديم الأفضل وقطف ثمار عملهم، من خلال كلمات الشكر والثناء والفخر، التي يتفاعلون معها بصورة مباشرة.من لا يؤمن بقابلية العقل العراقي ومقدرته، عليه مراجعة صفحات التأريخ القريب، ليجد ان العراق بعبقرية شعبه كان الأول عربياً في البناء والعلوم العلمية والمعرفية، وطلبتنا هم الأبرز في بعثات الجامعات العالمية، في زمنٍ كان الكثير حولنا من البلدان، تعاني الجهل والتخلف والخراب، لذا الإرادة والعزم هي حاجتنا لدفع العقل العراقي ليبدع من جديد.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك