حسن الراشد
الذاهبون الى جنيف 2 فاشلون والمنتصر غائب !هذا لسان حال المراقب المحايد الذي يرى في هذا التجمع شبه الدولي في جنيف ليس الا استعراضا خطابيا لا يقدم شيئا لاحلال السلام في سورية واعادتها الى سابق عهدها تتمتع بالامن والاستقرار لان الذي قرر ان يأتي بالمؤتمرين الى جنيف قد اتخذ قرارا مسبقا في مؤتمر الكبار في بطرس برغ ان لا مكان للمشاغبين والفوضويين والارهابيين وداعميهم في عالم اليوم وان التسويات يصنعها العظماء والكبار وليس الصغار والعملاء والمحرضين على الخراب والدمار والكراهية .
من ذهب الى جنيف 2 وخاصة اؤلئك الذين يحملون معهم نفس ـ بفتح الفاء ـ الانظمة الديناصورية او يمثلونها كالمملكة الوهابية في السعودية وشقيقاتها الصغرى في الخليج لا يحصدون سوى الخيبة والفشل لانهم حكموا منذ الوهلة الاولى يوم ان وضعوا ايديهم بايدي القاطعين للرؤوس والاكلين للاكباد ودعموا جيش الحر ابتدءا ثم النصرة ثم خلقوا الداعش ثم ضربوا بعضهم ببعض ليقولوا انهم يحاربون الارهاب قد حكموا على انفسهم بالهزيمة والخروج عن مسار التاريخ والحضارة الانسانية ولعل اختفاء "امير الجهاد" و"الجهاديين " بندر بن سلطان فجأة بذريعة العلاج في الولايات المتحدة اشارة واضحة على فشل من راهنوا على الارهاب وقطع الرؤوس ودعم التنظيمات المتطرفة حيث ان العالم اليوم اجمع على ان الارهاب مصدره هو المملكة الوهابية ، ليقل مايشاء المتخمون باموال البترولار الوهابي بان اراذلهم في سورية يحاربون الارهاب حيث ان الشمس لا يحجب عن نورها الغربال فلا فرق بين تنظيم جيش الحر الذي افتتح عهده بالخطف والقتل وقطع الرؤوس وبين جبهة النصرة التي تنفذ بشكل مستمر عمليات التفخيخ والذبح وليس اخرها العملية الارهابية الانتحارية في حارة حريك في بيروت الضاحية التي ادانها مجلس الامن الدولي وهي الجبهة التي اعتبرها رئيس ما يسمى الائتلاف السوري بانها جزء من المعارضة وليست ارهابية حسب التصنيف الامريكي وبين داعش التنظيم الارهابي الذي تم تشكيله في الاساس بدعم سعودي خليجي في العراق ومن عناصر مجرمة ومحترفة كانت جزءا من نظام صدام التكريتي واجهزة مخابراته الامنية القمعية ولما سقط صدام وتفكك جيشه ومؤسساته الامنية دفع المال السعودي بتلك العناصر الى اللجوء لتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الوهابية لتكوين هيكل ارهابي جديد حمل في بداية التدخل الخليجي الارهابي في العراق اسماء مختلفة مثل "تنظيم الجهاد في ارض الرافدين" الذي كان يقوده الارهابي الزرقاوي ثم "جيش المجاهدين " و "انصار السنة" و"الجيش الاسلامي" و "كتائب ثورة العشرين " وغيرها من الاسماء حتى استقر على اسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" بقيادة "البغدادي " وهو عراقي من المنطقة الغربية في العراق واسمه " ابراهيم عوض ابراهيم علي البدري " سجنته القوات الامريكية في عام 2005 في العراق ثم صنعت منه قائدا بعد 3 اشهر من سجنه حيث تم اخراجه وبدعم سعودي تمكن من كسب ضباط سابقين بعثيين في الجيش العراقي وعلى رأسهم عبد الرحمن البلاوي واستطاع وعبر الجهات السياسية السنية المشاركة في العملية السياسية من تشكيل اكبر تنظيم ارهابي تابع للقاعدة في العراق وتوسع اكثر بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق ابتداءا من 2010 وتلقى دعما ماليا وعسكريا خليجيا كبيرا وبعلم الامريكان حمل اسم " الدولة الاسلامية في العراق والشام " ليكون عامل ضغط ضد الحكومة العراقية والاكثرية التي جاءت بها الى السلطة وقد لعب الامريكيون دورا مزدوجا في هذا المضمار حيث كانوا من جهة يغضون الطرف عن الدعم السعودي لتنظيم "الدولة الاسلامية " الارهابي ومن جهة اخرى كانوا يعلنون دعمهم للحكومة العراقية في مواجهة الارهاب حتى برزت الازمة السورية وتعاظم دور تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (( داعش)) وتسربت التقارير عن مشروع "سعودي اسرائيلي فرنسي" يتم على اساسه فصل الانبار كاملة عن العراق واقامة اقليم سني يمتد حتى عمق الاراضي السورية مريرا بدير الزور والبوكمال وحتى الاردن الرطبة ، الا ان المشروع ان لم يكن قد فشل فانه جمد بعد ان تفاقم خطر "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وسال لعاب قادتها ومعهم ال سعود في اقامة دولة متطرفة في الجزء العراقي تكون مقدمة للزحف على بغداد وكربلاء والنجف وجنوب العراق على ان يستكمل الزحف مستقبلا نحو الشمال الكردي .اذاً لماذا تم اعلان الحرب على تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" ـ داعش ـ من قبل امريكا والحكومة العراقية ولماذا حرضت السعودية بعض تفرعات القاعدة والاطراف المتطرفة كالجبهة الاسلامية وجيش الحر وجيش المجاهدين وغيرهم على مقاتلة "داعش " ؟ ولماذا وفي الاعوام السابقة لم تقم امريكا وبقوة بدعم الحكومة العراقية لضرب داعش ؟ ولماذا بالذات قبل انعقاد مؤتمر جنيف 2 حيث تصر امريكا على ضرب داعش في العراق فيما السعودية تحاول وباستحياء ضربه ؟
الضحك على الذقون واضح في هذه المسرحية من قبل ال سعود وبمشاركة غير شريفة من قبل الامريكان ، الداعش هو صناعة سعودية بامتياز ومن يقول غير ذلك فهو يساهم في نفخ الروح في هذا التنظيم واخواته مثل النصرة والجبهة الاسلامية ومن الغباء والجنون القول ان داعش من صناعة المخابرات السورية لان داعش الذي يقتل الابرياء وخاصة الشيعة في العراق هو نفسه الذي يقتل ويغتصب الابرياء بمشاركة اخواته مثل النصرة والحر والجبهة الاسلامية في سورية .
هنا يأتي دور المنتصر الغائب الحاضر في جنيف النووي وجنيف 2 اي ايران التي غيبت عن عمد ولكن هي كانت حاضرة حيث هي وحلفاها هم المنتصرون مهما حاول الفاشلون في جنيف 2 من تسويق شعاراتهم في موتمر جنيف رقم 2 ومها حاولت الاطراف التي تدعم الاكلين للاكباد وقطع الرؤوس من رفع سقف تمنياتهم وتفسر جنيف 1 حسب رغبات المهزومين والمراهنين على الارهاب .. ايران وجهت رسالتها عن بعد ان نجاح المؤتمر متوقف على محاربة الارهاب واي قرار اخر يعني فشل المؤتمرون وهذه الحقيقة لا يمكن تغافلها لان الميدان هو الذي يقرر من سيحكم سورية ومن سيحارب الارهاب في العراق وسورية والمنطقة ..المؤتمرون في جنيف ونخص بالذكر المملكة الوهابية وادواتها والممولين للارهاب حضورهم لا يقدم ولا يؤخر شيئا من حقيقة ان العالم اجمع على محاربة الارهاب الوهابي القاعدي وتحقيق الامن والسلام والمساهمة في انعاش الاقتصاد العالمي وفقا للقرارات السرية التي اتخذها عظيم القيصر في مؤتمر بطرس برغ وان ايران التي تغبيت قد قبضت الثمن عشية انعقاد المؤتمر ببدأ رفع العقوبات الاقتصادية عنها وقد صوت الاتحاد الاوروبي بالأمس على رفع العقوبات على التجارة الايرانية في مجال البتروكيماويات والذهب وغيره من المعادن النفيسة وعلى صناعات السيارات والطيران المدني وزارت وفود تجارية اجنبية بشكل متسارع الى طهران ، هذه المعطيات كلها تفيد ان ايران هي الحاضرة في جنيف وال سعود وحلفاءهم هم الغائبون .
https://telegram.me/buratha