مديحة الربيعي
ما أن تبدأ الحملات الأنتخابية؛ حتى تبدأ معها الجولات المكوكية والجهود الحثيثة المتواصلة من قبل الساسة, بدعوى خدمة المواطن؛ وفي الحقيقة هذه الجهود تصب في خدمة الكرسي, وكثر هم اللاهثون ورائه؛ ومن وجهة نظرهم يستحق التضحية والعطاء أكثر من الوطن والمواطن, وهو غاية الطموح بالنسبة لديهم.وبالإضافة إلى الجولات,تبدأ الدعايات سنقدم وسنعطي, ويتم أقرار كل القوانين المعطلة, فتفتح أبواب التعيينات؛ تطلق القروض السكنية, وتوزع الأراضي على البسطاء,ممن عاشوا غرباء في وطنهم طوال هذه السنوات وكأنهم لاجئين؛ ولم يشملهم مسؤولنا العزيز بعين العطف إلا في هذا التوقيت بالذات! والنظر بموضوع زيادة رواتب المتقاعدين, وتوزيع منح الطلبة, والقائمة تطول وتطول.كل هذه العطايا التي تمنح دفعة واحدة ؛ وفي توقيت محدد يبرره الساسة بأنه من الواجب تقديم يد العون للبسطاء والمحرومين من أبناء الشعب العراقي, الذين عانوا الأمرين وحان الوقت أن يحصلوا على حقوقهم, وخصوصاً أبناء المحافظات الجنوبية فإذا كانت ادعاءاتكم صحيحة, فلماذا لازالت محافظات الجنوب تقبع تحت الفقر والعوز في ظل قيادتكم ؟ ولم تتباكون عليها في القنوات وأنتم السبب الأول في هذا الفقر والحرمان؟ فمن يملك القدرة على توزيع الأراضي وإطلاق القروض قادر على أن يمرر القوانين التي تنقذ محافظات الجنوب من براثن الفقر, أذن أياديكم الممدودة بالعون,هي السبب الرئيسي في العوز والحرمان.قانون البترو دولار الذي من المفترض, أن يمرر بصيغته التي تتضمن أن تكون حصة المحافظات المنتجة للنفط خمسة دولارات على البرميل الواحد, فلماذا تم تقليل المبالغ المخصصة لتصبح دولار واحد فقط حصة المحافظة على البرميل الواحد؟ علماً أن أول المحافظات المتضررة من هذا القرار هي محافظة البصرة, بأعتبار أنها المحافظة الأكثر أنتاجاً للنفط, إذ وصل إنتاج البصرة وحدها من النفط مايقارب 85% من مجمل صادرات النفط العراقي لعام 2013.بدل أن يتباكى البعض على حال المحافظات الجنوبية, ويشرع في توزيع بعض القطع التي هي أصلاً أبسط حقوق أبناء هذا البلد, ويطلق منحة أو قرض لغرص الدعاية الأنتخابية ليس الأ, بدعوى مد يد العون, فليبادر لمنح أبناء الجنوب على وجه خاص وأبناء العراق بشكل عام حقوقهم, بدلاً من ذرف دموع زائفة,أشبه ماتكون بدموع التماسيح.
https://telegram.me/buratha