المقالات

البصرة.. بين نعمة النفط ونقمة القرار

405 07:19:00 2014-01-23

كاظم الخطيب

من الواجب على كل حكومة، إذا رغبت في الحفاظ على مقومات القدرة والبقاء..أن تهتم بموضوع الشرعية وسبل تحقيقها، كما يجب عليها الإحاطة بأسباب فقدان هذه الشرعية وإنهيارها، فإن شرعيتها إنما تستمد من تأييد مواطنيها، ولن تتمكن اي حكومة من الحصول على هذا التأييد، ما لم تنجح في توجيه رسالة إطمئنان إلى أبناء شعبها؛ بأنها تنظر بعين واحدة للجميع، وتتعامل بروح وطنية مع كافة مكوناته. ولأن شرعية الحكومة في العراق مستمدة من الدستور، الذي يوجب على المواطنين الطاعة والإمتثال لمقررات السلطة التنفيذية، والمتمثلة برئيس الوزراء ووزراء حكومته، فإن الدستور ذاته، يكفل لكل مواطن الحق في الحصول على حقوقه المدنية، والإجتماعية، والوطنية، وإن ضمان حصوله على هذه الحقوق إنما يقع على عاتق الحكومة. مما يحتم على الحكومة إحترام الصفة الشرعية للمواطن، والمتمثلة بالبرلمان، المخول من قبله في التشريع، وسن القوانين، ومراقبة الأداء الحكومي، ورسم السياسة العامة للبلاد.إلا أننا نجد بأن مجلس الوزراء، يجهل - أحيانا - أو يتجاهل، أن حقوق المواطنين ليست مادة للمساومة، ولا لتمرير الصفقات، وإنه لايملك أدنى حق في حرمانهم من حقوقهم، تحت أي ذريعة أو مسوغ كان.وما نراه اليوم، من حرص الحكومة على عدم حصول البصرة وباقي المحافظات على حقها، في ما تم تشريعه من تعديل لقانون المحافظات في البترو(5) دولار، (إنما هو تحديا واضحاً، وتجاوزاً صريحا على أبناء تلك المحافظات) حسب تعبير السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي.ولا يخفى على الجميع، بأن مشروع البترو(5)دولار إنما هو من متبنيات المجلس الأعلى، الذي عمل جاهداً على إقناع كتلة الأحرار بأن يقدم هذا المقترح بإسم الإئتلاف، وقد تم طرحه وإقراره بالفعل، إلا أن مجلس الوزراء رفض أن يكون بترو(5)دولار، وأصر على تحويله إلى بترو(1)دولار، وقد قام المجلس الأعلى بطرح المشروع بقوة عند تعديل قانون مجالس المحافظات، من خلال السعي لإقناع العديد من الأطراف الكردية، والسنية، والشيعية بالعمل على إقراره..وقد توجت جهوده بالنجاح من خلال إقرار هذا القانون،الذي يوفر للمحافظات المستفيدة منه امكانية النهوض بالواقع الخدمي والعمراني فيها.إلا إن مجلس الوزراء حرص هذه المرة أيضاً، على عدم تنفيذ هذا القانون، وبإصرار على حرمان هذه المحافظات من حقوق أبناءها.. فعند اعداد المجلس لموازنة 2014، جعل معالجة العجز الحاصل في هذه الموازنة، على كاهل محافظة البصرة وباقي المحافظات المستفيدة من المشروع، من خلال صرف دولاراً واحداً بدلاً من (5) دولارات، ليضمن بذلك، حصة إقليم كردستان، وإمتيازات الرئاسات الثلاث، ورضى العشائرفي صلاح الدين والموصل والأنبار، ورواتب البعثيين وضمان حقوقهم، وتوفير (32 ) ألف درجة وظيفية؛ كل ذلك على حساب المحافظات التي هي مصدر تلك الموازنة.إن حكومة تعامل مواطنيها على أساس المصلحة الشخصية وبإسلوب الصفقات السياسية، ومعاقبة المحافظات على أساس نتائج الإنتخابات، وتكبيل أيدي المحافظين، لأنهم لاينتمون إلى كيانها السياسي، والتي تتخذ من وجودها في مركز القرار فرصة لضرب القوى الوطنية، ووسيلة لتسقيط الآخرين، من خلال إستغلال وسائل الإعلام الحكومية..هي حكومة لاتملك من فرص البقاء والإستمرار الشيء الكثير. وما دامت الحكومة لاتعي ولا ترعوي، فإن الخيارات تبقى مفتوحة، أمام مجلس محافظة البصرة وغيرها من المحافظات التي ابتلاها الله بنعمة النفط، ونقمة القرار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك