نور الحربي
اليس غريبا ان يعيش العراقي في ازمات مستمرة مع حكوماته المتعاقبة منذ تاسيس الدولة العراقية في نهاية العشرينيات من القرن الماضي حتى يومنا هذا فلم يجد هذا الشعب من بين كل الحكومات التي مرت عليه بما فيها تلك التي يقال بانها الاقرب اليه والاكثر احساسا بهمومه ومشاكله غير الانكار وعدم الوفاء وهذا ليس بكاءا على الاطلال بقدر ماهو وصف للحقيقة التي يخشى قولها فريق الحكومات او جمهورها الاقرب وفي دائرتها الاضيق والمدافعين عن امجادها , وهولاء بدل ان يبحثوا في مكامن الخلل التي يعجز المتابع عن حصرها لانها كثيرة وكثيرة جدا لانها ببساطة بقدر هموم العراقيين واوجاعهم وبكائياتهم التي لاتنتهي فنراهم يبحثون عبثا عن ثغرات وعثرات يفبرك بعضها للايقاع بالاخرين او النكاية بهم وتسقيطهم وهنا لابد من كشف الستار عن ما يروج له حزب الدعوة ومنظريه الاشاوس عبر مواقع مدفوعة الثمن وصفحات (فيسبوكية خاوية) الا من الاكاذيب والتهريج الرخيص الذي لاينطلي على من يستهزؤن بهم ويصادرون حقوقهم ويدوسون على كرامتهم من ابناء شعبنا ولعلهم يضحكون في سريرتهم ويتباهون بانهم حققوا اهدافهم لانهم باتوا مصدر ازعاج للخصوم ومنهم تيار شهيد المحراب الذي يتعرض بكل رموزه الى حملة تشويه تحمل ما تحمل من المغالطات متباهين بانهم يحققون بهذا نصرا لنهج التسقيط (المشروع) في اطار التنافس الانتخابي القادم الذي نشط منذ فترة لانهم يرون ان كل شيء مشروع لكسب المعركة ومنها التوظيف الذكي للموارد والقدرات لان من بين اهم اسباب الانتصار وتحقيق الغلبة اقلاق الاخر واشغاله بالدفاع عن نفسه وتبرير مواقفه وان كانت حقة وكل ذلك انتصار لايمكن اغفاله او التفريط به لذلك ينبغي الاستمرار به بشكل اقوى واعنف لاسترداد ما ضاع من شعبية في انتخابات مجالس المحافظات متناسين ان انكشاف نهجهم في شن حرب نفسية لاهوادة فيها على انصار ومحبي تيار شهيد المحراب هو اول الغيث لان انكشاف حقيقة المروجين تجعلهم في موقع مقارنة مع من يستهدفونهم وهنا يمكننا القول انها حرب خاسرة لان حزب الدعوة ممثلا برئيس الحكومة وتشكيلاته الوزارية المتعاقبة التي اخرجها تعد مثالا صارخا لسوء الادارة والفساد وتفشي المحسوبية وتكريس الحزبية الضيقة في كل المجالات كما انها تكشف عن تسافل من يسعون للتأبيد وعودة الزعيم الاوحد بوجه وغطاء شعبي ولئلا يكون الضرب تحت الحزام على ادق التعابير فان معركة بهذا الحجم كان من الاولى توجيهها للنيل من القتلة والارهابيين الذين غزوا الانبار ومحافظات البلاد الغربية (المثلث السني) بدل تهديم الجبهة الداخلية الشيعية لمن يدعون حرصهم على وحدة الشيعة وهم يهاجمونها من الداخل بكل اشكال التسقيط والتشويه ولمن يهمهم ان يكون للشيعة موقع في العراق ليس بسبب النظام الانتخابي الذي يضمن لهم ذلك مع استمرار حالة التشرذم بل بوحدة كلمتهم فعليهم ان يفرزوا وجوها جديدة تختلف عن التي نراها حاليا وهي تعلن في كل مرة عبر ادائها على الارض نظرتها الضيقة وعدم اهليتها لقيادة البلاد كما اثبتت هذه المرحلة مدى الاستخفاف بالمحافظات الوسطى والجنوبية بوصفها الجمهور الاوسع للحكومة والاكثر مظلومية والاكثر انتاجا للثروة النفطية التي يتمتع بها غيرهم من اصحاب النفوذ والسلطة تحرم في نهاية المطاف من فتات الميزانية ومصادر ثروتها بحرمانها من مبالغ زهيدة باعتبارها منتجة للثروة الرئيسية (النفط) وبمقارنة بسيطة وبحساب دقيق لتخصيصاتها نجد ان المواطن الكردستاني يخصص له ستة او سبعة اضعاف مما يخصص للمواطن البصري ولعل الامثلة التي تكثر والفضائح المالية وتبديد الثروات تكشف عن جوانب اخرى اكثر خزيا وقد لايتمكن المواطن العراقي البسيط من التوصل اليها من قبيل السمسرة وعمليات غسيل الاموال التي تجري على قدم وساق لهذا الطرف او لهذه الشخصية ختاما لابد من القول ان دونية الحكومة ونظرتها الضيقة للمدافعين الحقيقيين عن امن واستقرار البلاد والعملية السياسية وعن هذه الحكومة دون غيرها يدعونا للقول كفاكم سعيا وجريا وراء امجاد بائسة لا ولن تحقق ما تريدون ومن يتحدث بلغة (بس هذا وبس) عليه ان يعيد النظر لان استمرار الوضع بهذه الطريقة المريبة سينتهي بنا الى دولة ( اللادولة ) متكئا على انجازات وهمية ممنيا النفس بفرصة جديدة لعله يعمل صالحا بينما يزداد غرورا وغطرسة ويبتعد عن جادة الصواب مقتنعا ان الصراع مستمر وان السياسة ليست عملية تحقيق اصلاح وبناء بل استمرار في المعارك وتصفية الخصوم وهذا هو الخطأ الذي يجب ان لانقع فيه جميعا ولانوافق من ينتهجونه عليه وان كان بعضهم يردد بصوت عال ما ردده الاخرين من قبله من الحكام بأنه سيقبض عليها بقبضة من حديد (وما ينطيهه ) ...
https://telegram.me/buratha