جاسم السعيدي
تناقلت وسائل الاعلام العالمية خبر تحرير الرهينة الكوري الجنوبي بعد مرور ثلاثة أيام على اختطافة من قبل مسلحين مجهولين في طرابلس ،، وبقدر ما يثير هذا الأمر من مشاعر الفرح والسرور لتخليص هذه الضحية من مخالب الإرهاب والقتل الأعمى فإنه يبعث على الحزن العميق في قلوبنا نحن العراقيين ،، فعملية تحرير الرهينة الكوري الجنوبي تشير إلى ان الجهات الليبية الرسمية ليست عاجزة او مشلولة وان لها حضورا في بلدها بل وحضور قوي وفاعل وليس كما تزعم هي عندما يتعلق الأمر بالرهينة العراقي المختطف في مدينة درنة منذ حوالي الشهرين حيث تكتفي فقط بوعود نحن نعرف انها رغم ضعفها فإنها لن تترجم على أرض الواقع ولو بحرف واحد لأن الرهينة وبكل بساطة عراقي ،، كما ان هذا الأمر يفرض على وزارة الخارجية العراقية والسفارة العراقية في طرابلس القيام باكثر مما هو مطلوب منها من أجل تحرير الأستاذ العراقي ،، إن لدى الجانب العراق من وسائل الضغط على الحكومة الليبية ما يمكنه من تحريك هذه القضية وتوصيلها للنهاية السعيدة التي يتاملها كل عراقي وكل مناصر للحقوق الأساسية للإنسان ،، وما ملف الإرهابيين الليبيين الموجودين في سجون العراق إلا ورقة من بين أوراق عديدة ،، إن ليبيا اليوم هي غير ليبيا الأمس ،، فهي تبحث عن اعتراف وشرعية وسط مشاعر غير ودية تجاهها من مختلف دول العالم ،، وعليها أن تثبت أنها دولة مدنية وغير خاضعة للإرهاب وهذا ما على حكومتنا أن تستفيد منه أيضا في هذا الموضوع ،،ولا أريد أن أطيل ،، وأعتذر بالطبع للقراء الكرام مسبقا لأني أعرف أنهم سيضحكون في داخلهم على كلامي السابق وإنني أطلب الكثير ،، لأن المطلوب في حقيقة الأمر أن تثبت الحكومة العراقية ووزارة الخارجية تحديدا انها مهتمة بمواطنيها وامنهم وسلامتهم قبل الدول الأخرى ،، وهم اللذين يتعرضون في مختلف دول ومطارات العالم لشتى أنواع التمييز والمعاملة المهينة التي لا تليق إلا برعايا دولة نفطية عريقة وغنية وأساسية مثل العراق.
https://telegram.me/buratha