صباح الرسام
الصحافة التي تعتبر واحدة من اربع سلطات في الدولة الديمقراطية فهي تاتي بالترتيب بعد السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وتكون مرتبتها الرابعة فاطلق عليها ( السلطة ) الرابعة ، وفي نظر الكثيرين هي السلطة الاهم لتحملها المسؤولة الملقاة على عاتقها مما يحتم عليها مراقبة السلطات الثلاث وتكون المقياس للنجاح والاخفاق لانها مقومة ومقيمة لاداء السلطات الثلاث البرلمان والقضاء والحكومة ويعتمد نجاح البلد او فشله على الصحافة كونها المقياس الذي يؤشر على نسبة النجاح او الفشل والمدافعة عن الحريات فاذا فشلت الصحافة في مصداقيتها أو تكاسلت في اداء عملها فشلت الشفافية والحرية وعظمت الفوضى وضاعت حقوق المواطن بسبب فشل وتكاسل المراقب الذي يفضح السلطات الثلاث مام الرأي العام أو يسدد عملها ويبنقل نجاحاتها . لذا نجد الدول المتقدمة التي تعتمد الحريات محافظة على نجاحاتها ونزاهتها بسبب وجود حرية صحافية او وجود السلطة الرابعة التي تكون السيف المسلط على اداء السلطات الثلات ومؤسسات الدولة مما يجعلها تحسب الف حساب قبل ان تخطي خطوة واحدة وتحافظ على حقوق وكرامة المواطن بسبب وجود الصحافة التي تدافع عنه وترفع مظلوميته .ان المؤسسة الصحفية لها مكانتها وهيبتها في البلدان الديمقراطية على العكس من الصحافة في العراق الذي تحول من النظام الشمولي الى نظام ديمقراطي فهي تعاني من عدم اتاحة الفرص وتسهل مهمتها حتى من بعض المواطنين الذين لا يفقهون اهمية الصحافة التي واجبها بالدفاع عن حرية وكرامة المواطن ونقل صوته الى المسؤول لرفع المعاناة عنه كما تنقل نجاحات المسؤول واخفاقاته فهي تقوم بمجهود كبير خصوصا في العراق الجديد الذي يشهد صراعات سياسية تؤثر على الوضع الامني والحريات ، وهذا الجهد كلفها الكثير في فقد اعطت الكثير من المنتسبين لهذه المؤسسة مما جعل الصحفيين في موقع لايحسدون لانهم اصبحوا هدف للارهاب والعصابات المنظمة وتعرضوا لانتهاكات لكرامتهم .فقد تناقلت الاخبار والتقارير ان العام الماضي 2013 شهد استشهاد اكثر من 20 صحفي وهي النسبة الاعلى منذ العام 2008 مما يدل على استمرار الخطر على المتصدي للعمل الصحفي خصوصا من يعمل بمهنية واخلاص لنقل الصورة الحقيقية لانه يعجل بنفسه الى الموت ، وهذا عاد للاذهان عندما اعتبر العراق من اخطر الدول على حرية الصحافة خصوصا في اعوام الاحتقانات الطائفية التي شهدت اغتيالات كثيرة لمنتسبي المؤسسة الصحفية والذين سقطوا بنيران القوات الامريكية اثناء تغطية الاحداث ابان الاحتلال . كما ان نقل الخبر مازال من المحظورات وما الهجمات التي تعرضت لها عدة صحف في الكرادة من قبل جماعات تحمل القامات واعتدوا على الاسر الصحفية بالضرب وكسروا محتويات مكاتبها فهذه الهجمات خير شاهد على خطورة العمل الصحفي .كما تعرضت الصحافة الى انتهاكات للكرامة بسبب الاعتداءات بالضرب والسب والشتم الذي تعرض له بعض الصحافيين من قبل بعض المنتسبين للقوات الامنية وحمايات المسؤولين وصلت 286 اخرها الاعتداء على الصحفي عبد الزهرة زكي من قبل عناصر الشرطة وهذه كارثة اذا كان الاعتداء من قبل مؤسسات الدولة المسؤولة عن حماية امن وحرية المواطن تعتدي على صحفي معروف وتنتهك كرامته فما الذي نتوقعه من الاخرين الذين لا يؤمنون بحرية الكلمة والرأي الآخر ، كما تعرض الكثير للمسائلة القانونية ورفعت ضدهم دعاوى قضائية بسبب نشر خبر او اشارة على خلل هنا او هناك ، ونود الاشارة للموقف الذي اتخذته وزارة الداخلية بارسال وفدا برئاسة مدير العلاقات والاعلام لتقديم الاعتذار للصحفي عبد الزهرة زكي وهذا الاعتذار جاء نتيجة شجب واستنكار من قبل نقابة الصحفيين ومؤسسات الصحافة والاعلام التي وقفت بشجاعة ضد هذا الاعتداء .الصحافة اصبحت بين المطرقة والسندان فهي من جهة هدف للارهاب والعصابات المنظمة ومن جهة اخرى تنتهك كرامتها من قبل بعض عناصر الجيش والشرطة وحمايات بعض المسؤولين ، فمن سيحمي الصحفي ومن الذي يدافع عنه وكيف سيؤدي عمله بمهنية عالية . وجدير بالذكر فقد كان للصحافة والاعلام موقف توحدي ضد تنظيم داعش الارهابي وهذا يحسب للصحافة العراقية ورأينا الصحف لعبت دورا كبيرا في تعرية هذا التنظيم الارهابي حتى الصحف التي عادت التغيير السياسي الديمقراطي اصطفت مع القوات الامنية بتبرأها من داعش الارهابية وشهدنا وقفات الصحافيين التضامنية الداعمة للجيش والشرطة وحملاتهم بالتبرع بالدم مما انعكس على رفع معنويات القوات الامنية واهبط معنويات الارهابيين وكان النصر اسرع مما كنا نتوقع
https://telegram.me/buratha