المقالات

مَتىَ تَتكرّدَنُ ألبَصرَة؟

592 15:01:00 2014-01-24

ظافر الحاج صالح

سَتندَمُ إن رَحلت بِغيرِ زَادٍ .. وَتشقَى إذْ يُنَادِيكَ ألمُناديفَما لَكَ؟لَيسَ يَعملُ فِيكَ .. وَعِظٌ وَلازَجِرٌ كَأنكَ مِن جَمادٍفَتُبْ عَما جَنيِتَ وَأنتَ حَيٌّ .. وَكُنْ مُتَيقِظَاً قَبلَ ألرُقادِأتَرّضَى أنْ تَكُون رَفيِقَ قَومٍ.. لَهُم زَادٌ وَأنتَ بِغيرِ زادِ؟! "من التراث الشعري"

ألكلُ يعرفُ بأن ألقبور هي روضةٌ من رياضِ ألجنةِ، أو حفرةٌ من حفرِ جهنم، وما يحددُ نعيمَ جنتها وجحيمَ جهنمِها؛ هو زادُ ألمرء وكُل مَا يَعملهُ فِي دنياه، إيماناً كان أو كفراً، كثرةً أو قلةً، صلاحاً أو فساداً، وهذا ما رسخهُ ألإمامُ علي (عليهِ السَلام) فِي أنفسِنا بِقولهِ "آهٍ مِن قِلةِ ألزاد وَكآبةُ ألمنظر وَسوءُ ألمُنقَلب".

هَل فكرتَ يَوماً، ما ألذي سَتقابل بِه وجهُ ألجليل مِن زادٍ لأخرتك؟ أسَتعترفُ بِأنك أخذت منزلة لَم تَكُن تَستحِقها؟ هَل سَتقُر بِأنك مِمن عَاثوا فِي ألأرضِ فَساداً؟ أ وَتعلمُ كَم مِن ألدماءِ ألزاكيات أُريِقت عَلى يَديِك؟ وَكم مَظلوُمآ غُبِنَ حَقهُ بِولايَتك؟

لِنتذكر مَعآ؛ إنجازاتُك عَلى مَدى ألسنيِن ألمُنصرِمة، وَما وَصلَ إليهِ إقلِيم كُوردستَان وَما آلتْ إليهِ ألبَصرة، فألإقليم أصبح يُمثل دولةً مُجاورة، تَحضى بِإستقلالِيتهِا ألتامَة، مِن ألناحية ألإدارية حُكومتهُا مُستقلة بإقليم، وَمِن نَاحية ألمَوارِد؛ فَهي تَستثمرها فِي كُلِ مَا يُساعد عَلى إزدهارهِا، ولا عِلاقة لَها بِألمركز فِي غَيرِ مَا نَص عَليهِ ألدُستور، ولَعل أغلبُ مَن زارَ كُوردستان إطَلع عَلى إزدهارها ألعمراني.

أما البصرة؛ فَهي مدينةُ ألنَهر ألأسود، أكبرُ ألمُحافظات ألمٌنتِجة لِلنفط، تُزودُ أقرانها مِن ألمحافظات بِكل مَا يَسدُ إحتِياجَاتِها، لَكن لَا يَخفى عَلى ألمُتتبِع بِأن سُكانَها يَنعمون بِألفقرِ، وَألبَطالة، وألفَوضى، وَغِيابُ ألخَدمات، وَمِن أجلِ حَلِ هَكذا مُعوِقات، إرتَأت إحدَى ألكُتل ألنِيابيِة، مِمن لَا تَحضى بِمناصِب تَنفيذِية، مَعروُفة بِمبادراتِها ومُقترحاتِها ألتنموية، بإقتراحِ مَشروع (بترو5 دولار) ألذي يَكفل حُقوقَ ألمواطنِين، وقَد يُساهِم فِي تَعويضهِم عَن ألأضرارِ ألجسيمة ألناتِجة مِن عَمليات ألتنقيِب وَألتكريِر، وَيحلُ ألمعوقات ألتِي تَحُولُ دُونَ ألنُهوض بِواقعِ ألمُحافظَة.

ألمشروع؛ لَاقى إستحسَان ألبعض مِن ألكُتل ألشيِعية، وَكافةُ ألأطراف ألسُنية، وَألكُورديِة، ودعمٌ مِن ألمحافظات؛ ألذي سَاعد بِدورهِ عَلى إقناعِ أعضاءِ مَجلس ألنُواب، لِكي يَتم إقرارهُ وألعَمل بِهِ، لكن؛ دِكتاتورِية ألحزبُ ألحَاكِم، حَالت دُونَ تَنفيِذهِ، كَسابقهِ مِن ألمُقترحات وَألمَشاريِع، دُون تِبيَان سَبب ذَلك، مَا يُثيرُ تَساؤلاتٌ عَديدَة لَدى ألبَعض، أسَتُعطَى ألأموال مِن مِيزَانِية ألوالي أم مِيزانيةُ ألعِراق؟ وَهل سَتتحملُ ألحُكومَة ألمَركزِية؛ مَسؤوليةُ إحراج مَجلس ألنواب بِعدمِ إيصالِ ألمُوازنة إليهِ؟ فَإنَ ذَلك سَينتُج عَنهُ تَأخيرٌ أو إيقافُ عَمل جَميع ألمُؤسسَات، وَتأخيرُ رَواتِب ألمُوظفِين، وَبِألتَالِي تُشَنْ حَملةُ تَسقِيط ضِد مَجلس ألنواب! أم سَتتحملُ مَسؤولية إقرار مَجلس ألنُواب لِلمشَروع، وَلكِن بِترُودُولار؟ ألذِي سَيُبيَن حِينَها؛ ألدَور ألبَشع لِلحكوُمة فِي حَملاتِها ألتسقِيطيِة ألمُستمِرة!

ألجَنوبُ مَحرومٌ مَن حُقوقهِ مُنذ ألنِظام ألبَائِد، لا تُعيِد ألكَرة، فَتحيِي بِفعلَتِك ألأرواحُ ألشَيطانِية (ألبَعثِيَة).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاردو
2014-01-25
الكونفيدرالية انجح الحلول للحال العراقي الان ، اي اتحاد اختياري لثلاث اقاليم مستقلة الى ان يتعود الناس على اقاليمهم ويبنون مستقبلهم بانفسهم ، وحينها اي اقليم له كامل الحرية بالبقاء او الاستقلال التام ، لنسمي اقليم البصرة : العراق الجديد واقليم الانبار : العراق الاصلي اي العراق فقط، واقليم كردستان يتحد في المستقبل باخوانه في ايران وتركيا وسوريا .فالدول الناجحة تبنى على اساس قومي ، وانا اعتبر الاخوة الشيعة قوم يختلف عن قوم بني امية في كل شيء ، والى متى نخدع انفسنا بالعراق الواحد الذي جلب لنا الخرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك