مرات ومرات، أسائِلُ نفسي، أو هي تسألني: كيف سأتخلص من الألم إن لم أكن كاتبا؟!..
مثل هذا السؤال وغيره أسئلة تزخ علي، كلما زخت علينا المشكلات!
في بلدي إستبدلت السماء الأمطار بالأخبار، فباتت تزخها زخا، مع أن الفعل (زخ) قلما يستعمل مع غير المطر، لكنه بات مناسبا لأن يكون مرافقا للمشكلات والفجائع، فهي تزخ علينا كما تزخ السماء المطر.
الأخبار المفرحة قليلة جدا، ولأن الأخبار معظمها سيء، تلبد القلوب بالهموم، (تلبد) ايضا فعل قلما يستخدم مع غير الغيم الذي منه يأتي المطر والأخبار!
ومن بين الأخبار الأكثر غيما، تلك التي تتحدث عن الذين يموتون من أجل السياسة وبسببها، فيما الساسة يعيشون أياما أضافية بلا خوف من الموت، لأنه حاد عنهم، أو هكذا هو الحال! أو لأن أحدا غيرهم يموت بدلا عنهم!..
الساسة يتحدثون في العلن عن الوطن والآس وعن الخبز والناس، وعن سمن على عسل، في السر يرفعون النون من السمن، فيزقوننا ما تبقى مما رفعوا نونه: "السم"!
جميعهم بلا أستثناء تقريبا، يتحدثون عن أن الحوار هو مرتكز العلاقة بين القوى السياسية، ولكنهم جميعا حولوا الحوار الى صراع!..
ولأن الأمر كذلك، عدت لأسئلة نفسي، فسألتها: متى تميل الكفّة نحو الحوار، ومتى تنزلق نحو الصراع؟!. وهل أن حوار القوى السياسية أو صراعها، يقتصر فقط على الأبعاد القيمية والثقافية والدينية؟ أم أن بين ثناياه يكمن السبب الذي لا يتحاور حوله أحد؟! فكان جوابي لنفسي، وجوابها لي واحد: لقد تقطعت الحبال، والقادم ليس ركام غيوم حبلى بأمطار المشكلات، بل سيأتي الطوفان!..
سيأتي الطوفان ولا نوح بيننا، لأن سفينته رست منذ أمد بعيد على الجودي في آرارات!.
عدت ونفسي الى لعبة الأسئلة، سألتها وسألتني، لم لا نلحق السفينة الراسية هناك، قلت لها وقالت لي، آرارات في روسيا، ونحن في الزمن الروسي، بعد أن أفل زمن الأمريكان!
قالت لي وقلت لها سائلين بعضنا البعض: ربما سبقنا غيرنا الى هناك؟! جاء الجواب مزدوجا، إن في السفينة متسع لنا، لكن الوقت يوشك أن ينفذ، وعلينا أن نسرع كي نلحق بها قبل أن تقلع!
كلام قبل السلام: ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا و باطنا منافقا!
سلام....
https://telegram.me/buratha