مديحة الربيعي
كثيرة هي الإمراض التي يصاب بها الإنسان منها عارضة ومنها مزمنة ومنها عضوية ومنها نفسية, ولكل منها أعراض خاصة تميزه عن غيره لكي يشخصه الطبيب ويصف العلاج المناسب للمريض حتى يشفى إلا إن هنالك أمراض ليس لها أعراض وقد يستغرب البعض من يقرأ المقال من هذه العبارة, نعم هنالك أمراض لاتلاحظ إعراضها من خلال تصرفات الفرد المصاب,واحد هذه الأمراض مرض الفساد الإداري المستشري في مفاصل الدولة,فلا تظهر أعراض هذا المرض على المسؤول الذي يبدأ بالسرقة تدريجياً,ولن تظهر أعراض على معظم المسؤولين في العراق سوى أزدياد أرصدتهم في بنوك سويسرا,وازدياد شغفهم بالسرقة تدريجياً حتى تصبح داءاَ مزمناَ ليس له علاج,وتصبح حرفة يبرع بأدائها من يقوم بهذا النوع من السلوك,فتتحول إلى نوعٍ,من الهواية يستخدمها من يصاب بهذا الداء حتى في تعاملاته اليومية مع الناس,فيحترف اللصوصية,ويصبح مهووساً بها,وكذلك هوس السلطة,من الأمراض التي ليس لها أعراض سوى عارض واحد هو التمسك بالكرسي,الذي يؤدي في النهاية إلى الدكتاتورية,والغريب في هذه الأمراض أنها ليس لها علاج أيضاً,بالإضافة إلى أنها تصيب الصفوة أو النخبة من المتغطرسين,ومايميزها أيضاً أنها تقضي على أصحابها في نهاية المطاف, فتتهاوى العروش الدكتاتورية,وتنتهي أحلام الطامحين بلا حدود على حساب البسطاء,وتتبدد ثروات جمعت من أموال السحت وحقوق المحرومين, وتلك سنة الخالق في خلقه فلا يبقى طاغية إلا هلك, ولا متجاوز على حقوق الآخرين إلا وقد سلبت نعمته,وهذا هو حال معظم الطغاة في العراق خصوصاً يجلسون على العروش ويتخمون الكروش ثم تدور عليهم الدوائر وسرعان مايجدون رقابهم تحت المقصلةأن أمراض التي تصيب البشر هي نوع من الأبتلاء أو تخفيف للذنوب,أو نوع من العبرة ليشعر البشر بحالة الضعف ويعرف قيمة النعم التي لديه,فيثوب إلى رشده قبل أن تحين نهايته,أما أمراض المتغطرسين فهي بداية النهاية,وهي التي تأخذهم إلى طريق الهلاك,آذ أنها تغرس في نفوسهم,حب الدنيا وتزين لهم الشهوات وتلك بداية طريق الباطل الذي يودي بأصحابه في نهاية المطاف.
https://telegram.me/buratha