الحاج هادي العكيلي
في عودة الى مكرمات القائد انطلقت في محافظة ذي قار مكرمة توزيع الاراضي السكنية على الفقراء والمحتاجين من أبناء المحافظة بأشراف السيد رئيس الوزراء نوري المالكي الذي حضر بشخصه لتوزيع هذه المكرمة وكان يمكن أن يقوم بالمهمة بدلاً عنه المحافظ أو مدير البلدية أو رئيس مجلس المحافظة ولكنه أبى على نفسه إلا أن يقوم بنفسه لكي يظهر لأبناء الشعب مدى اهتمامه بشريحة الفقراء والمحتاجين الذي غاب عنهم على مدى ثمان سنوات التي حكمها . ومع قرب الانتخابات صرفن ذراعيه ليكون هو بنفسه يسلم سندات التمليك ويتحمل أعباء السفر والمخاطر الأمنية ويترك العاصمة بغداد ومدينة الانبار والفلوجة التي تنزف دماً نتيجة لتردي الوضع الامني فيها .لقد شاع مفهوم الابادة الجماعية بين اوساط المجتمع العراقي منذ تجفيف الاهوار في جنوب العراق واستخدام الكيماوي في حلبجة شمال العراق إلى الحصار الاقتصادي والغذائي والصحي ليشمل ابناء الشعب العراقي عموماً والى المقابر الجماعية التي اصبحت عنواناً للنظام الصدامي وشكلت احدى الجرائم العالمية التي يحاسب عليها القانون الدولي ، ولكن الشعب العراقي طبق عليه القانون العراقي وبمحاكمة عدالة نال جزاءه العادل .وما قطع الاراضي التي وزعت على الفقراء والمحتاجين لتكون الا مقابر لهم لانهم يعانون من العوز ، فكيف باستطاعتهم أن يبنوا تلك المقابر التي أعطيت لهم وهم فقراء ومحتاجين . الحالة نفسها عندما نشتري لنا مقبرة في أرض النجف الآشرف لتكون لنا مقبرة وتصبح مثوانا الاخير . فأن الفقراء والمحتاجين قد منحوا مقبرة لتكون مثواهم الاخير لهم ولعيالهم . فكان الاجدر بالحكومة أن تبني لهم دار سكن أو شقق سكنية مؤثثة ليسكن بها لكونه عراقي وميزانية الاتحادية لبلده 150 مليار دولار وليس إعطاءه أو منحه مقبرة ليس فيها خدمات ولاتوجد عنده أمكانية لبنائها ، فتصبح له ولعياله مقبرة في المستقبل لا يحتاج أن يذهب إلى أرض النجف الاشرف ليدفن هناك .لقد أصاب توزيع تلك القطع السكنية كثير من الفساد ، حيث وزعت على أساس القرابة والحزبية ، فقد قام أحد المسئولين في الحكومة المحلية للمحافظة بتوزيع العشرات من قطع الاراضي على أقاربه وحاشيته والعاملين في مكتبه ، وقد تناولت مواقع التواصل الاجتماعي هذا الخبر وفضحت الفساد ، بينما الفقراء والمحتاجين الحقيقيين قد أبعدوا لأنهم ليس من ذلك الحزب وأنهم ليسوا من أقارب المسئول الذي أشرف على توزيعها .أن المبادرة الوطنية للسكن والتي كانت باكورة انطلقها في محافظة ذي قار قد وزعت 1210 قطعة أرض وأعلنت أسمائهم عبر مواقع الشبكات الاخبارية ، ولكن للأسف الشديد أن القناة العراقية ( المجيرة ) أعلنت بأنه تم توزيع 3 ألاف قطعة أرض على الفقراء والمحتاجين وبهذا الفعل أرادت القناة العراقية أن تكون السباقة في الدعاية الانتخابية وترويج للمبادرة . أن المبادرة الوطنية للسكن جاءت للدعاية الانتخابية ليس ألا ، فكانت الدعاية لها وتنفيذها ، ولكن ما أكثر المبادرات التي انطلقت من بعض الكتل السياسية لحل كثير من ألازمات التي يمر بها البلد فلم يكون الاهتمام بها وتنفيذها وتم رفضها ، والمعيب أنهم يعملون ببنودها ، أليس النظر بعين الاعتبار إلى تلك المبادرات المخلصة التي تريد أن تحافظ على دماء العراقيين ، أم النظر إلى المبادرات التي يصيبها كثير من الفساد .يمر البلد بأزمة سكن خانقة نتيجة السياسات الخاطئة التي قادت البلد . وكان الاجدر بالحكومة أن تنهض بهذا القطاع لتوفير السكن وخاصة للفقراء والمحتاجين ببناء دور سكن أو شقق سكنية تمنح لهم هبة ، أم أن تعطى لهذه الشريحة قطع سكنية فأنهم غير قادرين على بناءها وبذلك تصبح مستقبلاً ليس داراً سكنياً بل مقبرة سكنية .
https://telegram.me/buratha