بقلم \ عبدالناصر جبار الناصري
للأسف باتت الأوراق تخلط بصورة عجيبة غريبة داخل العراق فأصبحنا كعراقيين لانميز بين الغث والسمين ولابين الفاسد والنزيه ولابين الخير والشر بسبب الضبابية والتضليل المتبع كإسلوب لإدارة البلاد بعد 2003لا أحد ينكر فساد أغلب قادة " العملية السياسية " و مكرهم وتزييفهم للحقائق والأدلة وسرعتهم الفائقة في إخفاء المعلومات التي تعتبر من ثروات البلد التي لايمكن تجاهلها وكتمانها يعتبر سرقة واضحة للعيانكل الإجتماعات التي يعقدها قادة البلدان " الذين يحترمون أنفسهم فقط " تصنف الى صنفين صنف يتعلق بأمور البلد فتنشر نتائج هذا الصنف بأدق التفاصيل والصنف الآخر يتعلق بإمور شخصية ليس لها أية علاقة بأساليب النشر والعلنية والسرية بل إن من حق الوفد الذاهب لإداء مهمة ما أن يتجول ويتصرف بمايرغب بشرط عدم الإساءة لمعتقدات وقوانين البلد الذاهب إليهاليوم نشرت بعض المواقع الألكترونية وثيقة أطلقت عليها " فضيحة النجيفي " وعند قراءتي لهذه الفضيحة وجدتها عبارة عن ورقة مكتوبة بخط أسامة النجيفي يشكر فيها إدارة الفندق على حسن الضيافة !أتساءل هل تعتبر هذه الورقة بمثابة الفضيحة ؟ في أي زمان أصبح الشكر فضيحة ؟ هل تريدون من النجيفي أن يخرج من الفندق ويسب ويشتم إدارة الفندق وعماله ؟ هل إن معاناتنا كعراقيين تنتهي تماما عندما لايشكر النجيفي عمال الفندق ؟ أم إن عيوننا قد أصابها العمى ؟ هل تطالبون إدارة الفنادق أن تضع على أبواب فنادقها ممنوع الشكر ؟ أو أن يضعوا لوحة تعرف نزلاء الفندق بأن الشكر يعني الفضيحة ؟ليس حباً بالنجيفي لكني أعتقد بأن من أخرج هذه الورقة وأسماها بالفضيحة فهو بحاجة الى طبيب نفسي كذلك يحتاج الى جرعة أخلاق قد تساعده على التمييز بين ماهو أخلاق وماهو عهركل قادة العملية السياسية زاروا أمريكا وشكروا وبوسوا وركعوا الى أسيادهم هناك وكذلك سافروا في ظروف مشابهة الى الظروف الحالية وإبتسموا وتسامروا لماذا لاتخرجوا صور أولئك وتقولون عنها فضائح ؟عيب علينا كعراقيين أن نتدوال مثل هكذا سخافات ! هذه السخافات سوف تجعل منا أداة بيد هؤلاء القادةماكان للنجيفي ولامن لف لفيفه أن يجثم على صدورنا كل هذه السنوات لو كنا نعمل بشكل جاد وحقيقي من أجل رفض هذه الطخمة التي تسلقت علينا ومررت إراداتها بهذ الشكل , إننا اليوم نترك لب القضية ونتمسك بقشور لاتضر بل تشكل خيبة أمل تضاف الى خيبات شعبنا المظلوم .
https://telegram.me/buratha