المقالات

ناقة صالح(ع) والخمسة دولارات

438 13:23:00 2014-01-27

سعد الفكيكي

العراق معروف بثرواته الطبيعية ومنها النفط(مصدر الطاقة الرئيسي في العالم وكما يطلق عليه(الذهب الأسود))، وتأريخ أنتاج النفط في العراق يعود ألى عام( 1929)م عندما قامت مجموعة من الشركات البريطانية والفرنسية والأمريكية بدمج أنشطتها في شركة النفط العراقية، وكان أول أنتاج من حقول(بابا كركر) الواقعة ضمن حدود مدينة كركوك شمال البلاد، وفي عام(1934)م بدأ تصدير النفط العراقي الى الأسواق العالمية. بتعاقب السنين بعد ذلك تم أكتشاف النفط في عدد من المحافظات، وأيضاً تم أكتشاف أن العراق يمتلك أحتياطي كبير من النفط(بل هو عائم على بحر من النفط)، وأبرز الأبار المنتجة في الوقت الحالي تقع في محافظاتي البصرة وكركوك، يضاف أليها أقليم كردستان العراق، وهناك مناطق كثيرة مستثمرة من قبل شركات عالمية ولكنها لم تدخل مرحلة الأنتاج والتصدير ومناطق أخرى غير مستثمرة.من البصرة ينتج حالياً(64500000) برميل شهرياً من أصل (72600000) برميل حجم صادرات العراق الأجمالية لشهر كانون الثاني لسنة(2014)، حسب أخر تقرير منشور لشركة تسويق النفط(سومو)، وهذا يعني أن ما يقارب(90%) من النفط المنتج والمصدر من مدينة البصرة( البقرة الحلوب)، وال(10%) المتبقية من حقول مدينة كركوك، فماذا قدمت الحكومة لهاتين المدينتين؟ قدمت الحكومة مشروع القانون((21) البترودولار) وينص على أعطاء دولار واحد على كل برميل من النفط لتمويل مشاريع المدن المنتجة بعد مطالبات كثيرة، وكان أقراره في عام(2008) من قبل مجلس النواب، جرت عليه بعض التعديلات فيما بعد وأصبح يعرف بقانون (البتروخمسة دولار)، وتعهدت الحكومة بتنفيذ هذا القانون وتضمينه ضمن قانون الموازنة لعام(2014)، لكن ما أن وصلت مسودة القانون الى مجلس النواب حتى تبين أن الموازنة تتضمن دولار واحد، في تناقض كبير وتجاوز على القانون، وأجحاف بحق المدن المنتجة وهضم لحقوقها، مع أن البصرة وكركوك وغيرهما من المدن العراقية؛ التي تنتج (الذهب الأسود)، تئن تحت خط الفقر والتخلف، وتعاني من نقص الخدمات وأنعدام البنى التحتية، وتدني مستوى التعليم والصحة ناهيك عن أنقطاع الكهرباء وملوحة التربة وأنخفاض مستوى الدخل الحقيقي للفرد وغيرها كثير. بموجب تقرير(سومو) الأخير، تكون حصة البصرة لشهر واحد(322500000)دولار من الخمسة دولار للبرميل، وهو مبلغ كافي لينتشل المدينة من واقعها المرير، ويجعلها بمصاف المدن الخليجية المعروفة على الأقل، وبغضون سنوات قليلة... فهل ستكون البصرة كناقة نبي الله صالح(ع) التي كانت لقومه أية، وكانت تعطيهم اللبن، وأستكثروا فيها الماء فعقروها، فحق عليهم العذاب في قوله تعالى (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ)(سورة هود)(65)، مع أن البصرة هي المعيل الأكبر للعراق، وكيف سيحل العذاب بمن يظلمها؟أخر الكلام، لو تخلت الحكومة عن مركزيتها، وأعطت أدارة كل مدينة صلاحيتها في التنفيذ دون تدخل، لقطع العراق بأكمله شوط في التقدم والبناء، ولكن فلسفة الأقتصاد العراقي لا تزال غارقة في فكر المركزية(الأقتصادية والسياسية)، ولم يستطيع السياسيون الجدد التخلص منها، بل من زادوا الطين بله...! فأوجب التغيير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك