محمد رشيد القره غولي
الشعب العراقي و للاسف قد انقسم الى هذه الفئات الثلاثة، و كل منها كارثة كفيلة بتهديم دول و امم، فقد اصبح الواحد منا بشعور او غير شعور له نصيب من احداهن، و حتى اولاءك الذين يدعون انهم ليسوا كذلك تجدهم في حالة من الحالات ليسوا باقل من اصحابها. و قد تجتمع هذه الفئات الثلاث او لنقل المواصفات او تتغير درجتها من شخص لاخر اي انها نسبية، فقد اختلط الامر عند العموم فهناك فرق بين ان تطالب بانصاف جماعتك و بين ان تطالب بانصافهم على حساب الاخر، فعندما نريد حقوقنا المشروعة يجب ان نطالب بحقوق الاخر المسلوبة لان الانسان اخو الانسان فما ان بدرت الرحمة منا فلا ريب سنحصل على ما نريد و ما يريد الاخر مما يجعل المجتمع في تعاضد و تماسك و ترابط اكثر مما نطالب بحقوقنا دون الاكتراث للاخر و كذلك الاخر نجده يحوص في ما يريده و لا يكون مجتمعا في النهاية متماسك بل مجمع يعتاش على النفعية الفئوية مما يدفع المجتمع الى تاصيل النفعية الفردية دون الكلية، و بالتالي يصبح مجتمعا ممزقا لا رحمة فيه.الكثير من اصحاب العقول المشوشة تطلق شعارات في خضم التقدم في الاتصال الاجتماعي، فقد اصبحوا اليوم من الاصوات المسموعة، و تتفاعل معها عقول لا تقل عنها تعصبا فخلق جوا من التناحر البعيد كل البعد عن القيم الانسانية و الاخلاقية و الدينية الكفيلة بتمزيقه، و ان هذه العقول تحاول ان تستمد شرعيتها من المجموعة اي عندما يتفق معه مجموعة ما هم يشتركون في هذه الرؤية الضيقة فتجعل من صاحبها يتصور انه وصل الى الحق و هو بعيد عنه كل البعد.و المضحك في بعض الاحيان عندما يتنابز البعض بالطائفية و يوصم احدهم الاخر بها و تجد كلاهما بالتالي وجهان لعملة واحدة. فالسؤال هنا و الذي طالما اسال نفسي هل انا متعصب طائفيا؟ او مناطقيا؟ او قوميا؟ كذلك ليسال كل واحد نفسه هل اتمتع بهذه الصفات ام لا؟.المجتمعات لن تبنى بهذه العقول السمجة التي تتصور انها على الطريق السليم فكما الحياة منحت لك فانها قد منحت للاخرين و عليه لا بد من احترام متبادل لخصوصيات الافراد التي تعيش معهم و لنكن سباقين لتحقيق العدالة الاجتماعية على الاقل في مناطقنا التي ننتمي اليها، فغالبا ما نجد اليوم بعد هذه الفرصة بسقوط الصنم ان الكثيرين لا يهمهم سوى نفسه و ينافق في المطالبة بحقوق طائفته فهم تجدهم ما ان تعارضت مصالحهم الشخصية مع طوائفهم فهم يضربون كل شيء عرض الحائط، لان العقول تضيق كلما اوغل اصحابها بهذه المجالات المذكورة انفا.كما نلاحظ اليوم التفاضل اصبح اقليميا فهذا يقول انا ابن الجنوب و الاخر ابن الغربية و الاخر ابن كردستان و الاخر ابن الوسط و كل واحد منهم يتفاخر من المناطق التي ينحدر منها، جميل ان ترتبط بالارض التي ولدت فيها و جميل ان ترد جميلها لاحتضانها لك لكن القبيح ان يكون هذا على حساب الافضلية، فاذا تصورت نفسك افضل من غيرك فلا باس ان احتفضت هذا لنفسك لان مرضك منك و اليك، اما ان تطلقه جهارا و تحاول خلق مناخ من التناحر و السبب انك تنتمي الى تلك البقعة الجغرافية! فقد اصبحت من عوامل اشاعة الرجعية الفكرية، و المضحك المبكي ان الغالبية منهم لا يتمتعون بالاخلاق التي هي الوحيدة تستحق ان تكون مفخرة لصاحبها، فكم ممن ادعى الدين و العلم و الخلق و هم ليسوا سوى شخصيات منافقة تتلاطم امواجها شرقا و غربا و يتمتعون بمشاكل نفسية متعددة تحتاج لكل منها الى متخصص لحلها.
https://telegram.me/buratha