المقالات

طائقية مناطقية قومية!

548 18:16:00 2014-01-27

محمد رشيد القره غولي

الشعب العراقي و للاسف قد انقسم الى هذه الفئات الثلاثة، و كل منها كارثة كفيلة بتهديم دول و امم، فقد اصبح الواحد منا بشعور او غير شعور له نصيب من احداهن، و حتى اولاءك الذين يدعون انهم ليسوا كذلك تجدهم في حالة من الحالات ليسوا باقل من اصحابها. و قد تجتمع هذه الفئات الثلاث او لنقل المواصفات او تتغير درجتها من شخص لاخر اي انها نسبية، فقد اختلط الامر عند العموم فهناك فرق بين ان تطالب بانصاف جماعتك و بين ان تطالب بانصافهم على حساب الاخر، فعندما نريد حقوقنا المشروعة يجب ان نطالب بحقوق الاخر المسلوبة لان الانسان اخو الانسان فما ان بدرت الرحمة منا فلا ريب سنحصل على ما نريد و ما يريد الاخر مما يجعل المجتمع في تعاضد و تماسك و ترابط اكثر مما نطالب بحقوقنا دون الاكتراث للاخر و كذلك الاخر نجده يحوص في ما يريده و لا يكون مجتمعا في النهاية متماسك بل مجمع يعتاش على النفعية الفئوية مما يدفع المجتمع الى تاصيل النفعية الفردية دون الكلية، و بالتالي يصبح مجتمعا ممزقا لا رحمة فيه.الكثير من اصحاب العقول المشوشة تطلق شعارات في خضم التقدم في الاتصال الاجتماعي، فقد اصبحوا اليوم من الاصوات المسموعة، و تتفاعل معها عقول لا تقل عنها تعصبا فخلق جوا من التناحر البعيد كل البعد عن القيم الانسانية و الاخلاقية و الدينية الكفيلة بتمزيقه، و ان هذه العقول تحاول ان تستمد شرعيتها من المجموعة اي عندما يتفق معه مجموعة ما هم يشتركون في هذه الرؤية الضيقة فتجعل من صاحبها يتصور انه وصل الى الحق و هو بعيد عنه كل البعد.و المضحك في بعض الاحيان عندما يتنابز البعض بالطائفية و يوصم احدهم الاخر بها و تجد كلاهما بالتالي وجهان لعملة واحدة. فالسؤال هنا و الذي طالما اسال نفسي هل انا متعصب طائفيا؟ او مناطقيا؟ او قوميا؟ كذلك ليسال كل واحد نفسه هل اتمتع بهذه الصفات ام لا؟.المجتمعات لن تبنى بهذه العقول السمجة التي تتصور انها على الطريق السليم فكما الحياة منحت لك فانها قد منحت للاخرين و عليه لا بد من احترام متبادل لخصوصيات الافراد التي تعيش معهم و لنكن سباقين لتحقيق العدالة الاجتماعية على الاقل في مناطقنا التي ننتمي اليها، فغالبا ما نجد اليوم بعد هذه الفرصة بسقوط الصنم ان الكثيرين لا يهمهم سوى نفسه و ينافق في المطالبة بحقوق طائفته فهم تجدهم ما ان تعارضت مصالحهم الشخصية مع طوائفهم فهم يضربون كل شيء عرض الحائط، لان العقول تضيق كلما اوغل اصحابها بهذه المجالات المذكورة انفا.كما نلاحظ اليوم التفاضل اصبح اقليميا فهذا يقول انا ابن الجنوب و الاخر ابن الغربية و الاخر ابن كردستان و الاخر ابن الوسط و كل واحد منهم يتفاخر من المناطق التي ينحدر منها، جميل ان ترتبط بالارض التي ولدت فيها و جميل ان ترد جميلها لاحتضانها لك لكن القبيح ان يكون هذا على حساب الافضلية، فاذا تصورت نفسك افضل من غيرك فلا باس ان احتفضت هذا لنفسك لان مرضك منك و اليك، اما ان تطلقه جهارا و تحاول خلق مناخ من التناحر و السبب انك تنتمي الى تلك البقعة الجغرافية! فقد اصبحت من عوامل اشاعة الرجعية الفكرية، و المضحك المبكي ان الغالبية منهم لا يتمتعون بالاخلاق التي هي الوحيدة تستحق ان تكون مفخرة لصاحبها، فكم ممن ادعى الدين و العلم و الخلق و هم ليسوا سوى شخصيات منافقة تتلاطم امواجها شرقا و غربا و يتمتعون بمشاكل نفسية متعددة تحتاج لكل منها الى متخصص لحلها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك