لن يلبس عباءة روحاني، ذلك الأوباما، ولن يضع على رأسه تلك العمامة، ولن يفرش البيت الأبيض بسجاد عجمي، ولن تصبح طهران له قبلة و أحلاماً. وكذلك لن يلبس الإيراني سروال الجينز البهي.. ولن يصبح الهامبرغر طبقه الشهي.. ولن يعتمد فيغاس سياحة ومقاماً.
من السداسية خرج الجميع مبتسماً… بعد جهد طويل، قيل الكثير وأسهبوا في التأويل والتحليل، واتفق الجميع على المبدأ وبدأنا نتلمس المفاعيل…. ولكن آل سعود عبثاً يريدون السباحة عكس التيار الثقيل…. لا يرون في الآتي المتغير ولا يريدون التبديل…. يلاطمون الأمواج ولا يرون من منقذ لهم غير إسرائيل ….. وفي أحلام العاجز يسكن المستحيل.. وبندر أحواله الآن من هذا القبيل… فشلت المؤامرة ولو أنها مستمرة… وفشلت معها كل الأضاليل.. وفي الربع الأخير ، يحاول إنقاذ ما تبقى من هذا القليل.
أنى مشى هذا البندر، ثقوبه السوداء تشق طريقها… ينفذ منها مليارات السعودية وحريقها… فالقوة العمياء في المملكة تشكو أقصى ضيقها… وطبيبها الأمريكي يقف عاجزاً عن علاجها وتصديقها…. فمقياس رعبها هو تقارب عدوها بصديقها.
أنى تلفتت يتملكها الذعر من إيران… من كل الجغرافيا وحولها في كل مكان… في العراق، في البحرين، في اليمن وكذلك في لبنان… “ايرانوفوبيا” تقض مضجعها وتسلبها الأمان…. ولأجل دفع الشر عنها تحالف الشيطان، ولكنها في قلب العاصفة.. وربيعها الصامت قد ينقلب الى بركان.. فلا مناص لها أن تنفك عن رعاية الأمريكان.
كم هلوست وقالت: “آه من بشار كم أريده أن يرحل، كي أرتاح وأرتب أوضاعي الى الأفضل، وأمدد نفطي عبر سوريا، وهذا يبدو لي الأمثل، لأرتاح من تبعيتي لخليج فارس الشر الأطول”.
وبندر للمرة الثانية يدق باب القيصر.. لم ييأس من خسارته الأولى ومن حظه الأعثر.. والأصفار تنتظره والحال لن يتغير.. سيعود بخفي حنين وعليه الجميع سيتندر.. ماذا عساه أن يعطي روسيا.. وما عساه أن يزيد للقيصر… لقد انتخبوه رجل العام… ويستحق هذا وأكثر… بندر اعتاد شراء “الذمموخراب” الأمم وإشاعة الندم.. لكن الذمة الروسية ليست للبازار… وشعب سوريا هو من سيختار.. وروسيا هي فوق الشبهات والتهم… ملف سوريا عزيز على بوتين …يتخطى بالأهمية كل نفيس يقدمه بندر وكل ثمين… فلا مغريات هذا الأخير ستغير ما كان… ولا وعوده ستفلح في إحداث الخرق في الحلف المتين… ستبقى سوريا قلعة الشرق وسيبقى حارسها الأمين.
أهل السياسة يبقون أعداءهم أقرب من صديقهم القريب… آل سعود وأمريكا علاقتهم من الصنف المريب.. وعامل الجذب بينهم معقد وغريب… لن تنفك المملكة عن أمها الحنون… ولن تهجر صدرها الحبيب… في خضم العواصف بين الدول… لا وقت للنحيب!
البريد: soumaya221@hotmail.com
14/5/140128
https://telegram.me/buratha