المقالات

الانبار تقرر مصير العراق

627 23:30:00 2014-01-28

عبد الكاظم حسن الجابري

رغم أن طبيعتها عسكرية, لكن من الواضح إن العمليات الجارية في الانبار, لها بعد سياسي سَيُلْقِي بظلاله على مجمل العملية السياسية, وخصوصا أن العراق مقبل على انتخابات تشريعية, نهاية شهر نيسان المقبل.مع اندلاع العمليات العسكرية, رأينا التراشق السياسي على مستوى البرلمان والحكومة, وكذلك الانسحابات العديدة لأعضاء في مجلسي النواب والوزراء, والأمر المؤكد أن هذا التراشق, سيكون له انعكاس على الواقع الشعبي, الذي ستنبثق منه الانتخابات, لتحديد من سَيُؤَهل لدخول المعترك السياسي بأصوات الناخبين.سيكون للانبار تأثير على نتائج الانتخابات باتجاهين, سيرسمان صورة الحكومة خلال الأربع سنوات القادمة.فالاتجاه الأول, يتمثل باحتمالية تأجيل الانتخابات بصورتين: الصورة الأولى عامة, أي بمعنى تأجيل مجمل الانتخابات القادمة, لان الوضع الأمني غير مناسب لإقامتها, وفي هذه الحالة سيؤول الأمر إلى حل الحكومة والبرلمان, وجَعْلَها حكومة تصريف أعمال,أما الصورة الثانية فهي أن تتم الانتخابات, دون إجراءها في محافظة الانبار, وهذا يعني أن العملية السياسية منقوصة, والبرلمان القادم سيكون غير مؤهل دستوريا لتشكيل الحكومة الجديدة, الأمر الذي سيفضي إلى أن تبقى الحكومة أيضا حكومة تصريف أعمال.أما الاتجاه الثاني, وهو في حالة إقامة الانتخابات - بما فيها الانبار- فان اثر العمليات العسكرية سيتمثل في الحشد الإعلامي للحكومة وجبهتاها من جهة, والتي صَوَرَتْ إن الأمر طائفي, وان رئيس الوزراء هو الرجل القوي, والمناسب لهذا المنصب, والحامي لحمى الطائفة -الشيعة- وبما إن غالبية الناخبين هم من البسطاء العاطفين, فسينجرفون مع تيار الإعلام الحكومي, لدعم التيار الذي يمثله رئيس الوزراء, بغض النظر عن الأشخاص ضمن قائمته, ومن جهة أخرى, هو في الحشد الإعلامي للطرف الآخر -السنة- الذين أيضا استثمروا الأمر إعلاميا, وصَوُرُوه على انه طائفيا, ولابد من التوحد لتقوى شوكتهم في الحكومة المقبلة, لذا نرى الموقف السني أكثر توحدا من الموقف الشيعي, لأنهم - السنة - يتصورون أنهم كلهم مستهدفون, فالخطر واحد والهم واحد, أما الطرف الآخر -الشيعة- فقد تفرد رئيس الوزراء - المنضوي ضمن التحالف الوطني- تفرد بتصوير أن معركته في الانبار, هي من تصميم إرادته الوطنية وحده, واخذ هو وقائمته بتصوير الأشقاء -الشيعة- على أنهم رافضون للعمليات العسكرية, وهذا الأمر انطلى على الكثيرين, مما أسهم في التسويق الإعلامي المبكر لائتلاف دولة القانون.إن الاتجاه الثاني, سيبقي المعادلة السياسية وصورة الحكم وطبيعتها كما هي.لكن يبقى هناك أمر واحد, يجب أن نراهن عليه, وهو الوعي الشعبي والمعرفة بالواقع, وقراءته من قبل الناخبين, من خلال تقييم الأداء الحكومي في الثمان سنوات الماضية, وتقييمه على أساس المنجز العام لتلك الفترة, لا على أساس لحظة واحدة, وأمر واحد, جاء في نهاية هذه الثمان سنوات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2014-01-29
اخوان الشيطان لعبو معه حتى في المنام في نهاية السنه الثامنه للحكم اطلقوا سراح ارهابي داعش من السجون وزجو الجيش العراقي بملاحقتهم في الانبار وان عملية الصحراء كانت اكذوبه انطلت على مساكين الشيعه من اجل الهيجان الطائفي ولو حققنا مع الذين هربوا الارهابيين سنجد هم الذين يفجرون اجساد الفقراء ومشاركين في جرائمهم مع كل الاحوال العمليه الانتخابيه لن تنجح بتغيير الوضع الراهن انما زيادة الشحن الطائفي ومزيد من القتل والتهجير والقادم لاينبيء بخير وحسوبها الدعوه مثل غمامة هارون الرشيد انما ذهبت فخيرها لهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك