المقالات

ما يقوله مجانين الشعب!

449 19:55:00 2014-01-29

   مجبر أخوك لا بطل.. مثل يجري مجرى ما يجري في ساحتنا السياسية ـ الحكومية هذه الأيام!

   إذا أدعى أحد غير الحكومة، أو الساسة المشاركون في العملية السياسية خلاف ذلك، فهو واحد من إثنين، أما مغرض أو معاد للعملية السياسية، أو مرتبط بأجندة خارجية، إضافة الى أنه مطالب بتقديم الدليل، على أن ما يجري صناعة مخطط لها بعناية!

   من يقول بأن الحكومة، تقف خلف الإرتباك الحاصل بالمشهد السياسي والأمني، عليه أولا؛ أن يقدم المعطيات التي بنى عليها تصوره الذي حوّله الى قول، ويتعيّن عليه ثانيا أن يواجه جيش الاتهامات، التي سيواجهها على أعتبار أنه تحرك في المساحة الحمراء!

   في قضية بناء الدولة العراقية، التي تشكلت نسختها الأولى في العام 1921 من القرن الماضي، ثمّة من يلقي فشل الدولة وبشكل مباشر، على عاتق الأنظمة الحاكمة التي تعاقبت على العراق على طول الخط، دون ربط ذلك ببقية عناصر المشهد، غير هؤلاء من يرون أن سوء العلاقة الدائمة بين السلطات الحاكمة، والشعب وقواه المجتمعية كعناصر بناء فاعلة وأساسية، أنتج دولة عرجاء، تتعكز على أي سبب لتبرر به عوقها الدائم، في حين يعزو آخرون مآلات الأوضاع المتردية، الى سلبية الشعب بالتعامل مع مسؤولياته في بناء الدولة..

   الحقيقة أن فهماً وطنياً لدور الدولة و واجبها، لم يتشكل في العراق بعد، على الرغم من مرور قرابة قرن، على تكوين الدولة العراقية الحديثة، وهو زمن ليس بالقليل في حسابات التواريخ، لكنه قليل؛ بلحاظ أرث من ثقافة السلطان والرعية، يمتد الى أكثر من أربعة عشر قرنا في الإسلام، وقبلها الى عمق يزيد عن ستة آلاف عام في غور التاريخ.

   في ثقافة السلطان والرعية، التي مازالت سائدة الى حد كبير في عقلية الساسة العراقيين، ومنهم من هو في سدة السلطة، ليس من فهم يتوازى فيه بناء الدولة والوعي الجمعي على سطح واحد، فالحاكم يعتقد أنه هو الدولة وليس عنصراً من عناصرها، قبالته تقف عامة الشعب، معتقدة ان من يتزوّج أمنا بعد وفاة أبينا فهو سيكون عماً لنا !.

   بين الموقفين يقف "مجانين الشعب"، هؤلاء الثلة التي تفهم أن الدولة مؤسسة منبثقة عن الشعب، وأن الهدف الحصري للدولة خدمة الشعب وتيسير أموره، وأن الحاكم أو السلطان "مكلف" بمهمة، إن أفلح فيها، فهو قد أدى ما عليه، وجزاه تعالى خيراً عمّا أفلح فيه، وإن فشل فعليه أن يتلق جزاء فشله..

   لكن الحقيقة التي يجب الإعتراف بها بكل شجاعة، أن خراب مؤسسات الدولة، يعني ان هناك خراباً مسبقاً تعاني منه منظومة المجتمع والدولة، لأن العنصرين المهمين فيها ينأيان عن بعضهما، بقفزات بإتجاهين مختلفين.

   لو تستمع الدولة الى أصوات مجانين الشعب، ولو يستمع الشعب الى ما يقوله مجانينه الذين أزعم بأني أحدهم، لما أحتجنا الى هذا القدر الكبير من الساسة والمسؤولين الحكوميين الفاشلين !. 

كلام قبل السلام: الوعي والخراب متلازمان أبدا !.

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك