المقالات

سياسة التشويش الإعلامي

423 09:36:00 2014-01-30

حيدر حسين الاسدي

عندما تُطرح قضية على طاولة النقاش، سيكون لنا وجهة نظر، وللآخرين وجهتهم، فالظروف التي يعيشها البشر وبيئاتهم ومستوى وعيهم وثقافتهم وتجاربهم في الحياة مختلفة! تصنع الاتفاقات والاختلافات، قد يتطابق بعضها، وقد يختلف الأخر، بغض النظر عن صحة هذا الرأي أو عدم صحته، لكن الشيء المهم أن نبقى موضوعيين بالطرح والمناقشة ونقتنع بالدليل.الرأي العام العراقي كما يصنفه الباحثون، عاطفي بسيط يقرأ الأمور من سطوحها! لا يقبل التعمق لتوضيح الصورة، حتى لا يراها على حقيقتها.ما لمسناه قبل أيام من تلك الضجة في وسائل الإعلام الحزبية الموجهة، بمبادرة حل الأزمة في الانبار، وصرف مليار دولار سنوياً! لإعادة بناءها وتأهيلها، التي ما انفكت عن رفض صرف الأموال وانتشال مدينة! عاث بها الإرهاب فساداً واستباحة الحرمات! من اجل أعادتها للوجود الاجتماعي، ورفض استئصالها من الجسد العراقي، برهان واضح لضياع التفكير الدقيق في ضجيج الحوار المؤدلج.السؤال الذي يطرح نفسه في خضم هذه الحملة الإعلامية! لماذا لم نسمع هذا الزخم الإعلامي، والصراخ العالي، والتعاطي الوطني، عندما سرقت المليارات من الدولارات في مشاريع فاشلة ومقاولات وهمية، وصفقات مشبوه تورط بها كبار المسؤوليين الحكوميين؟وبدون أي جهد في التفكير! وبكل بساطة فأن بعض الوسائل الإعلامية، وكجزء من سياستها وأساسيات أهدافها، تحاول تمييع الفضائح، وتسويف الحقائق، وتتجاهل تسليط الضوء على شخصيات تقود المافيات الفاسدة، ممن ساهمة في نخر الجسد العراقي المثقل بالجراح، لتتناول الوقائع "كما يُقال " بعين عوراء، ترى ما يساير مصلحتها وتتجاهل الحقائق.هذه الأفعال لا يمكن تبرئته من النوايا السيئة، التي تقدم المعلومة والاتهام، بشكل محسوب تكتيكياً، يهدف الى غسل عقل المتلقي، ويغير مفاهيم المشاهد، لحصد مكاسب مالية وسياسية وانتخابية، متناغمين بذلك مع عقول والرؤية السطحية لبعض متابعيها.مشكلة الشخصية العراقية لا تقبل التغيير، بمعنى أخر لا تُُقدم على اختيار المشروع الأفضل، من بين ما طرح في الفترة السابقة، لخشيتها من البديل المقبل والتمسك بما هو موجود، "برغم إخفاقاته" وكأن الموجود في هرم السلطة، عقمت النساء من الإنجاب بعده.أن الحوارات المتشنجة والتقاطعات الغير مجدية، تخلق ضعف ووهن في القابلية على تجاوز المرحلة، وتعطي المقدرة للمتربصين والمتصيدين للفرص، من الظفر بالمقدرات والشرعية، ويعيد التسلط والهيمنة والظلام ليخيم من جديد على البلاد. لنكن أكثر وعياً وإدراكاً لما يدور من حولنا، ونطور قابليتنا على فهم ما بين السطور، ولو بشيء من البساطة، فالبقاء بمستوى نظر واحد، يبقينا بمساحة ضيقة، ولا تفتح أفاق التعرف والتوسع لدينا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك