المقالات

هل يُفسِدُ الكونغرس ما يُصلِحُهُ البيت الأبيض؟

470 08:56:00 2014-01-30

نزار حيدر

في حديث اعلامي مباشر قبل قليل، قلت:لقد بات واضحا جدا ان الكونغرس يسعى لإفشال دبلوماسية البيت الأبيض في ثلاثة ملفات ساخنة؛الاول؛ المتعلق بالملف النووي الإيراني.الثاني: المتعلق بالملف السوري.الثالث: المتعلق بحرب العراق على الارهاب.بشان الملف الاول، من خلال التلويح بفرض عقوبات جديدة على طهران، والتي هدد الرئيس اوباما امس في خطاب (حالة الاتحاد) امام الكونغرس، بانه سيستخدم حق النقض (الفيتو) ضد اي تشريع جديد من قبل الكونغرس يقضي بفرض عقوبات جديدة على طهران، قائلا: يجب ان نمنح الدبلوماسية الفرصة الكافية واللازمة لتحقق النتائج المتوخاة بهذا الشأن.فيما يتعلق بالملف الثاني، بتسليح ما يطلق عليها الكونغرس بالمعارضة المعتدلة في سوريا، في نفس الوقت الذي ينتظر فيه البيت الأبيض نتائج مؤتمر جنيف٢ ، والذي ما كان لينطلق بأعماله لولا التوافق الروسي - الاميركي على أجنداته والنتائج المنتظرة منه.بشان الملف الثالث، بعرقلة تسليح القوات المسلحة العراقية التي تقاتل الارهاب بشراسة، خاصة بعد ان تبين ان السلاح الذي قدمته عدد من دول المجتمع الدولي الى الارهابيين في سوريا، بدا بالتدفق الى الارهابيين في العراق، وتحديدا في الأنبار.هذه المعادلات الثلاث المتداخلة، تشير الى الحقائق التالية:الف: ان الكونغرس مندفع بشكل كبير في مساعيه الرامية الى إفشال خطط البيت الأبيض، وهو نتاج تأثير اللوبي الصهيوني الذي فقد الكثير من تأثيره على البيت الأبيض في الفترة الاخيرة، فيما يحاول التعويض عن ذلك بزيادة التأثير في الكونغرس، كمحاولة لابتزاز البيت الأبيض كذلك.باء: للاسف فان ممثلي الشعب الاميركي اثبتوا هذه المرة بانهم يدعمون الارهاب بلا مواربة، وان على الشعب الاميركي الانتباه الى هذه الحقيقة، ليعرف جيدا بان ممثليه يبعثون بأمواله، التي يدفعها كضرائب، الى الارهابيين في سوريا والعراق وربما الى مناطق ساخنة اخرى من العالم.اذا لم ينتبه الرأي العام الاميركي الى هذه الحقيقة فانه سيدفع ثمن حماقات الكونغرس، فلا يظنّنّ انه بمنأى عن جرائم جماعات العنف والإرهاب، ولقد أصاب الرئيس اوباما الحقيقة في خطابه يوم امس عندما قال بان معركة الارهاب لا تحسم بالجهد العسكري والاستخباراتي فحسب، وإنما يجب ان يرافقها جهد سياسي ودبلوماسي متوازي، فلماذا يسكت الأميركيون وهم يرون ممثليهم، الكونغرس، يضعون العصي في عجلة جهود البيت الأبيض؟ لماذا يسكتون عن دعم الكونغرس للإرهابيين في سوريا وتاليا في العراق؟.هذا من جانب، ومن جانب آخر، فلقد تحدث الرئيس باراك اوباما امس في خطاب (حالة الاتحاد) عن ملف الارهاب، داعيا الى المزيد من التعاون مع الدول التي تحارب الارهاب، ومنها العراق، لتفكيك الشبكات الإرهابية، فكيف سيحقق هذا الامر اذا كان ممثلي الشعب الاميركي يدعمون الارهاب علانية ومن دون اي رادع دستوري او قانوني؟.والى متى يظل البيت الأبيض يسعى لتفكيك الشبكات الإرهابية في هذه الدولة او تلك، فيما لا زال يتجنب تسمية المنبع الحقيقي والأساسي لهذه الشبكات؟ واقصد به نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية؟ نظام ال سعود؟ فيتجنب ردعه ولو بشطر كلمة؟.ان مثَلَه في ذلك كمثل من يحاول تجفيف مستنقع آسن تنتهي به مياه النهر! فهل يمكن ذلك قبل ان يتم قطع الماء عنه؟.ان حديث الرئيس اوباما عن حربه ضد الارهاب تحوم حوله الكثير من الشكوك، فكيف يريدنا ان نقتنع بجديته في هذه الحرب وهو بعدُ يتجنب تسمية المنبع الرئيس للإرهاب؟ والذي يصنّع وينتج ويغذّي ويحرّض على الارهاب بكل الطرق؟.اذا أراد الرئيس الاميركي ان يقنعنا بجدية خططه بهذا الصدد، فان عليه، اولا، ان يردع الرياض لوقف كل أشكال الدعم الذي تقدمه للإرهاب، فتلجِم فقهاء التكفير من اجل ان لا يصدروا المزيد من الفتاوى التكفيرية التي تحرض على العنف والكراهية والتزمت وإلغاء الاخر.كذلك، للجمها عن التحريض ضد العراق الجديد، وعن التحريض على اثارة الفتنة الطائفية من خلال دعمها لقنوات الفتنة النتنة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمدعلی
2014-02-01
الكاتب المحترم نزار حيدر: من البديهيات أنهم يعلمون جيدا أن سقوط أل سعود يتبعه سقوط دولة اسرائيل وهذا ما لن يقبلوه ابدا (الحكومه والكونغرس) لذا سيستمرون بالسكوت عن جرائم أل سعود الي ان ياتي البديل القوي في المنطقه - تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك