الحاج هادي العكيلي
وكعادتنا نحذر من قول بعضنا أثناء كلامهم واستعمالهم من كلمة ( أنا ) . فاستعمال كلمة ( أنا ) على غير وجه الكبر والفخر انما لبيان أمر من الأمور الحسنة لا بأس بها .فمن قال ( أعوذ بالله من كلمة أنا ) أن كان يفهم من ذلك أعوذ بالله من أن أقولها على وجه الكبر والفخر لا يكفر لكن يقال له أطلاق هذه الكلمة لا يجوز .لا يخفى على أحد منكم أن المقصود من قول ( أعوذ ) أي ألتجىء إلى الله تعالى وأعتصم به من شر كلمة ( أنا ) لما قد تدخله هذه الكلمة أثناء والثناء على النفس من الغرور والعجب فيحدث مالا يحمد عقباه مما لا يخفى فيقول ( أنا تصدقت ) ( أنا بذلت ) ( أنا علمت ودرست ) وأنا كذا وكذا ...أن قول كلمة ( أنا ) لا يذم في كل حال ، ففي حديث للرسول الله صلى الله عليه واله وسلم : من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار . وقلت أنا : من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة . رواه البخاري ومسلم . وإنما يذم قول كلمة ( أنا ) في حال التعالي والاعتداد بالنفس والتفاخر ونحو ذلك .وأنا أتكلم اليوم ليس من حال التعالي والتكبر والتفاخر ، وإنما من حال المظلومية التي وقعت عَليَ وأنا أبن الجنوب . فمنذ أن أكتشف النفط في المناطق الجنوبية من العراق أصبح علي وعلى أبناء شعبي في هذه المناطق وبالاً مازلنا نعاني منه إلى يومنا هذا ، فوقع علينا الظلم والحرمان وأصبحنا مثل البقرة الحلوبة تعطي حليب للآخرين ليشربوا ويهنئوا ويلعنوا بنا ويسيئا المعاملة معنا . فأصبحت تلك المناطق الجنوبية من بلدي الممول الوحيد للميزانية الاتحادية بما تصدره من نفط المستخرج من أراضيها ، وعبر تلك السنين قد يستنزف النفط في تلك المناطق وتصبح أرض جراء معدومة الزراعة نتيجة عمليات الحفر والتنقيب والاستخراج والتصدير ، وقد يهجرها سكانها مستقبلاً .أن سياسات الحكومية التي تولت الحكم عبر تلك السنين يسودها التخبط وقلة المعرفة احياناً وأحيانا أخرى الاستهداف لاستنزاف تلك الثروة في المناطق الجنوبية ، حيث ركزت جميع استكشافاتها النفطية في تلك المنطقة لتصبح البقرة الحلوبة لحكامها وحاشيتهم ومناطقهم .واستمرت الحكومة الحالية نفس السياسة فقد ركزت تراخيص الاستكشافات والإنتاج والاستخراج النفطية على تلك المناطق ولم تشمل المناطق الغربية والشمالية معللة بالوضع الامني . وكانت تجربة اقليم كردستان باستخراج النفط من اراضيها تجربة ناجحة على الرغم من الصعوبات لتسهم برفد الميزانية الاتحادية من عوائد التصدير على الرغم من وجود بعض المشكلات بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية بهذا الشأن .أن استنزاف النفط في المناطق الجنوبية قد يؤدي إلى نفاذه مستقبلا ً وعلى الحكومة أن تفكر بإعلان تراخيص الاستكشافات مستقبلا في المناطق الغربية والشمالية لتساهم تلك المناطق برفد الميزانية الاتحادية بعائدات النفط المصدر منها وتستفد من قانون 5 دولار الذي قد يساهم في تطوير تلك المناطق والابتعاد عن المناكثات السياسية والغيرة وأحيانا الحسد . وان لا نجعل الجنوب يستنزف خيراته وثروته . فأن ابناء الجنوب لا يسمحوا بعد ألآن لاستنزاف نفطهم ويبقوا بقرة حلوبة ويصبح المثل الشعبي ينطبق عليهم ( مثل السمك ما كول مذموم ) .
https://telegram.me/buratha